- مسؤولون يبررون الإقالة برغبة الرئيس في تشكيل فريق جديد قبل مفاوضات كوريا
أطاحت الخلافات داخل الإدارة الأميركية لاسيما حول الملف النووي الإيراني، بوزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون، الذي أعلن الرئيس دونالد ترامب أمس إقالته.
وعين مكانه أحد صقور الإدارة الرافضين للاتفاق مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) مايك بومبيو مكانه. وعين ترامب نائبة بومبيو، جينا هاسبل على رأس وكالة الاستخبارات المركزية لتصبح اول امرأة تتولى هذا المنصب.
وجريا على عادته أصدر ترامب قراراته الاستراتيجية هذه عبر تويتر، وكتب مغردا «مايك بومبيو مدير (سي آي ايه) سيصبح وزير خارجيتنا الجديد وسيقوم بعمل رائع. نشكر تيلرسون على خدماته.
جينا هاسبل ستصبح المديرة الجديدة لـ(سي آي ايه) وهي اول امرأة تتولى هذا المنصب. مبروك للجميع».
وتابع ترامب في تغريدة أخرى، «استحق بومبيو عندما كان مديرا للسي آي ايه، ثناء الحزبين على تعزيزه جمع المعلومات الاستخباراتية وتطويره قدراتنا الهجومية والدفاعية واقامته علاقات وثيقة مع حلفائنا في أوساط الاستخبارات».
وأوضح بيان صادر عن البيت الأبيض أن وزير الخارجية الجديد مايك بومبيو أعرب عن شكره العميق للرئيس ترامب للسماح له بإدارة وكالة الاستخبارات المركزية ولمنحه هذه الفرصة لتقلد منصب وزير خارجية البلاد.
وتابع أن قيادة ترامب جعلت من أميركا أكثر أمانا، وأنه يتطلع إلى تمثيله وتمثيل الشعب الأميركي بأكمله أمام العالم لتحقيق المزيد من الرخاء لأمريكا.
من جانبها، أعربت هاسبل عن امتنانها للرئيس ترامب لمنحها هذه الفرصة وثقته بها لتولي هذا المنصب.
وفي أول تعليق، قال ترامب «لقد تم انجاز الكثير في الأشهر الـ14 الماضية وانا اتمنى له ولعائلته التوفيق».
وفي مسوغات قراراته، أوضح «كنا متفقين بشكل جيد لكن اختلفنا حول بعض الأمور»، مضيفا «بالنسبة الى الاتفاق النووي الايراني اعتقد انه سيئ للغاية بينما اعتبره تيلرسون مقبولا واردت إما الغاؤه او القيام بأمر ما، بينما كان موقفه مختلفا بعض الشيء، ولذلك لم نتفق في مواقفنا».
وقد أعلن مسؤول أميركي كبير ان ترامب أراد تغيير فريقه قبل المفاوضات المرتقبة مع كوريا الشمالية، وذلك في معرض تفسيره اسباب الإقالة.
وأضاف المسؤول في تصريحات صحافية «أراد الرئيس التأكد من أن يكون فريقه الجديد في موقعه قبل المحادثات القادمة مع كوريا الشمالية وفي مختلف المفاوضات التجارية الجارية».
وصرح مسؤول أميركي بارز بأن وزير الخارجية الأميركي المقال لم يتحدث الى الرئيس دونالد ترامب قبل اقالته كما لم يتم له توضيح اسباب اقالته وانه علم بالإقالة عبر تويتر.
وقال مساعد وزير الخارجية للشؤون الديبلوماسية ستيف غولدشتاين في سلسلة تغريدات «الوزير لم يتحدث الى الرئيس لا يعلم سبب (اقالته)، الا انه يبدي امتنانا لحصوله على فرصة للخدمة، ولا يزال يؤمن بقوة بان الخدمة العامة امر نبيل لا يندم عليه».
وعاد تيلرسون الى واشنطن قبيل فجر أمس بعد جولة في عدد من الدول الافريقية قبل ساعات قليلة من القرار المفاجئ.
واضاف غولدشتاين، «نتمنى للوزير المعين (مايك) بومبيو كل التوفيق».
وأكد ان تيلرسون «كان يعتزم البقاء بسبب التقدم الملموس الذي تم إحرازه في قضايا الأمن القومي الحساسة. وقد أقام علاقات مع نظرائه».
وتابع أن الوزير «سيفتقد زملاءه في وزارة الخارجية، واستمتع بالعمل مع وزارة الدفاع التي أقام معها علاقة قوية استثنائية»، في اشارة الى العلاقات الوثيقة بين تيلرسون ووزير الدفاع جيم ماتيس.
وهذا التعقيب من غولدشتاين دفع ثمنه سريعا حيث أطاح به ترامب وأقاله مباشرة.
ويأتي هذا التغيير الحكومي بعد ايام على الإعلان المفاجئ عن قمة بين الرئيس ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون والتي لم يحدد موعدها ولا مكان انعقادها. ودعا ترامب الى تثبيت تعيين بومبيو بسرعة فيما تتجه ادارته الى المحادثات مع كوريا الشمالية.
وبعد الإعلان عن القمة، اختصر تيلرسون جولته الأفريقية قائلا انه «ليس بخير» وعاد الى واشنطن.