بدأت قوات عراقية أمس اقتحام المدينة القديمة بالموصل الواقعة تحت سيطرة تنظيم داعش في هجوم تأمل أن يكون الأخير ضمن حملة مستمرة منذ تسعة أشهر لانتزاع معقله الرئيس في العراق.
والمدينة القديمة هي آخر مواقع الدواعش في الموصل وهي مكتظة بالسكان وتتكون من أزقة ضيقة حيث يجري القتال عادة فيها من منزل لمنزل.
وتقول الأمم المتحدة إن نحو مائة ألف مدني مازالوا محاصرين هناك في ظروف مروعة مع نقص الغذاء والماء والدواء وتضاؤل فرص الوصول إلى مستشفيات. وقالت لجنة الإنقاذ الدولية «سيكون هذا وقتا مروعا لنحو مائة ألف شخص مازالوا عالقين في مدينة الموصل القديمة.. يواجهون الآن خطر أن يحاصرهم القتال الضاري المتوقع أن يجري في الشوارع».
وحذرت من ان «مباني المدينة القديمة معرضة على نحو خاص للانهيار حتى لو لم يتم استهدافها مباشرة مما قد يؤدي إلى سقوط قتلى من المدنيين أكثر من المئات الذين قتلوا حتى الآن في الغارات الجوية التي وقعت في باقي أنحاء المدينة».
ونقلت فرانس برس عن قادة عسكريين إن الهجوم انطلق فجرا، بعد ضربات جوية نفذها التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، فيما يبدي مقاتلو التنظيم مقاومة شرسة.
وخسارة الموصل ستشكل النهاية الفعلية للجزء العراقي من دولة التنظيم العابرة للحدود التي أعلنها صيف العام 2014، بعد سيطرته على مناطق واسعة من العراق وسورية المجاورة.
وأعلن قائد عمليات «قادمون يا نينوى» الفريق الركن عبدالأمير رشيد يارالله في بيان انطلاق الهجوم، قائلا إن «قوات الجيش ومكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية، تشرع باقتحام المدينة القديمة».
وتردد دوي المدافع الرشاشة في أرجاء المدينة القديمة، فيما ارتفعت أعمدة دخان الصواريخ في سمائها.
وقال قائد جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبدالغني الأسدي لوكالة فرانس برس إن العملية تتقدم ببطء «لنحافظ على المدنيين ونتمكن من إمساك موطئ قدم في الحافة الأمامية».