- أردوغان: ترامب يفكر بـ «عقلية صهيونية» وكافأ إسرائيل على أعمالها الإرهابية
- عباس: سنذهب لمجلس الأمن الدولي بشأن العضوية الكاملة بالأمم المتحدة
- «قمة إسطنبول»: على العالم الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين
دعا قادة الدول الإسلامية في ختام قمتهم الطارئة في إسطنبول امس العالم الى الاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين ردا على القرار الاميركي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل.
وقال القادة في بيان نشر في ختام قمة منظمة التعاون الإسلامي في اسطنبول «نعلن القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين وندعو الدول الى أن تعترف بدولة فلسطين وبالقدس الشرقية المحتلة عاصمة لها».
وأكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، في كلمته أمام القمة، أن القدس خط أحمر وستبقى عاصمة أبدية للمسلمين، واصفا إسرائيل بـ«دولة الاحتلال والإرهاب».
كما اعتبر أن «القرار الأميركي بشأن القدس مكافأة لإسرائيل على ممارساتها وجرائمها»، مشيرا إلى أن القرار ضربة قاسية ومعاقبة للفلسطينيين، وعرض أردوغان خارطة تستعرض التطور الاستيطاني التاريخي لفلسطين منذ 1947، واستيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية، وقال إن «هذه الخارطة تعني أن إسرائيل دولة احتلال وإرهاب».
وقال أردوغان إن قرار الولايات المتحدة ضربة لحضارتنا، إلى جانب أنها انتهاك للقانون الدولي.
وأكد الرئيس التركي على ضرورة اتخاذ جميع دول العالم موقفا حازما بشأن القدس الموجودة تحت الاحتلال الإسرائيلي، بما في ذلك بابا الفاتيكان.
وطلب أردوغان من الدول التي لم تعترف بفلسطين القيام بذلك، قائلا: «هذا شرط لخلق توازن من شأنه إحقاق العدل في المنطقة».
وصرح اردوغان «أدعو الدول المدافعة عن القانون الدولي والعدالة الى الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لفلسطين»، مؤكدا أن الدول الإسلامية «لن تتنازل أبدا» عن هذا الطلب.
وأضاف أنه بعد الإعلان الأميركي يجب عدم السماح لإسرائيل بشغل العالم بمسائل وقضايا مختلقة من أجل الاستيلاء على أراضي فلسطين، وأن الوقوف على الحياد يعني رضا بالظلم، وأنه لا بد من التسريع بضم دولة فلسطين إلى المنظمات الدولية.
وطالب أردوغان الولايات المتحدة بالتراجع عن قرارها الاستفزازي بشأن القدس، مؤكدا أن الولايات المتحدة فقدت صفة الوسيط وعليها أن تتحمل المسؤولية حيال ذلك.
من جهته، أكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس، خلال كلمته، أن قرار ترامب لن يمر، لافتا إلى أن «إعلان ترامب انتهاك صارخ للقانون الدولي والاتفاقيات الموقعة، هو بمنزلة منح من لا يملك لمن لا يستحق»، قائلا «إن الوعد الذي قدمه ترامب للحركة الصهيونية، وكأنه يهدي مدينة من المدن الأميركية، فهو الذي قرر ونفذ وفعل»، مطالبا في الوقت نفسه مجلس الأمن بإصدار قرار يلغي قرار ترامب.
وقال عباس «أؤكد رفضنا لهذا القرار الباطل الذي صدمتنا به الولايات المتحدة التي جاءت لنا ليس بصفقة العصر بل بصفعة العصر، لتكون قد اختارت أن تفقد أهليتها كوسيط، وإننا لن نقبل أن يكون لها دور في العملية السياسية لأنها منحازة كل الانحياز لإسرائيل»، مشددا على أن «القدس خط أحمر وعلينا أن نحميها».
وتابع: «لن يكون هناك سلام في المنطقة والعالم دون أن تكون القدس عاصمة دولة فلسطين، وليس لدينا شك أن هذه الخطوات الأحادية تشجع الجماعات المتطرفة وغير المتطرفة على أن تحول الصراع السياسي إلى صراع ديني».
وقال أيضا «ليس بمقدورنا إبقاء التزاماتنا قائمة من جانب واحد، التزمنا ألا ننتمي لبعض المنظمات الدولية شريطة ألا تقوم واشنطن بنقل سفارتها إلى القدس، وألا تغلق مكتب المنظمة، وألا تقطع المساعدات، لكنها خرقت ذلك، ونحن سنخرق ذلك، ولن نلتزم بما التزمنا به».
وتساءل الرئيس الفلسطيني: «كيف يمكن لدول العالم السكوت عن هذه الانتهاكات في حق القانون الدولي؟ وكيف يمكن استمرار اعترافها بإسرائيل وتعاملها معها؟ وهي تستخف بالجميع وتواصل مخالفة الاتفاقات الموقعة معها وتقوم بممارساتها القمعية والاستعمارية وخلق واقع الأبارتايد وانتهاك مقدساتنا المسيحية والإسلامية».
وفي الشأن الداخلي الفلسطيني، قال عباس «نحن مصممون على إنهاء الانقسام، ونقولها لا دولة في غزة ولا دولة دون غزة، هناك عقبات كثيرة تحتاج إلى حل، لكننا مصممون، لأن ذلك في مصلحتنا أن يكون وطننا وشعبنا موحدا. سنصر على المصالحة ونستمر فيها».
كما دعا عباس إلى التوجه بمشاريع قرارات لمجلس الأمن ولكل مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بهدف إبطال كل ما اتخذته الولايات المتحدة من قرارات بشأن القدس.
وطالب كذلك بعقد دورة خاصة لمجلس حقوق الإنسان لتتحمل الدول الأعضاء مسؤوليتها تجاه انتهاك القانون الدولي الإنساني.
من جهته، قال العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، في كلمته إن الخطوة الأميركية تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأضاف ملك الأردن «سنواصل دورنا في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المسجد الأقصى، وأنتم السند والعون للأردن في هذه المسؤولية، ولا بد لنا من العمل يدا واحدة لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، والتصدي لمحاولات فرض واقع جديد»، مؤكدا «سنمنع أي محاولات لتغيير الوضع في القدس».
وقال الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف بن أحمد العثيمين، في كلمته، إن القرار الأميركي حول القدس يستفز مشاعر المسلمين ويؤسس لحالة من الفوضى.
وأضاف أن منظمة التعاون الإسلامي تجدد التأكيد على مكانة القدس لدى المسلمين كعاصمة لفلسطين، داعيا دول العالم إلى الاعتراف بدولة فلسطين.