لم يكد العراق يتجاوز ازمة قانون الانتخابات الذي اقره البرلمان قبل ايام، حتى عاد الوضع الامني ليفرض نفسه على المشهد العراقي بـ 5 انفجارات هزت العاصمة بغداد أمس، وتجاوزت حصيلتها، بحسب المصادر الأمنية العراقية، 127 قتيلا و450 جريحا بانفجار خمس سيارات مفخخة في مناطق متفرقة.
ومرة أخرى استهدفت تفجيرات الامس المدوية رموز السلطة العراقية، حيث انفجرت 3 سيارات مفخخة قرب وزارتي العمل والداخلية ومعهد الفنون الجميلة في الكرخ بالإضافة إلى إنفجار سيارة رابعة يقودها انتحاري استهدفت نقطة للشرطة قرب المعهد التقني في منطقة الدورة جنوب غرب المدينة ما ادى الى مقتل وجرح 12 شرطيا.
وفي وقت سابق أمس، أعلنت المصادر «مقتل 101 شخص على الاقل واصابة 182 اخرين بجروح بانفجار خمس سيارات مفخخة قد يكون بعضها انتحاريا في مناطق متفرقة من بغداد». وقالت ان «ما لا يقل عن 15 شخصا قتلوا بينهم ثلاثة من الشرطة واصيب 26 بجروح عندما استهدفت سيارة يقودها انتحاري دورية للشرطة في حي الدورة»، واضافت ان «غالبية القتلى الاخرين هم طلاب في المعهد التقني الواقع في شارع الجمعية».
واكدت ان «ما لا يقل عن 86 شخصا لقوا مصرعهم بانفجار سيارات مفخخة امام وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في شارع فلسطين، وسوق الرصافي في منطقة الشورجة، ومحكمة الكرخ في حي المنصور، وقرب مكتب تابع لوزارة الداخلية في النهضة».
من جهته، اكد مصدر في مدينة الطب «تلقي 39 جثة و139 جريحا فضلا عن اشلاء بشرية»، كما افادت معلومات بوقوع انفجارات أخرى في مناطق القاهرة الشورجة لم يعرف مصدرها. وذكرت المصادر أن الانفجارات وقعت قبالة جامع النداء في حي القاهرة في مكان يضم مبنيي المعهد القضائي وجريدة الصباح واخر قبالة اكاديمية الفنون الجميلة واخر قبالة سوق الشورجة واخرى في منطقة بوابة الشام.
وقالت الاعلامية أغادير مهدي التي تعمل في دار ثقافة الاطفال، لوكالة الانباء الالمانية، إن الانفجار وقع في معهد الفنون الجميلة المجاور لمبنى دار ثقافة الاطفال لحظة البدء بقديم عروض مسرح الدمى مما تسبب في اصابة عدد من الاطفال بجروح جراء تكسر الزجاج.
وأضافت «كان دوي الانفجار عنيفا وخلق حالة من الذعر والهلع وذكرنا بأيام الانفجارات المدمرة».واوضحت «أن شوارع بغداد عجت بعدد كبير من الموظفين الذين غادروا مكان عملهم خشية من وقوع انفجارات اخرى».
وأغلقت القوات العراقية عددا من الشوارع فيما شوهدت عشرات السيارات وهي تقل الضحايا والمصابين، وفرضت قوات الامن العراقية طوقا حول مناطق الانفجارات بينما شوهدت سيارات الاسعاف وهي تهرع اليها لنقل الجرحى الى المستشفيات.
وفيما انشغل العراقيون أمس بتضميد جراحهم، أعلن نصير العاني رئيس ديوان رئاسة الجمهورية العراقية انه تقرر إجراء الانتخابات العامة في السادس من مارس المقبل وليس في 27 فبراير كما كان متوقعا.
وجاء تحديد هذا الموعد عقب اجتماع لرئيس الجمهورية جلال طالباني ونائبيه مع فريق مفوضية الانتخابات العراقية امس.
وبالعودة إلى تفجيرات بغداد الثلاثاء الدامي امس ، أعلن الناطق الرسمي باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا للصحافيين ان حصيلة عدد الجرحى بلغت اكثر من 500 جريح من دون الاشارة الى عدد القتلى.واسفرت الانفجارات عن احراق وتدمير عشرات السيارات المدنية والحاق اضرار مادية متفاوتة بعشرات المباني الحكومية والاهلية بينما اختلطت دماء الضحايا بحطام المباني وركام السيارات في مشهد مأساوي اعاد الى اذهان العراقيين تفجيرات يومي الاحد والاربعاء الداميين.
من جهته، حمّل موفق الربيعي مستشار الأمن القومي العراقي السابق تنظيم القاعدة في بلاده مسؤولية الانفجارات التي هزت العاصمة بغداد» وقال الربيعي في تصريح لهيئة الاذاعة البريطانية (بي. بي. سي) أمس «ليس هناك أي شك في أن الانفجارات التي شهدتها العاصمة بغداد تحمل علامات القاعدة»، مضيفا أن القاعدة تسعى إلى إظهار الحكومة العراقية عاجزة عن حماية شعبها وعرقلة الناس عن الذهاب إلى صناديق الاقتراع للادلاء بأصواتهم في الانتخابات التشريعية المقبلة.