بغداد: اعلن وزير الدولة لشؤون الامن الوطني العراقي شيروان الوائلي امس انعقاد جلسة طارئة للمجلس الوطني بعد قيام قوة ايرانية بالسيطرة على موقع نفطي شرق مدينة العمارة، حسبما نقل تلفزيون العراقية.
ونقلت قناة العراقية الناطقة باسم الحكومة عن الوائلي ان «مجلس الامن الوطني العراقي عقد اجتماعا عاجلا امس برئاسة رئيس الوزراء نوري المالكي، حول موضوع التجاوزات الايرانية على حقل الفكة النفطي».
من جانبه قال نائب وزير الداخلية العراقي أنه لا توجد نيه لإجراء عمل عسكري وسيكون حل الأزمة ديبلوماسيا.
ويضم مجلس الامن الوطني الذي يرأسه المالكي، وزراء الدفاع عبد القادر العبيدي والداخلية جواد البولاني ووزير الخارجية هوشيار زيباري والمالية باقر جبر صولاغ والعدل صفاء الصافي.
وفي وقت سابق على هذه التصريحات، تضاربت الأنباء حول احتلال القوات ايرانية بئر الفكة النفطية رقم 4 قرب مدينة العمارة مركز محافظة ميسان جنوب شرق بغداد ورفع العلم الايراني عليه.
فمن جانبه افاد العميد ظافر نظمي من قوات حرس الحدود في المنطقة الرابعة العراقية بأن القوات الايرانية احتلت البئر، قائلا ان «قوات ايرانية احتلت البئر رقم 4 في حقل شرقي ميسان في منطقة الفكة الحدودية مع ايران منذ فجر امس الاول ورفعت العلم الايراني وقامت بتحصينها وحفر خندق حولها ونشر قوات مدرعة وهذا ما اكده مصدر في الجيش الاميركي حيث اعلن امس ان قوة ايرانية عبرت الحدود العراقية وسيطرت على موقع نفطي عند المنطقة الحدودية المشتركة للبلدين شرق مدينة العمارة (جنوب العراق).
وقال ضابط في الجيش الاميركي ان «الحادث وقع دون اعمال عنف ونأمل ان تتم معالجته بين العراق وإيران».
وأضاف ان «البئر تقع في منطقة حدودية مشتركة بين العراق وايران»، مشيرا الى «وقوع حوادث متكررة هناك».
من جانبه، اكد مصدر في شركة نفط الجنوب قيام قوة ايرانية بتجاوز الحدود الدولية والسيطرة على البئر قائلا ان «القوة الايرانية دخلت وقامت بالسيطرة على البئر رقم 4 ورفع العلم الايراني هناك، مع ان البئر داخل الاراضي العراقية».
وتحدث مفضلا عدم الكشف عن اسمه، عن مساعي وزارة النفط بتشكيل وفد سيتولى زيارة الموقع للاطلاع على الاوضاع عن كثب».
بموازاة ذلك نفى نائب وزير الداخلية العراقي احمد علي الخفاجي امس هذه الانباء جملة وتفصيلا.
وقال لرويترز ان هذه الانباء غير صحيحة وان هذا الحقل محل نزاع وأهمله الجانبان، وقال انه لم يحدث اي اقتحام للحقل وانه مهجور ويقع على الحدود المشتركة مباشرة.
وهو ما أيدته مصادر رسمية عراقية قائلة إن القضية قيد البحث مع الجانب الايراني، ورفضت مصادر بمحافظة ميسان التعليق حول هذا الخبر. الا أن تلك المصادر أوضحت ان حقل الفكة يعد من الحقول المشتركة وتم البدء بحفره منذ سبعينيات القرن الماضي ثم توقف العمل به بعد اندلاع الحرب العراقية ـ الايرانية كونه يقع على الشريط الحدودي بين البلدين.
وأشارت الى أن هناك مداولات بين الجانبين العراقي والايراني بشأن عائدية الحقل لكنها لم تحسم لحد الآن، في حين اكد عاملون في شركة نفط ميسان ان الجانب الايراني يمنع الاقتراب من هذا الحقل لوجود منازعات عليه.
وكان مدير شركة نفط ميسان علي معارج قد نفى في وقت سابق ما تناقلته احدى الفضائيات حول تعرض منتسبي الشركة أثناء وجودهم قرب حقل الفكة النفطي لإطلاق نار من قبل القوات الإيرانية وسيطرتها على البئر.
وقال «ان هذه الاخبار عارية من الصحة تماما، اذ ان بئر الفكة النفطية 4 مازال تحت سيطرة الشركة ولم يحصل أي حادث من هذا النوع». وأضاف «ان هذه البئر تعد من الآبار الإنتاجية».
يذكر ان وزارة النفط العراقية سبق ان أرسلت في عام 2008 مذكرة لوزارة الخارجية العراقية تتضمن شكوى ضد الجهات الإيرانية في تعديها على مواقع نفطية عراقية، مع ان هناك لجانا مختصة مشكلة بين خبراء البلدين لتحديد أبعاد المواضيع الفنية والجغرافية والسياسية بهذا الشأن.