وسط مخاوف من امتداد عدوى الاستفتاء الى باقي المناطق، نفت قيادات عراقية سياسية وحكومية بارزة ما نشرته وسائل إعلام عربية حول اجتماع مرتقب بين رئيس الوزراء، حيدر العبادي، وممثلي المكون السني في العراق، لبحث خطوات إعلان «إقليم سني»، مؤكدة أن تلك المعلومات غير صحيحة قطعا.
وقال رئيس «كتلة الحل» في البرلمان العراقي، محمد الكربولي بحسب ما نقل عنه موقع «العربي الجديد»، إنه لا صحة لتلك الأنباء، مبينا أن «الانفصال شيء والحقوق شيء آخر، وما كفله الدستور هو شيء آخر».
بدوره، قال القيادي في تحالف القوى العراقية، وعضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، حامد المطلك، لـ«العربي الجديد»، «لا أعلم بهكذا قرار أو هكذا توجه، ولا أعتقد أن الموضوع صحيح».
وأشار إلى أن «هناك أصواتا ترتفع وتطالب بين حين وآخر بإقليم سني، والسبب هو عدم قدرة الحكومة على معالجة كثير من القضايا وشعور السنة بالإقصاء، وعدم إرجاع العراقيين السنة لمدنهم، وآلاف المختطفين على يد الميليشيات منذ سنوات، وملفات المدن المضطهدة والاغتيالات والإقالات والطرد على أسس طائفية».
وبالعودة الى استفتاء اقليم كردستان على الاستقلال، اشترطت بغداد إلغاء نتائج الاستفتاء لإجراء أي حوار مع الإقليم.
ودعا المتحدث باسم الحكومة العراقية في بيان السلطات الكردية الى «إيقاف التصعيد والاستفزاز» في المناطق المتنازع عليها التي سيطر عليها الأكراد بعد يونيو 2014، مجددا الطلب من اقليم كردستان إلغاء نتائج الاستفتاء والدخول في حوار جاد مع بغداد.
وقال سعد الحديثي في بيان مقتضب: «على الإقليم ايقاف التصعيد والاستفزاز في المناطق المتجاوز عليها من قبل الإقليم».
وأوضح الحديثي ان «المناطق التي تسمى المتنازع عليها تخضع الى ولاية الحكومة العراقية. وبالتالي، كل ما يتعلق بالقضايا الإدارية والخدمية هو تحت ادارة وسلطة الحكومة الاتحادية».
من جهة أخرى، اعلن وزير الداخلية العراقي قاسم الأعرجي أمس، السماح للأجانب العالقين في اقليم كردستان من الذين دخلوا البلاد دون الحصول على تأشيرة الحكومة الاتحادية، بالسفر من مطار بغداد من دون مساءلة قانونية.
وقال الوزير العراقي ردا على مناشدات وصلت حول الأجانب العالقين في الإقليم: «من يرغب في الحصول على سمة دخول فأنا حاضر ومن يريد يسافر من بغداد يسافر من دون اي غرامة او تأشيرة».
إلى ذلك ولممارسة مزيد من الضغط على اربيل، باشرت القوات الايرانية والعراقية أمس مناورات عسكرية مشتركة في العراق بمشاركة دروع ومشاة على بعد 250 مترا فقط من حدود اقليم كردستان، على ما أفاد مسؤول كردي وكالة فرانس برس.
وأكد شاخوان ابوبكر مدير جمارك معبر باشماخ في مدينة السليمانية مشاركة أنواع مختلفة من الدروع والدبابات والمشاة في المناورات، وقال: «استطيع رؤية القوات العراقية وهم يرتدون الزي الأسود وقوات ايرانية كبيرة ترافقها جرافات لفتح الطرق وشق الخنادق».
من جهته، اعلن الجيش الايراني على موقعه الرسمي «تنظيم مناورات مشتركة بمشاركة وحدات من القوات المسلحة التابعة لجمهورية إيران الإسلامية ومن الجمهورية العراقية في المنطقة الحدودية»، مشيرا إلى «مشاركة وحدات مدرعة ووحدة مدفعية وطائرات بدون طيار والطيران».