في الوقت الذي توعد فيه كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو بأن المسؤولين السودانيين الذين ينكرون الجرائم التي ارتكبت في منطقة دارفور غرب السودان ويخدعون العالم بشأنها ربما يواجهون اتهامات جنائية، مؤكدا وجود الاف الادلة لادانة الرئيس السوداني عمر البشير، ردت السودان باتهام أوكامبو بـ «التكسب» من ملف دارفور، واصفة إياه بـ «المرتزق» كما تعهدت بملاحقته بتهمة «العهر السياسي». واضاف مندوب السودان لدى الأمم المتحدة عبد المحمود عبد الحليم ان التصريحات الاخيرة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اكاذيب واوهام.
ووصف عبد الحليم في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) امس هذه التصريحات بأنها تكرار لاتهامات باطلة بحق السودان، مضيفا أن أوكامبو يخدم اجندة سياسية ضد السودان ليس من بينها العدالة الدولية.
وعودة الى تصريحات كبير ممثلي الادعاء في المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو التي جاءت خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي في نيويورك وتتعلق بالتقرير نصف السنوي من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية حول الوضع في دارفور، فقد اتهم أوكامبو الخرطوم بالتخطيط لغلق معسكرات اللاجئين داخل السودان وبإرغام الدارفوريين فيها على العودة إلى منازلهم، ولكن من دون ضمانات لأمنهم أو بإمدادهم بالغذاء. وهو الأمر الذي كذبه مندوب السودان لدى الأمم المتحدة.
وأوضح أوكامبو في لقاء مع قناة «العربية» أن الاتحاد الإفريقي يحاول حماية الضحايا في دارفور، ودعا البشير إلى التوقف عما وصفه بتضليل المجتمع الدولي بشأن ما يحدث من جرائم هناك.
وقال في هذا الصدد: «الأخبار الجيدة أن الاتحاد الإفريقي يقوم الآن بوساطة لحماية الضحايا في دارفور، لكن على البشير أن يتوقف عن تضليل المجتمع الدولي حول ما يحدث من جرائم. إنه يحاول تبديد الحقائق وبالتالي فإنه يزيد من تعقيد هذه المشاكل بدلا من حماية الأبرياء في دارفور»، وأضاف «وبوصفي مدعيا عاما فإن علي أن أبلغ العالم بما يحدث لهؤلاء الملايين من المسلمين والأفارقة الذين يعانون من حكم البشير، واجبي أن أقدم الدعم لهؤلاء».
وأكد أوكامبو في حديثه أن لديه أدلة تثبت إدانة البشير، وأنها قدمت إلى ثلاثة قضاة، لكن يبقى على البشير المثول أمام المحكمة، قائلا: «لقد قدمت الأدلة إلى القضاة، وهناك ثلاثة قضاة من جنسيات مختلفة قرروا أن على الرئيس البشير أن يمثل أمام المحكمة، لأن هذا جزء من المتطلبات القانونية. لدي آلاف الأدلة التي تدين الرئيس البشير».