أتهمت الحكومة العراقية تنظيم «داعش» بفجير منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير في الموصل القديمة، معتبرة أن ذلك يعد بمثابة إقرار بهزيمة التنظيم المتطرف.
وأعلنت القوات العراقية أن مسلحي داعش فجروا منارة الحدباء التاريخية وجامع النوري الكبير الذي شهد الظهور العلني الوحيد لزعيم التنظيم أبو بكر البغدادي في المدينة القديمة بغرب الموصل.
وأمست البلاد في حالة صدمة حيال خبر تدمير المنارة التي شيدت في القرن الثاني عشر، والتي تعد واحدة من أبرز المعالم في العراق.
وتشكل منارة الحدباء التاريخية رمزا لمدينة الموصل، إذ طبعت على العملة الورقية العراقية من فئة عشرة آلاف دينار، ويصفها البعض ببرج بيزا العراقي، نسبة إلى البرج الإيطالي المائل.
وظهرت أيضا في علامات تجارية محلية وإعلانات عدة، وأعطت اسمها لعدد لا يحصى من المطاعم والشركات والنوادي الرياضية.
وكان من شأن استعادة هذين المعلمين، بعد ثمانية أشهر من بدء هجوم كبير لاستعادة آخر المعاقل الرئيسية لداعش في البلاد، أن تكون ضربة قاسية للتنظيم لكن عملية التدمير كانت متوقعة بشكل كبير.
وقال العميد فلاح فاضل العبيدي من قوات مكافحة الإرهاب لوكالة فرانس برس إن «تفجير هذا المكان هي محاولة كي يغطي مسلحو داعش إعلاميا على خسارتهم الكبيرة، لكن الإعلام والناس يلاحظون الانتصارات وانهيار داعش».
وبعيد الإعلان عن التفجير، أعلن التنظيم عبر وكالة «أعماق» التابعة له أن المعلمين دمرا جراء ضربة أميركية.
غير أن التحالف الدولي أكد أن مسلحي داعش هم الذين «دمروا أحد أعظم كنوز الموصل والعراق».
واعتبر المبعوث الأميركي لدى التحالف الدولي بريت ماكغورك أن ما جرى ليس إلا «دلالة واضحة على اليأس والهزيمة» لدى المتطرفين.
من جهته، أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن التفجير هو إقرار بهزيمة داعش.
وجاء تدمير النوري والحدباء بعد أيام من بدء القوات العراقية مدعومة بضربات التحالف الدولي، هجوما على المدينة القديمة لاستعادة آخر مواقع داعش في غرب الموصل.
ويعتقد أن أكثر من مئة ألف مدني ما زالوا عالقين في المدينة القديمة، ويستخدمهم التنظيم كدروع بشرية.
وهذه الرقعة التي ما زالت خاضعة لسيطرة داعش صغيرة نسبيا، لكن أزقتها الضيقة ومبانيها المتلاصقة، بالإضافة إلى تواجد مدنيين فيها، جعل العملية محفوفة بكثير من المخاطر.
وفيما توغلت القوات العراقية بشكل كبير للوصول إلى مسجد النوري، حذر قادة عراقيون من أن معركة المدينة القديمة لم تنته بعد.
وأعلن الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، أن قوات الشرطة تخوض قتالا شرسا مع داعش في الموصل القديمة.
وقال جودت في بيان صحافي إن «وحدات من الشرطة الاتحادية تشتبك مع الدواعش بالأسلحة الخفيفة والرمانات اليدوية على أسطح المنازل المتراصة والأزقة الضيقة وقتلت 10 منهم ودمرت دراجتين ملغمتين ويتقدمون في راس الجادة وباب البيض».