طمأن رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بأن حكومته لن تخوض حربا ضد إقليم كردستان، ردا على اتهامات لجهات كردية بأن بغداد تستعد لشن هجوم على البيشمركة.
وقال العبادي وفقا لبيان صادر عن مكتبه خلال لقائه مع مسؤولي وزعماء عشائر محافظة الأنبار، «لن نستخدم جيشنا ضد شعبنا أو نخوض حربا ضد مواطنينا الأكراد وغيرهم، ومن واجبنا الحفاظ على وحدة البلد وتطبيق الدستور وحماية المواطنين والثروة الوطنية».
وأضاف: «لن نسمح بالعودة الى المربع الأول وإعادة الخطاب الطائفي والتقسيمي».
وقد أوضح متحدث باسم الحكومة العراقية مجموعة الشروط التي يتعين على حكومة إقليم كردستان العراق أن تلبيها قبل الموافقة على إجراء محادثات بشأن الأزمة التي سببها استفتاء الأكراد على الاستقلال.
وقال المتحدث لـ«رويترز» في رد فعل على عرض السلطات الكردية إجراء حوار إن على حكومة إقليم كردستان «الإقرار بالسيادة الوطنية على كل أراضي العراق».
وأضاف قائلا «على الحكومة المحلية للإقليم الإقرار بالسلطة الاتحادية السيادية على ملف التجارة الخارجية ونقصد ضمن هذا الملف بيع وتصدير النفط... (و) ملف أمن وحماية الحدود ومن ضمن هذا الملف المنافذ البرية والجوية».
وتابع قوله «هذه الثوابت هي الأساس لأي حوار تطلبه الحكومة المحلية للإقليم».
وفي دليل على التوتر المتعاظم بين الحكومة المركزية وحكومة الإقليم، قطعت السلطات الكردية الطرقات الرئيسية التي تربط كردستان بمدينة الموصل بشمال العراق لساعات قليلة بعدما رصدت تحركات عسكرية للقوات العراقية قرب المناطق المتنازع عليها بين بغداد واربيل.
وقال مسؤول عسكري كردي كبير ان قوات البيشمركة أغلقت طريقين رئيسين يربطان اربيل ودهوك بالموصل لعدة ساعات قبل إعادة فتحها.
وأوضح المسؤول لوكالة فرانس برس رافضا الكشف عن اسمه «أعيد فتح الطريقين الرئيسيين المؤديين إلى مدينة الموصل من اتجاهي مدينتي دهوك وأربيل بعد ساعات من إغلاقهما مخاوف من احتمال حصول هجوم للقوات الأمنية العراقية على المناطق المتنازع عليها بين بغداد وأربيل».
وفي السياق، دعت حكومة إقليم كردستان العراق رئيس الوزراء العراقي إلى الحوار بشأن المنافذ والتجارة الداخلية والبنوك والمطارات.
وقالت في بيان نشرته أمس على موقعها الإلكتروني: «للحيلولة دون إطالة العقاب الجماعي، نؤكد للسيد حيدر العبادي مرة ثانية أننا مستعدون لأي نوع من الحوار والتفاوض بموجب الدستور العراقي فيما يتعلق بالمنافذ والتجارة الداخلية وتأمين الخدمات للمواطنين والبنوك والمطارات».
وانتقدت ما أسمته تهديدات العبادي للبيشمركة في المناطق المتنازع عليها بين الإقليم والحكومة الاتحادية، وقالت: «نحمل العبادي مسؤولية أي حرب أو مشاكل تحدث في هذه المناطق التي تتمتع بالاستقرار».
وشددت: «نحن جادون بشأن الحوار مع العراق، وعدم جدية الحكومة العراقية هي التي أدت بشعب كردستان إلى إجراء الاستفتاء. ونجدد أننا مستعدون للحوار من دون أي شروط، ومرحبا بدعوة سماحة آية الله السيد علي السيستاني لحوار مفتوح مع الحكومة العراقية لحل المشاكل».