بيروت ــ عمر حبنجر
يبدو الاختلاف واضحا بين التفسيرات والتحليلات المرتبطة بمباحثات الرئيس بشار الاسد في طهران، فالسفير السعودي في بيروت، يتوقع ايجابيات في غضون هذا الاسبوع، قابله موقف متشائم لرئيس مجلس النواب نبيه بري، دعا فيه الى الانتظار ثلاثة أيام حتى تتبلور نتائج الاتصالات والمحاورات، متحدثا عن اعلان العصيان المدني في حال استمرار المراوحة!
الرئيس بري اضاف مشددا على أن لا حل الا بالثلث الضامن.
قابلت ذلك دعوة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مجلس الوزراء الى اجتماع اليوم الثلاثاء، بمعزل عن اعتراضات المعترضين على هذه الاجتماعات الوزارية بغياب الوزراء المستقيلين.
القلق الذي أثارته تصريحات الرئيس بري، سرعان ما تلاشى مع اعلان النائب عباس هاشم (كتلة عون) بعد لقائه رئيس المجلس «اننا قاب قوسين أو أدنى من البشارة التي ينتظرها اللبنانيون».
وحينما سئل عن مضمون «البشارة» قال انه الحل الذي ينتظره اللبنانيون.
وقالت مصادر رئاسة المجلس ان الكلام الحاد الذي أطلقه بري يهدف الى ابلاغ الاكثرية حجم الضغوط التي يمارسها على المعارضة. كما انه موقف بذاته الى جانب المعارضة، قد يشكل مدخلا الى الاجواء الايجابية المنتظرة.
ووسط ضبابية الوضع الاقليمي وانعكاساته اللبنانية، هناك حديث عن الرغبة في تمديد الهدنة السياسية، الا ان ثمة عائقا يتمثل بحلول الدورة العادية لمجلس النواب في العشرين من مارس، الأمر الذي سيحرج رئيس مجلس النواب نبيه بري، اذا ما بقي مصرا على عدم عقد جلسة نيابية للنظر بمشروع قانون المحكمة الدولية، انسجاما مع موقف المعارضة، وهو ما قد يضطر الاكثرية الى البحث مجددا في فكرة عقد اجتماع نيابي خارج البرلمان، الرئيس نبيه بري طالب بالثلث الضامن في الحكومة، «وإلا فإن المعارضة تفكر بالعصيان المدني».
وقد أطاح كلامه هذا بكل المواقف التفاؤلية السابقة، لأكثر من جهة، وأعطى انطباعا بأن ما جرى من اتصالات سعودية ـ ايرانية في الرياض وسورية ـ ايرانية في طهران فشلت في احداث ثغرة في جدار الأزمة اللبنانية، وبالتالي أعادت الصراع الى نقطة الصفر.
وقال بري لـ «الشرق الاوسط» لا حل للأزمة القائمة خارج صيغة اعطاء المعارضة الثلث زائد واحد، في حكومة الوحدة الوطنية. كاشفا ان اركان المعارضة يفكرون جديا بإعلان العصيان المدني.
وقال انه لا يعرف الى متى يستطيع لجم هذا الاتجاه في ظل تعنت فريق الاكثرية؟ وأكد بري انه مستعد لمتابعة مساعيه، لكنه دعا فريق 14 مارس الى ابلاغه صراحة رفضه لهذه الصيغة ليتوقف عن هذه المساعي، وقال ان اللقاء بينه وبين النائب سعد الحريري غير متوقع قريبا، لأنه يرفض «حصول اللقاء من دون شيء ثابت يمكن البناء عليه».
غير أن بعض المصادر رجحت أن يتم لقاؤهما في مكة، وعلى أمل التوصل الى «اتفاق مكة» لبناني على قاعدة التوازي بين الحكومة والمحكمة.
وأشاد بري بقوة بدور السعودية وسفيرها عبدالعزيز خوجا «الذي يعمل بإخلاص كبير للتوصل الى تقريب وجهات النظر» لكنه شدد على وجوب ان تكون هناك نية محلية.
بري وعن موضوع المحكمة الدولية، شدد على امكانية التوصل الى اتفاق، مستغربا الاصرار على «تمريرها» بهذه الطريقة، وكأنها محاولة دائمة لحشر «أمل» و«حزب الله».
وقال انه لم يقرأ مشروع المحكمة بتمعن بعد، «لأنني أحسست بأنهم غير متحمسين لرأينا»، لكن دعوة بري الى الانتظار لثلاثة أيام طرحت علامة استفهام كبيرة حول ما يمكن أن يحصل وما الذي يجري التحضير لحصوله هذا الاسبوع.
الصفحة في ملف ( pdf )