يتوقع أن تحظى باكستان بحيز واسع في الاستراتيجية الجديدة حول أفغانستان التي سيعلن عنها الرئيس الأميركي باراك أوباما اليوم الثلاثاء إذ إن مخاطر الفشل في باكستان قد تكون أكبر بكثير من تهديدات أفغانستان.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» أمس عن مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله «لا يمكننا النجاح من دون باكستان» وشدد على ضرورة التمييز بين البيانات العلنية والواقع إذ ان «أحدا لا يتوهم حيال هذا الموضوع».
وأكد المسؤول وغيره من المسؤولين الأميركيين الذين رفضوا الكشف عن أسمائهم أنه لا يمكن تحقيق النصر في حرب أفغانستان من دون تغيير طبيعة العلاقات الأميركية ـ الباكستانية كما نقلت الصحيفة عن أحد المسؤولين قوله «وإن لم نربح في أفغانستان فباكستان ستصبح بالتالي معرضة للخطر ما سيجعل أفغانستان تبدو كلعبة أطفال».
وأفادت الـ «واشنطن بوست» بأن الولايات المتحدة عرضت على باكستان تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي شريطة أن تقطع إسلام آباد أي علاقات لها مع الجماعات المسلحة.
ونقلت الصحيفة على موقعها الالكتروني عن مسؤولين حكوميين أن جيمس جونز مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي باراك أوباما أبلغ الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بالعرض في وقت سابق من نوفمبر الماضي.
وأكد العرض أن تعزيز العلاقات يتوقف على إنهاء باكستان استغلالها للجماعات المسلحة لتحقيق أهداف سياساتها. ويشتبه في أن باكستان تدعم مسلحين في كل من الهند وأفغانستان.
ويأتي التقرير عشية الخطاب المرتقب لأوباما مساء اليوم في الأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت بنيويورك، حيث من المتوقع أن يعلن القرار الذي طال انتظاره بشأن الدفع بمزيد من القوات في الحرب الدائرة في أفغانستان.
ويعتقد أن هذا العرض الأميركي يرجع بصورة جزئية إلى العلاقات الوثيقة بين باكستان وأفغانستان.
من جهتها، رفضت باكستان امس التشكيك بالجهود التي تبذلها في حربها ضد الإرهاب وذلك ردا على دعوة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون لإسلام آباد بالقيام بخطوات أكبر ضد تنظيم «القاعدة» والعثور على زعيمه أسامة بن لادن.
ونقلت صحيفة «داون» الباكستانية عن متحدث باسم وزارة الخارجية الباكستانية قوله ان بلاده فوجئت بدعوة براون بان على باكستان أن تبذل جهدا اكبر في حملتها ضد «القاعدة».
وأشار إلى أن أكثر من 700 عنصر من تنظيم «القاعدة» اعتقلوا أو قتلوا خلال الأعوام الثمانية الماضية ما يؤشر على التزام باكستان في حربها ضد «الإرهاب» معتبرا أن أحدا يجب ألا يشكك في تلك الجهود.
ولفت إلى ان المجتمع الدولي يقدر جهود إسلام آباد في هذا المجال.
وقال إنه من الأفضل لهؤلاء الذين يطلقون التصريحات بشأن أماكن تواجد بن لادن أن يتشاركوا مع باكستان في المعلومات عنه إن كانوا يمتلكونها.
وأضاف ان أحدا لا يعرف أماكن تواجد بن لادن وإن كان يوجد من يعرف فعليه أن يخبر الحكومة الباكستانية.