-
رافقنا ولادة مجلس التعاون حتى قمة الكويت المقبلة لما لقراراته من انعكاسات على الوضع العربي
-
المحكمة الدولية استعملت عنصر الشك فيما نسب إلى الضباط الـ 4 وقد أثبتت نزاهتها بعد إطلاق سراحهم
-
الدولة اللبنانية قصَّرت في دعم الصحافة ووسائل الإعلام بمواجهة الأزمة العالمية وانعكاساتها المحلية
بيروت ـ عمر حبنجر
الحكومة اللبنانية وبيانها الوزاري في مرحلة القراءة والتقييم حتى الأسبوع الثاني من ديسمبر، حيث يتحضر سعد الحريري لتسلم «درع الثقة» من مجلس النواب. لقد قيل الكثير عن الحكومة في الشكل والمضمون، ولم يكن أقــل ما استهلكه البيان الوزاري الذي استغرق 10 جلسات طوال من الجدال حول المقاومة وشرعية سلاح حزب الله، بمواكبة إعلامية وصحافية ودستورية، بعضها اعتمد لغـة العقل والمنطق رافعا شعار «أفضل المـمكن» و«أقل الضرر»، والبعض الآخر فضل لغة الصوت العالي، المؤكدة على الحضور والجاذبية للشعبية. والحصيلة، بعد 5 أشهر من الصراعات والتجاذبات الجالبة للتدخلات الإقليمية والدولية، وللمؤثرات النووية الإيرانية، وللعدوانية الاسرائيلية، حكومة ربما ليست كما يريد صاحبها، لكنها أيضا ليست كما أرادها الآخرون، وبيان وزاري ليس كما أراده مسيحيو 14 آذار، في الأكثرية، بدليل تسجيل التحفظات، لكنه ليس كذلك، كما أراده الشريك الآخر، نسخة طبق الأصل عن البيان السابق للحكومة الراحلة، خاليا من التعديلات أو التحفظات، أو حتى علامات التعجب أو الاستفهام. ويبقى السؤال، ماذا بعد الثقة المؤكدة للحكومة قريبا، وكيف سيواجه الرئيس سعد الحريري حكومة الوحدة الوطنية أو الائتلاف الوطني إذا صح التعبير، في ظل اختلاط الحابل اللاقبلي بالنابل الداخلي، وتستر أحدهما بالآخر عند الضرورة؟ وفيمايلي تفاصيل الحوار:
إلهام سعيد فريحة، المدير العام لـ «دار الصياد» في لبنان والكاتبة في عدة مجالات وعدة أسماء، تحدثت لـ «الأنباء» عن اللحظة الحكومية الراهنة، متوقعة لحكومة «الأرقام القياسية» كما وصفتها، ان تسجل رقما قياسيا بطول العمر، كما سجلت الرقم القياسي بزمن التأليف واثقة من ان دينامية الرئيس الحريري ستساعده كثيرا.
بوصفك المحلل السياسي لجريدة «الأنوار» ما تحليلك للموقف بعد إقرار البيان الوزاري لحكومة الرئيس سعدالدين الحريري، وتوجهها الى مجلس النواب لنيل الثقة؟
المواقف في مرحلة التأليف وبعد إقرار البيان الوزاري، غيرها في حقبة التكليف، وهذه الحكومة نحن وإياها في مركب واحد، ونحن نوافق الرئيس الحريري منذ البداية على أسلوب عملها، وهي ستنال قريبا ثقة المجلس النيابي بشبه إجماع، لأنها اختارت أولويات الناس الملحة، حاجة ومعاناة، ودولة الرئيس الصديق سعد، أحب منذ اللحظة الأولى اسعاد الناس، وتفريج كربتهم وعنائهم.
وشخصية رئيس الحكومة وأسلوبه الهادئ والمتأني، وحرصه على الوحدة الوطنية، وعلى ميزات والده في السياسة والحكم، كل ذلك سيتيح له فرصة ذهبية للعمل في أجواء واعدة، على صعيدي الاستقرار والاقتصاد، ويمكن القول انها حكومة الأرقام القياسية، وكما سجلت رقما قياسيا في زمن التأليف، فقد تسجل رقما قياسيا آخر بطول العمر.
