بيروت ـ عمر حبنجر
بات مؤكدا ان الرئيس سعد الحريري سيكون في دمشق اواخر هذا الاسبوع، وتحديدا بعد عودته من مؤتمر المناخ في كوبنهاغن التي سيغادر اليها اليوم.
ويفترض ان تشكل هذه الزيارة فتحا لمرحلة جديدة بعد مرحلة مثقلة بالسلبيات، وقد سرعت وفاة شقيق الرئيس بشار الاسد الراحل مجد في فتح هذه الصفحة، حيث عادت الحركة تنشط على خط بيروت ـ دمشق، مع تقاطر وفود المعزين الرسميين والسياسيين الى القرداحة في شمالي سورية.
المعزون في القرداحة
وبين ابرز المعزين في قاعة السيدة ناعسة في مسجد القرداحة وزير الداخلية زياد بارود ممثلا الرئيس ميشال سليمان، حيث عزى باسمه الرئيس بشار الاسد بوفاة شقيقه، كما اوفد الرئيس سعد الحريري الوزير محمد الصفدي لهذه الغاية، بينما ارسل كل من الرئيس امين الجميل ووليد جنبلاط برقيتي تعزية.
وكان رئيس مجلس النواب نبيه بري تصدر الحضور اللبناني في تشييع مجد الاسد، على رأس وفد من امل، فيما شارك وفد من حزب الله برئاسة معاون الامين العام للحزب حسين خليل وكذلك النائبان طلال ارسلان وسليمان فرنجية وعدد من المسؤولين اللبنانيين.
وشهدت طريق الشام زحمة شخصيات لبنانية في الطريق الى القرداحة لتعزية الرئيس السوري.
وكان بين ابرز المعزين امس العماد ميشال عون على رأس وفد من كتلة التغيير والاصلاح، الرئيس عمر كرامي، النائب اغوب بقرادونيان والنواب السابقون مخايل الضاهر وايلي الفرزلي وايلي سكاف وميشال سماحة ووئام وهاب.
وزير الداخلية زياد بارود قال ان تمثيله الرئيس سليمان في تعزية الاسد لا يحمل رسائل خاصة، لكن لأن الرئيس موجود خارج لبنان.
وردا على سؤال حول مؤسسة الامن الداخلي قال بارود: لقد دخلنا مرحلة من التهدئة عن اقتناع لا على قاعدة مرر لي لأمرر لك.
وفد رئيس الحكومة
وتدرس اوساط حكومية امكانية مرافقة وفد من كبار رجال الدين والشخصيات الوزارية والنيابية الرئيس سعد الحريري الى دمشق بعد عودته من كوبنهاغن للتعزية بمجد الاسد، على ان يعود الوفد الى بيروت، بينما يبقى رئيس الحكومة والوفد الرسمي لاجراء المحادثات المقررة.
وفي معلومات لـ «الأنباء» ان هذا التوجه تطلب الوقوف على مستوى التعزية السورية بالرئيس الشهيد رفيق الحريري، حيث تقول الجهات المعنية ان القيادة السورية ارسلت وفدا لتعزية رئيس الجمهورية يومذاك اميل لحود، اما نائب الرئيس السوري حينئذ عبدالحليم خدام فرغم صفته الرسمية فقد اعتبرت تعزيته شخصية.
الأسد لبري: نرحب بالحريري
الى ذلك، ذكرت صحيفة «النهار» انه خلال تأدية الرئيس بري واجب العزاء في القرداحة حصل حديث جانبي بينه وبين الرئيس السوري بشار الاسد الذي جدد دعم سورية الكامل للبنان وللحكومة الجديدة مع ترحيبه بزيارة الرئيس الحريري الى دمشق.
عون: لبنان لن يخترق أمنياً
بدوره، قال العماد ميشال عون ان العلاقة مع سورية تنتظم بشكل طبيعي ومريح ومتكافئ، وان لبنان لن يخترق امنيا، وهو يخرج من رواسب السنوات الاربعين الماضية.
