- خليفة راوول كاسترو يواجه مقاومة الحرس الثوري القديم
انتخب البرلمان في كوبا، أمس، ميغيل دياز - كانيل الرجل الثاني في النظام، رئيسا للبلاد خلفا للرئيس المنتهية ولايته راوول كاسترو، ما ينهي نحو ستة عقود من سلطة الأخوين كاسترو في الجزيرة.
وأفاد الموقع الكوبي الالكتروني الرسمي «كوبا ديبايت» بأن دياز - كانيل البالغ من العمر 57 الذي كان المرشح الوحيد ثبت النواب انتخابه لولاية من خمس سنوات قابلة للتجديد بـ 603 أصوات من أصل 604 أي بنسبة 99.83%. كما جرى انتخاب سلفادور فالدز ميسا نائبا أول لدياز كانيل.
وتعهد الرئيس الكوبي الجديد بمواصلة السياسات الحكومية في حقبة ما بعد كاسترو. وقال «نبدأ تفويضا في خدمة الأمة، ونحن لا ننصب سلطة تشريعية أخرى فحسب».
واضاف دياز كانيل إنه يهدي «الفكرة الأولى للجيل التاريخي الذي نفذ الثورة»، مضيفا: «كوبا تتوقع منا أن نكون مثلهم».
ووفقا لدستور كوبا يعتبر رئيس مجلس الدولة، رئيسا للجمهورية وحكومتها، ويتم انتخابه لمدة 5 سنوات، وسيمثل انتخاب دياز كانيل تحولا إلى جيل آخر من الرؤساء الأصغر سنا في كوبا، ليحل محل الجيل السابق الذي يمثله راوول كاسترو، الذي سيحتفظ بمنصب الامين العام للحزب الشيوعي حتى عام 2021.
وفرض دياز كانيل القادم من الحزب الوحيد وذو النظرة الثاقبة والمتكتم، نفسه تدريجيا الى جانب راوول كاسترو بعد تعيينه نائبا اول للرئيس في 2013 وبعدما تسلق في الظل سلم السلطة.
وعرف كانيل الذي نادى بتطور الانترنت وبصحافة تتمتع بمزيد من حرية النقد في الجزيرة، كيف يعطي عن نفسه صورة الحداثة، مع بقائه مقلا في التصريحات. لكنه يعرف ايضا كيف يبدو متصلبا حيال الانشقاق والديبلوماسيين الذين يميلون الى انتقاد النظام.
وقد أعده الرئيس المنتهية ولايته لتسلم اعلى المناصب، فأرسله لتمثيل الحكومة في الخارج، فيما خصصت له وسائل الاعلام الرسمية مزيدا من الاخبار.
وسيكون دياز كانيل المكلف قيادة عملية انتقالية تاريخية لولاية تتجدد كل خمس سنوات، اول رئيس كوبي لم يعرف ثورة 1959، ويتعين عليه بناء شرعية له. ومن المفارقات السعيدة انه سيحتفل اليوم، بعيد ميلاده الثامن والخمسين.
وعلى الرغم من أنه ينظر إلى الرئيس الجديد على أنه رجل النظام، فسيكون بحاجة إلى إثبات قدرته للكوبيين، حيث إنه لا ينتسب للثورة التي بررت سلطة أسلافه، بحسب المحللين.
ولمساعدة خليفته على تجنب المزالق، ولإبقائه على الأرجح ايضا تحت سيطرته، سيحتفظ راوول كاسترو بمنصبه أمينا عاما للحزب الشيوعي الكوبي القوي حتى 2021، حين يبلغ الحادية والتسعين من العمر.
وسيغادر مسؤولان تاريخيان هما رامون ماشادو فنتورا (87 عاما) والفارو لوبيز مييرا (76 عاما) مجلس الدولة، لكن «قدامى» آخرين قد أبقوا في الهيئة التنفيذية العليا التي ستضم بالإجمال 13 عضوا جديدا من اصل 31.
وسوياجه الرئيس الجديد مقاومة من الحرس الثوري القديم، الحريص على عدم التضحية بالإرث الاشتراكي على مذبح الإصلاحات.
ويتعين على كانيل الذي سيحافظ على التوازن بين الاصلاح واحترام المبادئ الأساسية لمبادئ كاسترو، الحرص على متابعة «عصرنة» اقتصاد مازال تحت اشراف الدولة بنسبة 80%.