دينامية وثقة
الأجواء التوافقية التي أحاطت بتشكيل الحكومة، هل ستكون عامل دفع للحكومة وللعهد، أم ان اختلاف المشارب والتوجهات، لن يسمح لها بأكثر من تصريف الأعمال؟
هذه الحكومة هي حكومة التوافق والائتلاف في بوتقة لبنان الواحد، الموحد على العطاء والانتاج، أخذ دولة الرئيس وقته ليصل الى مبتغاه، كان بإمكانه ان يؤلف بسرعة فائقة حكومة من لون واحد لكنه أبى، متفاهما مع رئيس الحكومة على تأليف فريق عمل، يمثل النسيج الوطني اللبناني، وهذا هو الإعجاز السياسي الذي نهض له الرئيس سعد، وعمل من أجله وفي سبيله.
من هنا أهمية الحكومة، وهي تواجه أهم القضايا الداخلية صعوبة، والقضايا الإقليمية تحديدا، في ظل تطورات دولية عابقة بالعواصف والأزمات، ربما هذا هو قدر لبنان، في الظروف الراهنة، ووسط الأنواء العاتية التي تهب من معظم الجهات. وأعود لأقول ان اختلاف المشاورات والتوجهات هو في أساس النسيج اللبناني، ويكون عائقا أو لا يكون بتأثير عاملين: الظروف المحيطة من جهة، ومستوى القيادة من جهة ثانية، وهذان العاملان هما إيجابيان في هذه المرحلة، ولذلك أجزم بأن الحكومة ستكون منتجة، وتفعيلها بعد سنوات عجاف من المفروض ان يأخذ قليلا من الوقت، لكن دينامية دولة الرئيس سعد الحريري ستساعد كثيرا، وأنا واثقة من ذلك.
عرش الكلمة لا يهتز
في مرحلة الاستشارات الحكومية ورد اسم الهام فريحة على لائحة التوزير، ما الذي حال دون هذا؟
منذ اطلالتي على عالم المسؤوليات، ومنذ امتشاقي سيف الكلمة، وبعد امساكي بنقطة من ريشة سعيد فريحة، أدرك الناس انني احمل رسالة رائد الكلمة الحرة، وصاحب «الجعبة» على صفحات «الصياد» فراحوا يدعونني الى دخول هيكل الحكم، بهدف اصلاحه وتنقيته وتحريره من الفساد والتخلف، كما كنت أشارك بقلمي في معركة تحرير لبنان من العدو الاسرائيلي.
كان كثيرون، يحثونني على دخول الحكم، أو على خوض الانتخابات النيابية، وكانوا يقولون لي أيضا، انهم يقرأونني ولا يشبعون، يتابعون مقالاتي المموهة حينا، باسم المحلل السياسي في «الأنوار» أو بتوقيع «نادرة السعيد» في «الأنوار» و«الصياد» والصريحة أحيانا باسمي في المجلة التي أسسها والدي، وأرسى قواعدها المهنية وجعلها قبلة الأنظار، لكن منذ سنة ونصف السنة، بدأ اسمي يظهر على موقع «الأنوار» الالكتروني باسمي فلم أخف قدرتي على الكتابة ولم أضعف أمامها.
حدث ذلك مرارا، وهناك في العادة اعتبارات عديدة تدخل في اطار اختيار الوزراء، منها الكفاءة والمكانة لدى الرأي العام، ولكن أبرزها المساومات السياسية، والعنصر الأخير ليس من اختصاصي! فكوني في محراب صاحبة الجلالة السلطة الرابعة التي تدك بقلمها عروشا وتدحرج رؤوسا، لا مطلب لي ولا يملأ عيني أي منصب.
