انتقل الخلاف الأميركي البريطاني حول أفغانستان الى العلن وذلك بإعلان وزير الدفاع البريطاني بوب اينسوورث أن حكومته لن تلتزم بإعلان الرئيس باراك أوباما المتعلق بالانسحاب من أفغانستان بحلول العام 2011
وشكك اينسوورث في مقابلة مع صحيفة «التايمز» البريطانية نشرت امس في قرار أوباما وضع إطار زمني لبدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان وأوضح ان الحكومة البريطانية لن تلتزم بوعد واشنطن المتعلق بالانسحاب بحلول عام 2011 وقال «لا يمكن تحديد وقت لذلك يجب النظر إلى الظروف».
واعترف أن الشعب لن يقبل في أن تستمر الحرب «إلى الأبد» غير أنه أصر على أن الحكومة البريطانية لم تضع موعدا نهائيا للانسحاب وأضاف «لا أحد يتكلم عن انسحاب نتكلم عن إرسال المزيد إلى هناك، نتكلم عن انتقال» وأكد أن تحديد موعد للانسحاب هو أمر خاطئ.
الى ذلك، وقع وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس، على أول قرار عسكري لتنفيذ إستراتيجية الرئيس باراك أوباما الجديدة بأفغانستان، إذ وافق على إرسال وحدة من مشاة البحرية، وذلك وفق معلومات خاصة لـ «سي ان ان»، التي علمت أيضا أن البيت الأبيض وافق على اقتراح لزيادة حجم عمليات القصف باستخدام طائرات دون طيار عند الحدود الأفغانية الباكستانية.
بالمقابل، نفت وزيرة الخارجية الأميركية، هيلاري كلينتون، في مقابلة مع سي ان ان، ما قيل حول وجود خطط لدى أوباما لترك الأمور كما هي والانسحاب بأسرع وقت من أفغانستان، وشددت على أن جيش بلادها لم يكن ليتواجد بأفغانستان لو أن زعيم طالبان، الملا عمر، وافق على تسليم زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن بعد هجمات نيويورك.
وقالت كلينتون إن إعلان أوباما رغبته بدء انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان اعتبارا من يوليو 2011 يقوم على «انتقال مسؤول للسلطة إلى الجانب الأفغاني مبني على الظروف الحاصلة على الأرض».
وذكرت كلينتون أن بلادها تنظر إلى الأوضاع في الولايات الأفغانية المختلفة، البالغ عددها 34 ولاية، وهي تدرس حالة كل منها بشكل مستقل، وترى أن بعضها مستقر ويمكن تسليمه حاليا للجانب الأفغاني، في حين أن ولايات أخرى لا تزال تشهد معارك عنيفة.
ولفتت الوزيرة الأميركية إلى أن المجتمع الدولي أخطأ في السابق عندما ساعد «المجاهدين» لطرد القوات السوفيتية من أفغانستان، دون أن يقوم بعد ذلك بخطوات لتحسين أوضاع السكان قائلة: «لقد أدرنا ظهرنا وتركنا خلفنا تواجدا خطيرا ومتزايدا (للمسلحين) في أفغانستان وباكستان».
وشككت كلينتون في رغبة زعيم حركة طالبان، الملا عمر، بالاستجابة لطلب اللجوء إلى الحوار المقدم له من الرئيس الأفغاني، حميد كرزاي، قائلة إن الملا عمر «لا يرغب في الحوار مع كرزاي أو أي جهة أخرى».
وأضافت: «يجب التذكير بأن واشنطن طلبت من الملا عمر تسليمها زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بعد هجمات 11 سبتمبر 2001، ولو كان قد فعل ذلك لما كنا في أفغانستان اليوم».
وبحسب كلينتون، فإن البيت الأبيض «ينظر بجدية» إلى احتمال أن يكون بن لادن والملا عمر في باكستان أو عند المنطقة الحدودية مع أفغانستان، كما أبدت «ارتياحها» لما يجري في دول الخليج لجهة مكافحة تمويل تنظيم القاعدة من قبل جهات مستقلة في تلك الدول.
وعلى صعيد مواز، أعلنت القوات الدولية في أفغانستان، أن قوة تشمل 900 جندي أميركي وبريطاني و150 جنديا أفغانيا بدأت امس الاول عملية عسكرية لطرد حركة طالبان من وادي «نوزاد» في شمالي محافظة هلمند المضطربة.
وتحمل العملية اسم «غضب الكوبرا» وقد شهدت حتى الآن مقتل أربعة من مسلحي طالبان واعتقال اثنين آخرين، وقال بيان صدر عن وزارة الدفاع «حتى الآن أسفرت العملية عن مقتل أربعة مسلحين واعتقال اثنين آخرين». وأضاف البيان من المقرر أن تستمر العملية في الاقليم الذي يتمركز فيه أيضا نحو 9000 جندي بريطاني، أربعة أيام أخرى.
تراجع شعبية أوباما إلى ما دون 50% للمرة الأولى
واشنطن ـ د.ب.أ: كشف استطلاع حديث للرأي تراجعا متزايدا في شعبية الرئيس الأميركي باراك أوباما بين المواطنين الأميركيين. وأظهر الاستطلاع الذي أجري لصالح شبكة «سي.إن.إن» الإخبارية الأميركية أن معدل تأييد المواطنين لأوباما انخفض لأول مرة تحت حاجز 50%.
ووفقا لنتائج الاستطلاع، قيم 48% من الأميركيين أداء الرئيس الأميركي بأنه «جيد»، بتراجع قدره 7 نقاط مئوية عن آخر استطلاع مماثل جرى الشهر الماضي. وتعقيبا على الاستطلاع، قال كيتينغ هولاند، خبير الاستطلاعات في »سي.إن.إن»، إن ارتفاع معدلات البطالة والوضع الاقتصادي السيئ ينهكان الرئيس الأميركي. من ناحية أخرى، أظهر الاستطلاع أن 60% من الأميركيين يرحبون بقرار أوباما بإرسال 30 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان، وبداية الانسحاب من هناك بحلول عام 2011.
جونز يدعو دول مجلس التعاون للمساهمة في «أفغانستان»
واشنطن ـ احمد عبدالله
اكد الناطق بلسان الخارجية الاميركية ايان كيلي اول من امس ان عدد الدول التي ستشارك بارسال قوات الى افغانستان يبلغ 25 دولة، غير ان كيلي رفض ان يفصح عن اسماء تلك الدول قائلا «بالامكان الحصول على القائمة من حلف شمال الاطلسي».
وكان مستشار الامن القومي الاميركي الجنرال جيمس جونز قد اعلن في مؤتمر صحافي عقده بواشنطن اول من امس ان الولايات المتحدة تأمل ان تقدم دول مجلس التعاون الخليجي مساهمة متمثلة في موظفين مدنيين وعسكريين الى افغانستان.
واوضح جونز ان الولايات المتحدة تعتقد انه سيكون من المفيد ان تقدم دول اخرى مساعدات مالية وعينية الى الجيش الافغاني. كما اكد على ان القوات الاميركية ستبدأ انسحابها من افغانستان بعد 18 شهرا وانها تأمل ان تسلم المهام الامنية بصورة تدريجية الى القوات الافغانية.