بيروت ـ ناجي يونس
يعكس الاتفاق على تشكيل الحكومة اقرار قوى 14 آذار بأن كل ما طرحته لم يكن واقعيا، وان مطالب العماد عون قد سلكت طريقها الى التنفيذ، فالوزير جبران باسيل باق في السلطة الاجرائية ووزارة الاتصالات بقيت مع التيار الوطني الحر، والاهم ان حكومة وحدة وطنية تشكلت.
هذا التقييم لوزير بقاعي سابق ومعارض، اكد لـ «الأنباء» ان الموالاة خسرت «النصف + 1»، وهي ستتعاطى بواقعية مع موضوع المقاومة وسلاحها والتوطين والخطر الاسرائيلي والعلاقات مع سورية وايران. وفي رأيه ان القمة السورية ـ السعودية أرست مناخا عاما من الانفتاح وفتح الآفاق على اطلاق النقاش والبحث عن وسائل المعالجات للمشاكل القائمة بين الدول العربية وعلى الساحة اللبنانية.
حتمية التفاهم مع دمشق
واضاف المصدر ان الاهم يبقى بعد تشكيل الحكومة ان يحسن الرئيس سعد الحريري تحديد اولوياته المقبلة، لاسيما اثر زيارته المرتقبة الى دمشق، وهنا سيظهر ما اذا كان قرار الحريري في الرياض أو في دولة اخرى كمصر أو الولايات المتحدة على سبيل المثال. فإذا أراد الحريري ان يتمكن من الحكم، فعليه ان يمشي على خطى والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أي ان يعتمد على توافق وتوازن بين دمشق والرياض، اذ من دون التفاهم مع السوريين لا يستطيع احد ان يتخذ قرارا قابلا للتطبيق في لبنان.
اذا سلك الحريري درب الاعتماد على التوازن السوري ـ السعودي، فإن الخريطة الداخلية ستتبدل بشكل جذري ولن تعود هناك اكثرية ثابتة وأقلية ثابتة، بل انه ستصبح هناك مجموعة تشكل تحالفا متفاهما يسهل حكم البلد واتخاذ قرارات قابلة للتطبيق، وسيكون موقف النائب جنبلاط مؤشرا أساسيا في هذا الاطار. واذا اختار الحريري ان يبقى متشددا حيال سورية أو أقله ان يتعاطى معها بحذر وشك وريبة، فإن زيارته الى دمشق لن تكون أكثر من شكلية، ولن تؤسس للتحول المرتقب والممكن ان يبصر النور بما يسهل اتخاذ قرارات قابلة للتنفيذ.
تصريف الأعمال
وفي هذه الحالة فإن الحكومة العتيدة لن تتمكن من لعب دور يتخطى تصريف الاعمال اذا جاز التعبير. وقال الوزير السابق: ان زيارة جنبلاط الى سورية ستثمر اتفاقا علنيا بينه وبين السوريين، الا انه اذا لم يكن الحريري قرر التفاهم مع النظام السورية، فإن جنبلاط سيضطر ان يبقي على موقفه المعلن وسيطا بين الحريري وقوى 8 آذار مع ان الجميع يدركون ان الزعيم الدرزي بات قلبا وقالبا في الحضنين السوري والايراني. وقد تكر سبحة التفاهمات وينخرط فيها الحريري، فتتشكل اكثرية واقعية جديدة ويصبح المسيحيون الموالون اليوم هم نواة الاقلية المقبلة.