المرأة ودورها المميز
ألا ترين انه كان واجبا توسيع مروحة المشاركة النسائية في الحكومة وفي مجلس النواب. خصوصا بعد اعتراف نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع الياس المر بأن المرأة أكثر دقة ودراية من الرجل في بعض المجالات، وذلك رشحها لقيادة الطائرات العسكرية المقاتلة؟
منذ اللحظة الأولى، لمست لدى دولة الرئيس سعد الحريري، رغبة قوية في مشاركة المرأة في أولى حكوماته، فهو يؤمن بأن في لبنان، كفاءات سياسية، ينبغي له استغلالها على نطاق واسع، لأن للمرأة خصوصية نادرة في العطاء والإخلاص، لقد لمسنا لدى تشكيل الحكومة وجود حرص على مشاركة المرأة في الحكومة إيمانا بأن لبنان يكون ناقصا، إذا ما انتقص من دور المرأة خصوصا اننا نعرف ان لها مكانة مرموقة ودورا مميزا خصوصا في بعض الدول الشقيقة مثل دولة الإمارات والكويت والبحرين. وقد سرني، انه جرى اسناد حقيبة المالية وهي إحدى أبرز الحقائب الوزارية وأصعبها، الى الوزيرة ريا حفار الحسن، والى وزيرة الدولة منى عفيش وهذه علامة جيدة نسجلها للحكم بمداد التقدير والإعجاب.
وهنا من قال في المرأة أكثر بكثير مما قاله فيها مشكورا وزير الدفاع الياس المر، والمرأة اليوم في دول عديدة كبيرة وصغيرة هي لا في الوزارات الحساسة فحسب، بل في رئاسة الدولة ورئاسة الحكومة أيضا، والظاهرة المؤسفة والمؤلمة في لبنان – خاصة في لبنان هذا البلد الحضاري المتميز – هي ضعف المشاركة النسائية حكوميا ووزاريا وإداريا في الحقبات السابقة، هل هذا تقصير من المرأة أم هو نقص في طبيعة النظام السائد حاليا؟
أعتقد ان الجواب واضح لأن كفاءات المرأة وحضورها لا يحتاجان الى اثبات.
المجالات واسعة نقابيا
بعد الوزارة والنيابة انضمت نقابة المحامين الى لائحة المسؤولية النسائية في لبنان بانتخاب المحامية أمل حداد لهذا المنصب المهني الكبير، هل يمكن انتقال هذه العدوى الصحية الى الصحافة ومحرريها في يوم من الأيام؟
المجتمع يتقدم ويتطور وهذه حركة في حالة مد واتساع، وستشمل مجالات نقابية ومهنية كثيرة ومنها الصحافة، وانني لفخورة بأنني ساهمت بسجالي الصحافي في دعم وترشيح وتسليط الأضواء على أمل حداد، قبل وصولها الى المنصب، وهذه هي أهمية الصحافة وهذا هو المطلوب منها.
والنقيبة الجديدة للمحامين، شقت طريقها بهدوء ورصانة، وقد فازت قبل سنوات بعضوية مجلس النقابة ونالت أخيرا عددا من الأصوات كبيرا وهاما، الى ان وصلت الى موقعها بتزكية وبشبه إجماع، وهي اضافة الى ما تتمتع به من صفات، هي كريمة نقيب المحامين السابق الاستاذ فايز حداد، وحفيدة نقيب المحامين الراحل نائب رئيس الحكومة ووزير العدل والنائب عن جبل لبنان فؤاد الخوري، وابنة شقيقة الوزير السابق النقيب عصام خوري.
ان هذه المحامية تربت في بيت أعطى لبنان الأفذاذ من الرجال، ومن أجل ذلك تراهن الحركة النسائية عليها، وتعلق كبير الآمال على مسيرتها النقابية.
نبحث عن «الحقيقة»
المحلل السياسي في «الأنوار» أي أنت، تميزت بالمتابعة الحثيثة للتحقيقات في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وصحبه، ما الجديد في هذه القضية، ولماذا لم يصدر قرار الاتهام عن المدعي العام الدولي حتى الآن؟
قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري قضية شغلت اللبنانيين كافة ولاتزال، وأنا منهم. واهتمام المحلل السياسي بهذه القضية الوطنية الخطيرة هو امتداد لتراث هذه الدار، في اقتحام الصفوف الأولى وموقع الريادة غالبا في القضايا الوطنية والقومية والإنسانية.
