أكدت السلطة الفلسطينية أنها تبذل جهودا حثيثة بالتنسيق مع الدول العربية لإقناع دول الاتحاد الأوروبي بالموافقة على المسودة السويدية الأخيرة الخاصة بتقسيم القدس واعتبار القدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقبلية. متمنية أن يتوصل الأوروبيون إلى موقف إيجابي تجاه القضية الفلسطينية.
وقال د.غسان الخطيب رئيس مكتب الإعلام الحكومي في رام الله في تصريح صحافي امس «نبذل جهودا مكثفة للوصول إلى موقف أوروبي بناء وإيجابي من خلال العمل على إقناع الأوروبيين بقبول المسودة السويدية».
وأضاف «نحن بانتظار نتائج المشاورات الأوروبية التي ستبدأ غدا (اليوم) خلال اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبى في بروكسيل» وستظهر غدا. واضاف «نظرا لحساسية الموضوع فإننا نقوم بما نستطيع لتحقيق المطلوب. والنقاش الأوروبي يجري حاليا حول الصيغة واللغة المستخدمة في الوثيقة السويدية».
وأوضح أن هناك تباينا في المواقف الأوروبية وجدلا بين دول الاتحاد حول هذه الوثيقة. مشيرا إلى أن الأوروبيين أحيانا يخضعون للضغوط الإسرائيلية إلا أن عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير د.أحمد مجدلاني ذكر أن عددا من الدول الاوروبية تقدمت بتعديلات على مشروع المقترح السويدي الرئيس الحالي للاتحاد الاوروبي والذي يقضي باعتبار القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وقال مجدلاني ـ في تصريح أمس ـ إن بعض الدول الاوروبية ومنها فرنسا تحفظت على المقترح السويدي وأخرى قدمت تعديلات، تحت ضغط اسرائيلي بالتعاون الوثيق مع الادارة الأميركية.
وأضاف ان القيادة الفلسطينية لم تتفاجأ من موقف بعض الدول الاوربية، وإنما من الموقف الفرنسي الذي لا يعكس حقيقة الدور الذي تنشده أو تعبر عنه الرئاسة الفرنسية. واعتبر مجدلاني المقترح السويدي بالمهم، مشيرا إلى أنه من الممكن البناء عليه كثيرا سياسيا، وأنه يؤسس لاحقا لموقف أوروبي مشترك وموحد ليس فقط باتجاه قضية القدس، وإنما باتجاه موقف القيادة الفلسطينية من التوجه لمجلس الأمن الدولي لإقرار حدود الدولة الفسلطينية المستقلة، وعاصمتها القدس.
في المقابل، شهدت الحكومة الاسرائيلية حالة من الاستنفار قبيل اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي امس.
وذكرت صحيفة «هآرتس» في عددها الصادر أمس أن نتنياهو أجرى سلسلة اتصالات هاتفية مع عدد من القادة الأوروبيين خلال الأيام الماضية بغية إقناعهم بعدم التصويت لصالح مشروع القرار الذي تقدمه السويد التي ترأس حاليا الاتحاد في هذا الشأن.
وقالت «هآرتس» إن نتنياهو طالب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء الاسباني خوسيه سباتيرو بممارسة الضغوط على السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس من اجل العودة إلى طاولة المفاوضات.
وذكرت أن عوزى آراد مستشار رئيس الوزراء الإسرائيلي لشؤون الأمن القومي أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره الفرنسي جان دافيد لوي بغية إقناعه بعدم قبول العرض السويدي الذي يدعو الى التصويت لصالح تقسيم القدس.
فريق طبي فرنسي فحص شاليط بعد حصول حماس على ضمانات
القاهرة ـ د.ب.أ: كشفت مصادر فلسطينية أن فريقا طبيا فرنسيا أجرى فحوصا طبية للجندي الاسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليط، في وقت هدد فيه الوسيط الألماني بسحب وساطته بسبب تعنت الموقف الاسرائيلي من صفقة تبادل الأسرى. ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية في عددها أمس عن المصادر التي وصفتها بأنها «موثوق بها» القول إن أربعة أطباء فرنسيين في تخصصات مختلفة وصلوا الى قطاع غزة الأحد قبل الماضي برفقة الوسيط الألماني آرنست أورلاو عبر معبر رفح الحدودي قادمين من القاهرة. وأضافت أن الفريق الطبي الفرنسي أجرى فحوصا طبية لشاليط في قطاع غزة حيث يحتجز في مكان سري لدى مقاتلين من حركة حماس ولجان المقاومة الشعبية اللتين أسرتاه قبل أكثر من ثلاث سنوات. وزادت أن الفريق الطبي وأورلاو وصلوا الى القطاع في ظل اجراءات أمنية غير مسبوقة من جانب حماس التي تسيطر على القطاع وفي ظل تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الاسرائيلية التي يطلق عليها الفلسطينيون «الزنانة» في سماء القطاع، وتابعت أن حماس التي لم يغب عن بالها تعقب طائرات الاحتلال للفريق من الجو حصلت على ضمانات من أورلاو بعدم مهاجمة اسرائيل المكان أو محاولة تحرير شاليط.