عبر قادة الاتحاد الأوروبي امس عن قلقهم من فشل إيران في توضيح نواياها بشأن برنامجها النووي وهددوها بعقوبات جديدة إذا رفضت العودة إلى المفاوضات.
وحث القادة إيران في مسودة بيان على الانصياع دون تأخير لقرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للمنظمة الدولية.
وقال البيان إن مجلس الاتحاد الأوروبي المكون من 27 دولة «يعبر عن قلقه البالغ لان إيران لم تفعل حتى الآن أي شيء لإعادة بناء ثقة المجتمع الدولي في الطبيعة السلمية البحتة لبرنامجها النووي».
وأضاف البيان مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي لايزال منفتحا على التوصل لحل من خلال التفاوض «ان فشل إيران المستمر في تلبية التزاماتها الدولية وعدم اهتمامها على ما يبدو باستئناف المفاوضات يتطلبان ردا واضحا بما في ذلك اتخاذ اجراءات ملائمة». ويستخدم الاتحاد الأوروبي عبارة «اجراءات ملائمة» للإشارة إلى العقوبات.
وذكر البيان أن الاتحاد سيدعم خطوات مجلس الأمن الدولي وأنه مستعد أيضا لاتخاذ اجراءات خاصة به.
وقال قادة الاتحاد إن وزراء خارجية الدول الاعضاء سيبحثون الخيارات في اجتماعهم المقبل في بروكسل يوم 21 يناير.
ووجهت بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة تهديدا لايران أمس بأنها قد تواجه المزيد من العقوبات بسبب برنامجها النووي لكن روسيا والصين لمحتا إلى أنهما غير مقتنعتين بالحاجة لفرض المزيد من الاجراءات العقابية على الجمهورية الاسلامية.
وقال السفير الفرنسي في مجلس الامن جيرار أرو للمجلس إن باريس مستعدة لبدء وضع مسودة قرار للعقوبات قريبا.
وصرح ديبلوماسيون في الامم المتحدة بأن مسؤولين بارزين من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين قد يجتمعون الاسبوع المقبل لمناقشة قضية إيران التي يشتبه الغرب بأنها تسعى لامتلاك أسلحة نووية.
من جانبه، توقع وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس امس فرض «عقوبات جديدة هامة» على ايران.
وقال غيتس متحدثا الى مجموعة من الجنود الاميركيين في قاعدة على مقربة من كركوك شمال بغداد «اعتقد انكم سترون الاسرة الدولية تفرض بعض العقوبات الاضافية الهامة اذا لم يبدل الايرانيون نهجهم ويوافقوا على القيام بما سبق ووافقوا عليه في مطلع اكتوبر».
الى ذلك، وصل فريق من مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى العاصمة الإيرانية طهران للقيام بثالث مهمة تفتيش لموقع فوردو النووي.
ونقلت وكالة «مهر» الإيرانية للأنباء عن مصادر ديبلوماسية في ڤيينا قولها إن هذه المهمة هي مهمة التفتيش الثالثة لهذا الموقع في فوردو والمفترض أنه يحتوي على منشآت جديدة لتخصيب اليورانيوم.
وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد أجرت في نهاية أكتوبر الماضي أول عملية تفتيش في هذا الموقع الذي هو قيد البناء في منطقة جبلية على بعد خمسين كيلومترا من مدينة قم المقدسة في قرية فوردو.
وفي منتصف نوفمبر الماضي أجرت الوكالة عملية تفتيش ثانية في هذا الموقع.
الى ذلك، ذكرت صحيفة ديلي تليغراف امس أن ايران تسعى للحصول على معدات نووية عن طريق تايوان ويقوم مسؤولو الأمم المتحدة بالتحقيق في مزاعم قيامها بإنشاء شبكة تهريب جديدة تستخدم شركات مقرها في تايوان للحصول على معدات يمكن استخدامها لإنتاج أسلحة نووية.
وقالت الصحيفة إن ايران كثفت جهودها في الآونة الأخيرة لاستيراد تكنولوجيا متطورة ردا على تصاعد الضغوط الدولية التي تواجهها لتجميد برنامجها لتخصيب اليورانيوم والذي تعتقد حكومات غربية كثيرة أنه مصمم لإنتاج أسلحة نووية.
وأضافت أن تقارير استخباراتية كشفت أن مسؤولين من وزارة الدفاع الإيرانية عقدوا سلسلة اجتماعات مع شركات مقرها في تايوان لشراء المئات من محولات الضغط المستخدمة في إنتاج أسلحة تحتوي على اليورانيوم والتي تسعى ايران جاهدة للحصول عليها منذ أكثر من عام بعد رفض الشركات الأوروبية والأميركية بيعها مواد يمكن استخدامها في برنامجها النووي. وذكرت الصحيفة ان المسؤولين الإيرانيين ووفقا للتقارير الاستخباراتية يحاولون الآن التفاوض على شراء شحنات إضافية من هذه المعدات من تايوان.
وقالت ديلي تليغراف إن مسؤولي استخبارات غربيين أكدوا» «أن ايران ركزت جهودها على تايوان وتمكنت بالفعل من الحصول على 100 محول طاقة تم شحنها سرا إلى طهران كانت صنعت في أوروبا ومن ثم بيعت إلى شركة في تايوان قامت ببيعها إلى وزارة الدفاع الايرانية».
وأشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين في الأمم المتحدة يحققون الآن فيما إذا كانت الشركات الأوروبية تتخذ تدابير التدقيق المناسبة لمعرفة المستخدم النهائي لمعداتها.