والغياب المفجع للرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري هز الضمير الوطني العربي والدولي وإصرارنا على كشف الحقيقة، وهو بعض واجب قمنا به، والملف برمته هو الآن في يد القضاء الدولي الذي يحقق في قضية معقدة ومتشعبة وحساسة، وعلى امتداد رقعة واسعة من العالم، وفي اطار تام من السرية، ولم يعد لدينا أي كلام في هذا الموضوع آملة ان تظهر الحقيقة يوما ما مع اظهار الحق والظلم الذي طاول أشخاصا معينين.
مآخذ وحسابات
ولكن، كانت عليك مآخذ بصدد ما أصاب الضباط الأربعة من اتهامات لم تثبت حتى الآن، وخرجوا من الاعتقالات الى رحاب الحريات وأقام بعضهم دعاوى شملت قضاة وصحافيين، كنت أنت من بينهم.
العصمة لله وحده، والانسان يسعى الى كشف الحقائق، فكيف في قضية خطيرة كقضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري؟! وللتأكيد على نزاهة المحكمة الدولية، فقد أطلقت سراح الضباط الأربعة بعد قرابة 4 سنوات من الاعتقال، من الاتهامات الموجهة اليهم التي لم تقترن بشواهد وبراهين، والمحكمة استعملت عنصر الشك فيما نسب اليهم، وهذا مبدأ معروف، لصالح تخليتهم من الاعتقال.
وكتاباتي جعلت اللواء جميل السيد يقيم جملة دعاوى: دعوى على حديث السفير جوني عبدو في «الصياد» واثنتان على كوني المحلل السياسي والمالي لدار الصياد ولا أدري ما علاقة كوني المدير العام لدار الصياد، أنا لم أكن أفبرك «أخبارا» لكنني كنت احصل على معلومات من مصادر موثوق بها، وهذا ما يلجأ اليه الصحافي في معظم دول العالم، تتيسر له معلومات من جهات مطلعة على مجرى التحقيق فيتولى نشرها، ومهما كان النزاع القضائي وتبعاته، فأنا من الأشخاص الذين يتحملون المسؤولية ولا يفشون مصدر المعلومات.
في معظم الأحوال، لا ايراد الاخبار والمعلومات هو حكم بصحتها، ولا نفيها هو حكم مبرم بعدم صحتها، والمتهم بريء حتى تثبت إدانته ويصدر الحكم عليه، لقد أوردت أخبارا عن مصادر مطلعة، مثلا من ضمن 50 تحليلا خلال 4 سنوات عن وجود اتجاه لنقلهم أو الى سجن طرابلس ولم يتم، ثم عن «عملية الفجر» بتفاصيلها لنقلهم الى لاهاي مقر المحكمة خلال ايام ولم تتم ايضا. والمعلومة لا تخفى ولا تكون للتستر عليها. والا لمن الصحافة، صحافة المعلومات هل هي الى الاحتضار أم لوضع النقاط على الحروف؟
الأيام ستثبت حتما الحقيقة، كل الحقيقة بما فيها مئات الشهود.
التجربة النسائية العربية
هل من تجربة نسائية رائدة على مستوى لبنان والعالم العربي تستحق الاقتداء بها من وجهة نظر الهام فريحة؟
ما من تجربة نسائية رائدة في لبنان والعالم العربي يجري الحديث عنها، الا تكون «ام الامارات» سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رفيقة عمر القائد العربي الكبير ومؤسس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وصديقة عمري الغالية، في الطليعة بالتجربة الرائدة التي قادتها ولا تزال على مستوى الامارات والخليج والمنطقة العربية. ولابد من التنويه بالحركة النسائية الناشطة في الكويت والتي حققت انجازات مهمة وبخاصة في ظل صاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ ناصر المحمد.
وأعود الى السؤال، لأقول ان على الانسان ان يحاول وان يسعى الى العمل الصالح، والى الامثولة الطيبة في هذه الحياة. كان الكاتب العالمي امرسون يردد دائما، قوله المأثور ان تحاول وتفشل، خير لك من ان تنجح من دون محاولة.
وحسبي انني اخوض غمار التجربة النسائية، بغية اطلاق اعمال اعتقد انها ستكون مفيدة لوطني لبنان، وللحركة النسائية اللبنانية، وبعد ذلك يبقى لسواي حق الاقتداء بما قمت به، أو تكتفي بأنها اطلعت على تجربتي.
