انعقدت القمة السورية ـ اللبنانية في ظل أجواء وظروف جديدة مساعدة مختلفة تماما عن أجواء قمة أغسطس 2008 التي أرست قواعد جديدة للعلاقات اللبنانية - السورية. وتختصر هذه المتغيرات في ثلاث مصالحات:
- المصالحة الدولية مع سورية بعد مراجعة ايجابية أجراها المجتمع الدولي للدور السوري في لبنان منذ ما بعد اتفاق الدوحة وحتى اليوم.
- المصالحة السورية مع السعودية التي انعكست انفراجا على الوضع اللبناني. وتشكل عاملا مساعدا في تسريع وتيرة العلاقات السورية اللبنانية، كما انها تتيح دخول لبنان مباشرة على خط تفاهمات عربية واقليمية تمثل سورية شريكا أساسيا فيها سواء في علاقتها بالسعودية حيال الملف اللبناني أو علاقتها بتركيا وايران حيال ملفات إقليمية.
- المصالحة اللبنانية مع القيادة السورية وخصوصا مصالحة الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط في مؤشر حاسم الى طبيعة المرحلة المقبلة وتحولاتها ان على صعيد دور سورية في لبنان وعلاقتها بأطرافه، أو على صعيد التوازن السياسي الداخلي الذي سيغادر تدريجيا مرحلة الانقسام الحاد بين 8 و14 آذار والذي كان يدور في جزء كبير منه حول سورية والعلاقة معها.
اللافت في نتائج قمة الرئيسين سليمان والأسد التي استمرت زهاء ساعتين كان تجديد الأسد دعمه الشخصي لسليمان ولموقع رئاسة الجمهورية، وتأييده الخطوات التي يقوم بها من أجل تحقيق الوفاق والاستقرار السياسي والأمني في لبنان، وذلك في اشارة الى حرارة العلاقة الثنائية التي تميزت أخيرا بالتواصل في لبنان والمنطقة في أعقاب «البرودة» الطارئة التي مرت بها جراء تباينات ظهرت في الأمم المتحدة والقمة العربية. وقالت مصادر رئاسية ان زيارة سليمان لدمشق «هدفت الى مراجعة البيان المشترك الذي صدر عن القمة السورية - اللبنانية السابقة، ووضع ما لم ينفذ بعد من هذه المقررات موضع التنفيذ»، مشيرة الى ان البحث بين الرئيسين تطرق الى الوضع الاقليمي وضرورة التنسيق بين البلدين في القضايا التي تواجهها المنطقة، وسبل مقاربة المواقف الاسرائيلية الأخيرة، وما يمكن للبنان القيام به لدعم المواقف العربية باعتباره عضوا غير دائم في مجلس الأمن حاليا.