وجدد عون القول لوفد من نقابة معلمي المدارس الخاصة ان هذا الانفراج هو اختياري وليس قسريا كما كان في الماضي، ودعا الى تحويل الاقتصاد اللبناني من ريعي الى منتج، لافتا الى ان ذلك سيكون هدف وزراء كتلته بالتفاهم مع باقي الافرقاء.
وقال عون: هناك اناس مازالوا يعيشون في الماضي ولا يستطيعون ترقب المستقبل الحريري: لخادم الحرمين أيادٍ بيضاء على اللبنانيين وكان الرئيس الحريري عاد الى بيروت ليل امس بعد مشاركته في مهرجان اقامة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الامير نايف بن عبدالعزيز تكريما لصاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز بمناسبة عودته معافى، وقد حضره ملك البحرين الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وفي كلمته خص الأمير نايف الرئيس الحريري بكلمة، رحب فيها «بدولة رئيس الحكومة اللبنانية الأخ سعد الحريري».
الرئيس الحريري قال في تصريح له ان اختياره للمملكة كأول محطة خارجية، يعكس ما يربطه شخصيا ويربط الشعب اللبناني بخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي وقف الى جانب لبنان وقضاياه.
وقال لصحيفة «عكاظ» ان لخادم الحرمين الشريفين ايادي بيضاء على جميع اللبنانيين في كل المناطق والطوائف من دون تمييز.
وأكد الحريري ان المملكة لم تضع شروطا لدعمها لبنان، كما انها لم تتدخل بأي شأن من الشؤون اللبنانية.
ولفت الى ان مواقف الملك عبدالله ليست جديدة او مستغربة على اللبنانيين اذ كان خادم الحرمين الشريفين دائما في طليعة المدافعين عن قضايا العرب والمسلمين، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحق شعبها في إنشاء الدولة الفلسطينية وعلى رأسها القدس وفق مبادرة السلام العربية.
وعبر الحريري باسم جميع اللبنانيين عن التضامن الكامل مع المملكة في وجه اي محاولة للاعتداء على اراضيها من قبل المتمردين الحوثيين معلنا في الوقت نفسه تضامن لبنان مع الشعب اليمني بوجه الاعتداءات الارهابية التي يتعرض لها من قبل حفنة من الخارجين على القانون وعن دولتهم.
وعن نتائج لقائه مع الملك عبدالله قال الحريري لقد أكدت لخادم الحرمين الشريفين ان لبنان بدولته ومؤسساته سيتحمل مسؤولياته كاملة حيال جهود التقارب العربي بصفته رائدا من رواد العروبة الحديثة، التي تشكل دائما خطا منيعا للدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله.
من جهة اخرى، شكلت المساعدات العسكرية للجيش اللبناني والأمن الداخلي ومستقبل عملية السلام في المنطقة العناوين الرئيسية لمحادثات الرئيس ميشال سليمان مع الرئيس الاميركي باراك أوباما في البيت الابيض امس. وشملت لقاءات الرئيس اللبناني نائب الرئيس الاميركي جو بايدن، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ووزير الدفاع روبرت غيتس ووزير النقل اللبناني الاصل راي لحود وليلا استقبال ابناء الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة في فندقه بواشنطن.
واكتسبت زيارة الرئيس سليمان الى واشنطن اهمية خاصة من حيث تعزيز موقع رئاسة الجمهورية واظهار استقلالية حركتها، تحت سقف مسؤولياتها الدستورية التي لا تلزمها التشاور حول اي امر مع غير الجهات التي يسميها الدستور اللبناني.
وكان سليمان استهل زيارته الى واشنطن بالمشاركة في قداس اقامته كنيسة سيدة لبنان للموارنة، بحضور اعضاء الوفد المرافق اضافة الى وزير النقل راي لحود وعقيلته وبعض اعضاء الجالية.