بيروت ـ عمر حبنجر
شكل الاجتماع الثاني للجنة صياغة البيان الوزاري برئاسة الرئيس سعد الحريري اختبارا عمليا لنوايا مختلف الاطراف والتيارات السياسية تجاه مسودة البيان الوزاري التي صاغها وزير الاعلام طارق متري.
وواضح انه لا اختراع للبارود في المسودة التي اعتمدت الصياغات المعتمدة في البيان الوزاري للحكومة السابقة لموضوع المقاومة وسلاح حزب الله.
والى جانب هذا الموضوع، هناك موضوع آخر بدأ يتقدم دائرة الاشتباك السياسي المحتمل على مسرح البيان الوزاري هو الموضوع الاقتصادي.
وقد تجنب الوزير متري الافاضة في الكلام تجنبا للدخول في التفاصيل وما قد تثيره التفاصيل، ومن هنا كان اتسام المسودة بالاختصار والاقتضاب.
وتضمنت المقدمة بندا شمل كل توجهات الحكومة والتزاماتها، لجهة ربطها بمرجعية الدولة بما في ذلك مسألة القرارات الدولية والخيارات السياسية والامنية، وهذا بند ورد في البيان الوزاري للحكومة السابقة.
المقاومة في البيان الوزاري
وحول موضوع المقاومة استعادت الفقرة السادسة في مشروع البيان الوزاري ما جاء في بيان الحكومة السابقة حرفيا كالآتي: حق لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير او استرجاع مزارع شبعا وتلا كفر شوبا والجزء اللبناني من قرية الغجر المحتلة والدفاع عن لبنان في مواجهة اي اعتداء والتمسك بحقه في مياهه وذلك بكل الوسائل المشروعة والمتاحة.
وفي المجال الاقتصادي، تؤكد مسودة البيان الوزاري التزام الحكومة بالبرنامج الاصلاحي لمؤتمر باريس 3، اضافة الى تعزيز القطاعات الانتاجية كالزراعة والصناعة والسياحة والانماء المتوازن، كما ان هناك اقتراحا يلحظ السير في خصخصة بعض المؤسسات العامة.
الخصخصة تحت الضوء
وتوقعت مصادر وزارية قبيل انعقاد اللجنة ظهر امس الا تمر فقرتان في البيان دون نقاش تفصيلي واسع، وهما فقرة المقاومة التي تواجه بتحفظات وملاحظات من جانب عدد من وزراء الاكثرية، خصوصا الكتائب والقوات اللبنانية اللذين أظهرا تحفظاتهما بالتوافق مع الوزيرين بطرس حرب وميشال فرعون. وتقول مصادر هؤلاء انهم ليسوا راضين تماما عن الصيغة التي تتناول الالتزام بالقرارات الدولية، وبالذات القرار 1701، كما ان هناك مطالبة بتعديل الصيغة المتعلقة بالمقاومة.
اما النقطة الاقتصادية الشائكة فتلك المتعلقة بالخصخصة في ضوء اتجاه وزراء المعارضة الى ادخال تعديلات عليها، وفي هذا السياق فإن وزير الاتصالات العوني شربل نحاس خرج من الاجتماع الاول للجنة بعد نقاش حاد مع وزراء الاكثرية حول الخصخصة التي يرفضها بشدة.
وزير العمل بطرس حرب ابدى ارتياحه الى مسودة البيان الوزاري التي وصفها بالجيدة من حيث اقتضابها واقلالها من الكلام وكثرة الافكار والتوجهات، وقال قبيل اجتماع اللجنة: سنضع ملاحظاتنا على المواضيع الخلافية وسيكون لنا موقف منها، مع تأكيده التزام التوافق على هذه القضايا من دون ان يعني ذلك القبول بما لا نقبل به.
الوزير التقدمي الاشتراكي وائل ابوفاعور رأى ان الاكثر جدوى في صياغة الفقرة السياسية هو الارتكاز على ما ورد في بيان الحكومة السابقة والذي نعتبره منصفا لكل وجهات النظر، وتوقع ان يكون النقاش سريعا وحثيثا.
من جهته، رأى ممثل المردة في الحكومة وزير الدولة يوسف سعادة المسودة مقبولة من حيث المبدأ، حتى ولو كان احد بنودها يحتاج الى نقاش سواء في الفقرة السياسية او الاقتصادية مع امكانية بقاء الفقرة السياسية الواردة في بيان الحكومة السابقة نفسها، اما في الشق الاقتصادي فهناك امور يجب مناقشتها مع الحلفاء قبل اتخاذ الموقف النهائي.
معادلة جديدة
مصادر في الاكثرية لاحظت لـ «الأنباء» حجم تركيز وزراء المعارضة على الجانب الاقتصادي وبالذات على الخصخصة، واستنتجت من ذلك انه ربما على وزراء الاكثرية مواجهة معادلة يجري تركيبها من جانب المعارضة، وعبر البيان الوزاري، تقوم على مقابلة موضوع المقاومة وسلاح حزب الله الذي يواجه بتحفظات بعض وزراء الاكثرية بموضوع الخصخصة الذي يسلط وزراء المعارضة الضوء عليه بقوة نظرا لحساسيته بالنسبة للاكثرية التي تعتبره الممر الالزامي لتطبيق مقررات باريس 3.
غير ان المصادر لا تؤيد وجهة نظر الوزير باسيل من حيث اعتباره الشق الاقتصادي في البيان الوزاري اكثر اهمية من الشق السياسي، لأن السيادة الوطنية في كنف السياسة وليس في جعبة الاقتصاد مهما بلغت اهميته الوطنية والاجتماعية.
صفير: أتمنى التوفيق للحريري
في غضون ذلك، اكد البطريرك نصرالله بطرس صفير خلال استقبال نقيب المحررين ملحم كرم ان الحكومة يجب ان تكون لجميع اللبنانيين ولكل فئات الشعب، متمنيا النجاح لها بما يعود على لبنان بالخير والاستقرار، وننتظر منها ان تحكم البلد بحق وصواب وان يطمئن الجميع اليها خصوصا الفئة المحرومة.وتمنى صفير ان يوفق الرئيس سعد الحريري في زيارته المرتقبة الى سورية، وان يعود ذلك بالخير، الا ان صفير اكد ان زيارته الى سورية غير واردة ولا اتصال في الوقت الحاضر مع القيادة السورية، لأن الاتصالات يجب ان تكون من دولة الى دولة. واعتبر صفير ان حزب الله هو حزب مسلح وله غايات واغراض يحاول ان ينفذها وموقفه من اسرائيل يتبناه جميع اللبنانيين، مشيرا الى ان موقفه واضح من التوطين، مجددا قوله انه مع اكثرية تحكم واقلية تعارض، وختم بالقول: فليجربوا.