قالت منظمة «هيومن رايتس ووتش» امس ان صورا التقطت بالأقمار الصناعية تظهر قيام السلطات في ميانمار بهدم ما لا يقل عن 55 قرية بعد إخلائها من سكانها من الروهينغا المسلمين خلال أعمال العنف ضدهم العام الماضي.
وقالت المنظمة ان أعمال الهدم في الشطر الشمالي من ولاية راخين ربما أدت لتدمير أدلة عن فظائع ارتكبها جنود عندما اجتاحوا القرى في 25 أغسطس 2017.
وقالت هيومن رايتس ان 362 قرية في المجمل دمرت جزئيا أو كليا منذ أغسطس الماضي، وان بعض هذه القرى سويت بالأرض.
وأوضح براد آدامز مدير المنظمة في آسيا ان «الكثير من القرى كانت مسرحا لفظائع ضد الروهينغا وكان ينبغي الحفاظ عليها حتى يستطيع الخبراء الذين عينتهم الأمم المتحدة لتوثيق هذه الانتهاكات أن يقيموا بشكل ملائم الأدلة وتحديد المسؤولين».
ونشرت النتائج التي خلصت إليها هيومن رايتس ووتش بعد أن أبرمت ميانمار اتفاقا مع الأمم المتحدة واليابان لتقديم الإغاثة للمنطقة في مؤشر على تحول في العلاقات المتوترة بين الحكومة والأمم المتحدة.
ودفع تدخل الجيش الآلاف من الروهينغا لعبور الحدود إلى بنغلاديش المجاورة، حيث وقعت أعمال قتل واغتصاب وحرق نفذها أفراد الشرطة والجيش في ميانمار.
ووصفت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الحملة ضد الروهينغا بأنها تطهير عرقي لكن حكومة أونغ سان سو كي الحائزة جائزة نوبل للسلام منعت محققي الأمم المتحدة وغيرهم من المراقبين المستقلين من دخول منطقة الصراع.
من جهة اخرى، دعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) المجتمع الدولي إلى بذل جهود عاجلة من أجل تلبية احتياجات 720 ألف طفل من مسلمي الروهينغا يواجهون أحداث العنف في ميانمار، مع اقتراب موسم الأعاصير في بنغلاديش.
وقال مانويل فونتين مدير برنامح الحالات الطارئة في اليونيسف، في تقرير نشرته المنظمة، ان نحو 720 ألف طفل من أراكان في وضع سيئ للغاية سواء كانوا يعيشون في ظل العنف في ميانمار، وحياة النزوح، أو سواء كانوا يعيشون في مخيمات اللجوء المكتظة في بنغلاديش.
وحذر من أنه في حال لم يتم إيجاد حلول جذرية لمشكلة إقليم أراكان، والنزول إلى عمق المشكلة، فقد تستمر الأزمة الحالية لسنوات.
ولفت التقرير إلى أن هناك 185 ألف طفل من مسلمي أراكان يعيشون عند أقربائهم وجيرانهم، بعد أن فروا من أعمال العنف والأحداث المأسوية في الإقليم، في حين أن هناك 534 ألف طفل في مخيمات اللجوء ببنغلايش وصولها بعد أحداث 25 أغسطس 2017 أو قبل هذا التاريخ.
وذكر التقرير أن بنغلاديش تشهد موسم أعاصير مع بداية مارس من كل عام، والذي يخلف سيولا، وانزلاقات للتربة، الأمر الذي قد ينتج عنه مياه ملوثة، وبيئة غير صحية، ما يتسبب في انتشار الأمراض المعدية.
وجددت «اليونيسف» دعوتها لحكومة ميانمار إلى إنهاء العنف الممارس بحق الروهينغا، مؤكدة على ضرورة أن يتمكن المسلمون في البلاد من التحرك بحرية، وأن يستفيدوا مجددا من الخدمات الصحية والتعليمية والزراعية.