تستعد منطقة الشرق الاوسط لاستقبال عام جديد وهي كعادتها مثقلة بالازمات التي ترحل من عام الى آخر. ولا يبدو الحل قريبا بشان نزاعات مزمنة كالصراع العربي ـ الاسرائيلي والنزاع الايراني ـ الغربي المثقل بالقلق الاقليمي.
كما تشهد الاوضاع في العراق قلقا بشأن قدرة حكومته على الحكم في ظل التخفيضات في عديد القوات الاميركية تمهيدا للانسحاب في 2011. كذلك يثير النزاع في اليمن، خاصة بعد التدخل العسكري السعودي فيه، خطرا من احتمال نشوء دولة فاشلة تتحكم فيها اهواء الانفصاليين وعناصر تنظيم القاعدة.
وفيما يلي عرض لمخاطر تلك النزاعات المرحلة الى العام المقبل:
- الطموحات النووية لإيران: يبدو ان ايران التي تشهد اضطرابات سياسية منذ الانتخابات المتنازع عليها في يونيو لن تلتزم بالمهلة التي حددها لها الغرب وتنتهي في نهاية العام الحالي لكي تقبل اتفاقا ترسل طهران بموجبه اليورانيوم منخفض التخصيب إلى روسيا وفرنسا لإعادة معالجته قبل إعادته إلى إيران والذي يهدف الى تهدئة مخاوف دولية بشأن الهدف من برنامجها النووي.
وهذا سيمهد الساحة لكي تضغط الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون لكي تفرض الامم المتحدة عقوبات أكثر صرامة على طهران، وان كانت روسيا والصين اللتان تتمتعان بحق النقض (الڤيتو) في مجلس الامن الدولي قد تواصلان الاعتراض.
وتقول ايران انها ستتحدى العقوبات الاكثر صرامة لكن الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يحرص على تجنب حرب جديدة بينما جيشه مازال يقاتل في افغانستان والعراق قد يراها افضل وسيلة لمنع أي هجوم اسرائيلي على المواقع النووية الايرانية.
وتوجيه ضربة اسرائيلية لإيران ستؤخر على الارجح وهي في حال حصولها لن تدمر الامكانات النووية الايرانية بل ستزج بالولايات المتحدة في حرب اقليمية قد تهدد امدادات النفط العالمية.
- الانتخابات العراقية وخفض عدد القوات الاميركية: تلمس الطريق نحو مستقبل بدون القوات الاميركية وتوجه العراق نحو انتخابات برلمانية في السابع من مارس سينذر على الارجح بشهور من المشاحنات السياسية بشأن تشكيل حكومة جديدة وسط نزاعات لم تحل بشأن الاراضي والموارد والطاقة. واتفاقات النفط التي وقعت هذا الشهر فتحت رؤى بأن العراق سيتفوق في نهاية الامر على كل المنتجين باستثناء السعودية.
وشهد العنف تراجعا في الثمانية عشر شهرا الاخيرة، لكنه قد يزداد في الفترة السابقة على اول انتخابات عامة منذ 2005. والتفجيرات الكبيرة في الآونة الاخيرة لأهداف حكومية التي ألقي باللوم فيها على تنظيم القاعدة وأطراف اخرى تشير الى حجم التحديات التي تنتظر قوات الامن العراقية الناشئة.
تهدف واشنطن الى خفض مستويات قواتها في العراق الى 50 ألف فرد بحلول 31 اغسطس 2010 لإنهاء العمليات القتالية وسحب كل قواتها التي تبلغ الآن 115 الف جندي بحلول نهاية عام 2011. وتركت الخيار مفتوحا بشأن القيام بدور عسكري متفق عليه يتجاوز هذا الامر.
ويشار الى ان التوترات العربية ـ الكردية التي تركزت على مدينة كركوك المتنازع عليها ـ والتي تسيطر عليها الان قوات اميركية ـ قد تعيد العراق الى الحرب وربما تجتذب دولا مجاورة مثل تركيا أو ايران.
- أزمة اليمن تشد السعودية: يواجه اليمن تمردا للزيديين في الشمال ودعوات انفصال في الجنوب اضافة الى المتشددين من تنظيم القاعدة وأزمة مياه حادة وفقر وتراجع عائدات النفط.
القتال الشرس والمتواصل مع المتمردين الحوثيين منذ اغسطس زاد المخاوف من انزلاق اليمن الى الفشل وان يصبح ملاذا للمتشددين المعادين للسعودية والحلفاء الاميركيين الآخرين في منطقة الخليج المنتجة للنفط.
وهاجمت قوات سعودية الحوثيين بعد غارة للمتمردين عبر الحدود في نوفمبر لكن الصراع الذي ادى الى نزوح نحو 170 الف مدني مستمر. ويتهم اليمن ايران بدعم التمرد. ويقول مسؤولون اميركيون انهم ليست لديهم أدلة على ذلك.
وأعلن اليمن الذي يحرص على اظهار قوة جهود مكافحة الارهاب للحلفاء السعوديين والغربيين ان قواته قتلت ما يصل الى 30 متشددا من القاعدة في غارات وهجمات جوية يوم 17 ديسمبر الماضي.
وبشأن النزاع في اليمن تجدر متابعة:
ـ المشاركة السعودية المكثفة وتقديم مزيد من المساعدات الى اليمن من دول خليجية اخرى لمنع انهيار الدولة أو انفصال الجنوب.
ـ التراجع الاقتصادي رغم بدء صادرات الغاز في نوفمبر 2009 في بلد عربي يستشري فيه الفساد.
- تضاؤل آمال السلام الاسرائيلي - الفلسطيني: امكانات تحقيق تقدم نحو السلام تبدو قاتمة، حيث تسود الانقسامات القيادة الفلسطينية الضعيفة بالاضافة إلى وجود حكومة يمينية متشددة في اسرائيل ومؤشرات قليلة على مشاركة حاسمة للولايات المتحدة.