دافع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن قمته التاريخية مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ اون التي لاقت انتقادات واسعة في الداخل الأميركي باعتباره قدم «تنازلات» ضخمة، وبشر بأن بيونغ يانغ لم تعد تشكل تهديدا نوويا. وأطلق ترامب عدة تغريدات تشيد بالقمة وبشريكه «المفاوض الرائع» جونغ اون. وكتب على تويتر قائلا «يمكن للجميع أن يشعروا الآن بقدر أكبر من الأمان مقارنة بما كان عليه الحال في اليوم الذي توليت فيه المنصب. لم يعد هناك تهديد نووي من كوريا الشمالية. الاجتماع مع كيم جونغ أون كان تجربة مثيرة وإيجابية جدا. هناك إمكانيات هائلة تنتظر كوريا الشمالية في المستقبل!».
وأضاف أن كوريا الشمالية لم تعد «أكبر وأخطر مشكلة» بالنسبة للولايات المتحدة، غامزا من قناة سلفه باراك أوباما الذي سبق ووصف كوريا الشمالية بأنها أكبر وأخطر مشكلة لبلاده، مؤكدا أن «الأمر لم يعد كذلك وأتمنى للجميع نوما هادئا هذه الليلة»! وأكد في تغريدة اخرى، «وفرنا ثروة طائلة لتجنبنا الحرب طالما اننا نتفاوض بصدق». هذا، وأثنت وسائل الإعلام الرسمية في كوريا الشمالية على القمة باعتبارها «نجاحا مبهرا»، وركزت على ما وصفته بـ«تنازلات ترامب» واحتمال حلول عصر جديد من السلام والرخاء في شبه الجزيرة الكورية. وأفاد تقرير لوكالة الأنباء المركزية الكورية بأن ترامب عبر عن اعتزامه وقف المناورات العسكرية المشتركة مع كوريا الجنوبية، ونيته عرض ضمانات أمنية للشمال ورفع العقوبات عن بيونغ يانغ مع تحسن العلاقات بين الجانبين. وأكد ترامب أن الولايات المتحدة لن تجري المناورات العسكرية مع كوريا الجنوبية أثناء التفاوض مع جارتها الشمالية كبادرة حسن نية إزاء نزع السلاح النووي. وأضاف في مقابلة مع قناة فوكس نيوز في سنغافورة بعد القمة «إن هذا أمر جيد لعدد من الأسباب، إضافة إلى أننا سنوفر قدرا كبيرا من المال... فكما تعلمون هذه الأشياء مكلفة. أكره أن أبدو رجل أعمال لكني أواصل التساؤل: كم تتكلف؟». لكن السيناتور الجمهوري ليندزي غراهام اعتبر أن من «السخيف» أن تكون التكلفة هي السبب الذي دفع ترامب لوقف المناورات. وأضاف «نشر قوة هجومية في كوريا الجنوبية ليس عبئا على دافعي الضرائب الأميركيين.. إنه يجلب الاستقرار ويعد إنذارا للصين بأنه لا يمكنها السيطرة على المنطقة بأكملها». وكان الإعلان مفاجأة حتى لحكومة الرئيس الكوري الجنوبي مون جيه-إن في سيئول. لكن وكالة يونهاب للأنباء عادت وألمحت أمس إلى احتمال وقف هذه المناورات فعلا. ونقلت عن المكتب الرئاسي في كوريا الجنوبية إن وقف المناورات العسكرية المشتركة مع الولايات المتحدة قد يكون ضروريا لتسهيل المحادثات الخاصة بنزع سلاح كوريا الشمالية النووي. أما المنتقدون للقمة في الداخل فيعتبرون أن الرئيس الأميركي تخلى عن أمور كثيرة في اجتماع منح الزعيم الكوري الشمالي شرعية دولية بعد أن كان منعزلا تماما. وتتهم جماعات حقوقية بلاده بارتكاب انتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتخضع البلاد لعقوبات من الأمم المتحدة بسبب برامجها النووية والصاروخية. ومن بين المشككين بمخرجات القمة اعربت اليابان عن قلقها من اعلان ترامب وقف المناورات مع كوريا الجنوبية، حيث قال وزير الدفاع الياباني إيتسونوري أونوديرا إنه رغم تعهد كوريا الشمالية بالتخلي عن السلاح النووي، إلا أنها لم تتخذ خطوات ملموسة وإن اليابان لن تتخلى عن الحذر. وتابع «يعود القرار للولايات المتحدة وكوريا الجنوبية بشأن مناوراتهما المشتركة لكننا لا ننوي تغيير مناوراتنا المشتركة مع الولايات المتحدة». ومن جهته، أعرب الكرملين عن ترحيبه بقمة سنغافورة. ونقلت وكالة «سبوتنيك» الروسية عن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسي، دميتري بيسكوف، للصحافيين، إن الكرملين يرحب بالقمة التي جمعت ترامب وكيم جونغ أون، مشيرا إلى أن مثل هذه اللقاءات من شأنها خفض التوتر في شبه الجزيرة الكورية وإبعاد الأوضاع فيها عن النقطة الحرجة.