قمة الاستراتيجيات
تستعد الكويت لاحتضان القمة الخليجية الدورية منتصف الشهر المقبل، ما حجم اهتمام صحف «دار الصياد» بهذا الحدث العربي، وما توقعاتكم شخصيا، لتأثير مقرراتها على الوضع العربي العام، خصوصا على الاخطار التي تشكلها احداث اليمن المفتعلة من بعض القوى الاقليمية على أمن واستقرار منطقة الخليج العربي؟
اهتمام صحف «دار الصياد» وعلاقاتها التاريخية مع دول الخليج العربي ضاربة في القدم، وقد اتخذنا مواقف صلبة وثابتة على مر العقود في دعم قضاياها الوطنية والقومية في كل الظروف.
أذكر الآن على سبيل الذكرى، انه عندما اجتاح صدام حسين الكويت، قلنا ان آل فريحة و«دار الصياد»، انه لو استطاع العراق ان يبتلع الكويت، فنحن سنبقى مع الكويت، ومع عائلة سمو الأمير الراحل جابر الأحمد واخوانه، ولو كانوا خارج وطنهم المفدى الكويت، لكن ارادة الحق انتصرت، وعادت عائلة الصباح مع شعبها الى الكويت، وخرج الغزاة من ارضها الطيبة، وهذه هي مدرسة سعيد فريحة.
لقد رافقنا ولا نزال القمم التاريخية لمجلس التعاون. وتابعنا معظم القضايا الخليجية بحرارة الايمان بدور دوله عربيا واقليميا.
لقد كان قيام مجلس التعاون، حدثا قوميا، تحتفل به دوله سنويا، وتعلق عليه كبار الآمال. لقد رافقنا ولادة هذا الحدث التاريخي العظيم لمجلس التعاون الخليجي مع تغطية لكل القمم منذ انشائه الى يومنا هذا، وهذا ما سيكون في القمة المقبلة في الكويت ايضا.
وقرارات القمة الخليجية تترك انعكاساتها الايجابية ليس فقط على ابناء الخليج وانما ايضا على الوضع العربي العام، وترفده بالقوة على المستوى الدولي في فترة بالغة الحساسية والخطورة اقليميا ومحليا. وكما قلتم في السؤال، فإن كل ما هو «مفتعل» يزول، وهذا ينطبق على احداث اليمن الاخيرة والمؤسفة ايضا.
الأزمة الصحافية
تمر المؤسسات الصحافية والاعلامية في لبنان بأزمات مالية، أملت حالات صرف جماعية، كيف واجهت «دار الصياد» هذا الوضع؟
الظروف المالية للمؤسسات الصحافية والاعلامية بصفة عامة ليست سهلة على الاطلاق حتى في ظل الظروف العادية، فكيف مع ظروف الازمة المالية التي تعصف اليوم بالعالم، وكل مؤسسة صحافية لبنانية هي أدرى بظروفها. أما نحن في «دار الصياد» كأخوة ثلاثة وخاصة الدينامو اخي بسام، فبحكم كونه في الخارج ومطلعا اكثر على مجريات الامور العالمية المالية والتوازن الاقتصادي، أخذ بعين الاعتبار الوضع المالي منذ 4 سنوات وضيقنا على انفسنا وحصرنا المصروفات كما ينبغي ان نكون حذرين ومتبصرين حتى لا نصل الى مرحلة اتخاذ تدابير هي من نوع «أبغض الحلال» ولابد من الاشارة هنا الى التقصير في دعم الدولة للمؤسسات الصحافية والاعلامية، وهي مرفق وطني وقومي وانساني.
ومع ذلك، رفعنا شعار: لنتقسم رغيف الخبز مع اخواننا في دار الصياد، وقد كان هذا الشعار، عنوانا لحل المشاكل المهنية والاقتصادية، وقد مكننا الله سبحانه وتعالى من ان نتجاوز هذه الازمة بهدوء، ومن دون صخب داخلي وضجيج خارجي. آملة ان يأتي الفرج غدا على جميع الناس والقطاعات في لبنان.