- ماي: كان هجوماً يستهدف الأبرياء والكراهية والشر لن يفلحا
عواصم - وكالات: أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أنه تم نشر قوات إضافية حول المساجد البريطانية لحماية المسلمين، وذلك في أعقاب هجوم الدهس الارهابي الذي استهدف مصلين خارجين من صلاة التراويح بشمال لندن الليلة قبل الماضية.
وقالت ماي، أمام داوننغ ستريت، مقر رئيس الحكومة البريطانية بوسط لندن: إن الهجوم الذي استهدف مرتادي مسجد فينسبري بارك يعد «محاولة مقززة» لتدمير حرية العبادة. ودعت الى «مواجهة التطرف بما في ذلك الإسلاموفوبيا، حيث إننا نتشارك مع المسلمين نفس القيم».
وأضافت: «لقد كان هجوما استهدف مرة أخرى الأبرياء.. هذه المرة من مسلمي بريطانيا»، في إشارة إلى الهجمات الإرهابية في مانشستر ولندن.
وشددت على أن «الكراهية والشر لن يفلحا أبدا. هذا الصباح استيقظ بلدنا على أنباء هجوم إرهابي آخر في شوارع عاصمتنا: إنه الهجوم الثاني هذا الشهر وهو مقزز تماما مثل الهجمات التي سبقته». وأعلنت أن «منفذ الاعتداء عمل بشكل فردي».
واتفق مسؤولون بريطانيون على أن الهجوم «الإرهابي الإسلاموفوبي» الذي استهدف المصلين، هو «عمل إرهابي»، واعتداء على المجتمع البريطاني كله، وليس المسلمين فقط.
من جهته، كتب صادق خان عمدة لندن، على حسابه الرسمي في «تويتر» أن استهداف مسجد فنسبري بارك «هو عمل إرهابي مروع».
وقالت الشرطة: انه تم اعتقال سائق السيارة (48 عاما ولم تذكر اسمه)، ونقله إلى المستشفى كإجراء احترازي، وأعلنت أنه سيتم تقييم صحته العقلية، وسيبدأ التحقيق معه بعد خروجه من المستشفى.
وقال شهود عيان: إن سائق الشاحنة مواطن إنجليزي، وصاح خلال قيامه بدهس المارة قائلا «سأقتل المسلمين»، وتمكن المتواجدون في المكان من احتجازه ومن ثم اعتقلته الشرطة.
وأشارت تقارير إعلامية إلى أن الجاني «يميني عنصري معاد للمسلمين».
بدوره، دعا مجلس مسلمي بريطانيا الحكومة الى حماية المساجد والمراكز الاسلامية في البلاد، وذلك في أعقاب الاعتداء الارهابي الذي خلف قتيلا وعشرة جرحى.
وقال الأمين العام للمجلس هارون خان في بيان صحافي: ان «الاعتداء الارهابي على المصلين بعد صلاة التراويح يشكل أسوأ وأعنف تعبير عن المعاداة للإسلام والمسلمين (الإسلاموفوبيا)».
وأضاف ان المسلمين تعرضوا في الأشهر والأسابيع الاخيرة الى حملات معادية متزايدة منذ الاعتداءات الإرهابية الاخيرة التي وقعت في بريطانيا، مشددا على ضرورة ان تعمل السلطات على حماية الجالية المسلمة من المواطنين وخاصة مع اقتراب الاحتفالات بعيد الفطر.
واعتبر خان ان الكثير من المسلمين أصبحوا يخشون على حياتهم بفعل الاعتداءات العنصرية ضدهم، داعيا الحكومة البريطانية الى اتخاذ اجراءات عاجلة لمحاربة «الإسلاموفوبيا» التي تغذي مثل هذه الاعتداءات.
وقال شهود إنه بعد أداء الصلاة دهست عربة مستأجرة مجموعة من المصلين أثناء مغادرتهم المسجد. واضاف حسب موقع بازفيد نيوز «جاءت الشاحنة الفان ودهستنا.. كان يصرخ سأقتل جميع المسلمين».
وقالت هيئة إسعاف لندن: إن ثمانية أشخاص نقلوا للمستشفيات وإن اثنين آخرين تلقيا العلاج من إصابات طفيفة بموقع الحادث. وقال حسين علي (28 عاما) الذي كان قرب المسجد آنذاك إنه سمع دويا وهرع بعيدا للنجاة بحياته.
وأضاف لرويترز «عندما نظرت للوراء اعتقدت أنه حادث سيارة ولكن الناس كانوا يصرخون وأدركت أن هذا رجل اختار ترويع أناس يصلون.. اختار بدقة الوقت الذي يصلي فيه الناس والمسجد صغير وممتلئ ومن ثم يصلي البعض بالخارج».
ونقلت شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية عن شاهد قوله: إن من الواضح أن المهاجم استهدف المسلمين عمدا في فينسبري بارك.
وأضاف الشاهد «حاول أن يقتل عددا كبيرا من الناس ومن الواضح أنه هجوم إرهابي. استهدف المسلمين هذه المرة».