عواصم - وكالات: تقدمت قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية في اليمن نحو ميناء مدينة الحديدة لتحريره من قبضة الميليشيات الحوثية، بعدما تمكنت هذه القوات بإسناد من التحالف العربي لدعم الشرعية من السيطرة على مطار الحديدة.
وقال قائد قوات التحالف في الساحل الغربي لليمن العميد الركن الاماراتي عبد السلام الشحي، «تم تحرير مطار الحديدة»، مضيفا «تم تطهير المطار بالكامل والسيطرة عليه».
وفي شريط فيديو نشرته وكالة أنباء الإمارات الرسمية «وام» على حسابها على موقع تويتر، امس اوضح الشحي أنه: «تم تحرير مطار الحديدة بمشاركة ألوية العمالقة وبإسناد من قوات التحالف»، مشيرا إلى أنه «تم تطهير المطار بالكامل من الحوثيين والسيطرة عليه».
وأشار إلى أن القوات اليمنية تواصل تقدمها وعملياتها حسب المخطط الموضوع حتى تحرير مدينة الحديدة بالكامل.
وأكد مصدر عسكري في قوات الشرعية لوكالة «فرانس برس» السيطرة على المطار، وأعلن عن انتقال المواجهات الى شارع الكورنيش المؤدي نحو ميناء الحديدة، على بعد نحو ثمانية كيلومترات.
وبحسب المصدر، فان ميليشيات الحوثيين تمركزوا وسط الاحياء الجنوبية والغربية في المدينة لمنع قوات الشرعية من التقدم نحو الميناء الاستراتيجي للمدينة الساحلية.
من جهته، أكد المتحدث باسم التحالف العربي دعم الشرعية في اليمن العقيد تركي المالكي، أن العمل مستمر مع الحكومة اليمنية لإعادة الاستقرار إلى الحديدة. وقال المالكي إن تطورات كبيرة ستحصل على جبهة الحديدة بعد تحرير مطارها بالكامل، لافتا إلى أن التحالف يعمل على كل المحاور للضغط على الميليشيات والقبول بالحل السياسي.
وأشار إلى أنه لا توجد خسائر بشرية في معركة تحرير مطار الحديدة، كاشفا عن أن الميليشيات تستخدم المدنيين دروعا بشرية بما يخالف القوانين الدولية.
وقال: «إن الحوثيين يمنعون خروج المواطنين من الحديدة ويستخدمونهم كدروع بشرية، كما يستخدمون المساجد والأحياء السكنية».
وعن الممارسات الحوثية ضد المدنيين، قال الناطق باسم التحالف، إن «ميليشيا الانقلاب تستخدم المساجد والأحياء السكنية في الحديدة، ويمنعون
خروج المواطنين من الحديدة ويستخدمونهم كدروع بشرية».
وأشار إلى أن التحالف لديه خطط إنسانية وتنموية لما بعد تحرير الحديدة، مؤكدا استمرار العمل مع الحكومة اليمنية لإعادة الاستقرار للمدينة، مشددا على أن لدى التحالف خططا إنسانية وتنموية لما بعد تحرير الحديدة.
وبالتزامن، شن طيران التحالف غارات على مخازن أسلحة وتعزيزات ومواقع تتمركز فيها بعض ميليشيا الحوثي في أماكن مرتفعة عن حرم مطار الحديدة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية عن مصادر عسكرية قولها «إن طيران التحالف العربي قصف مخازن الأسلحة التابعة لميليشيات الحوثي وعددا من المواقع المرتفعة عن حرم مطار الحديدة»، مشيرا إلى أن الميليشيات سعت خلال اليومين الماضيين إلى تخزين السلاح في أماكن قريبة من المطار ووضعت الكثير من الألغام في الطرقات ونشرت قناصيها في المباني العالية والمرتفعة عن مطار الحديدة.
وأفادت مصادر طبية يمنية في محافظة الحديدة بأنه في الـ 48 ساعة الماضية، وصلت جثث 156 متمردا حوثيا الى مستشفيات المحافظة، بينما اصيب العشرات من المتمردين في معارك في محيط وداخل المطار. وفي هذه الاثناء، كتب وزير الدولة للشؤون الخارجية الاماراتي انور قرقاش «تحرير الحديدة هو بداية النهاية للحرب» مؤكدا ان «الخيار في اليمن هو بين الدولة والميليشيا وبين النظام والعنف وبين السلام والحرب».
واضاف في تغريدة على حسابه على موقع تويتر باللغة الانجليزية أمس«لا يمكن لـ 3% من اليمنيين ان يتحكموا بمصير الامة». وكانت قوات الشرعية قد دخلت امس الاول مطار الحديدة الواقع جنوبي المدينة بعد نحو اسبوع من المعارك عند أطرافه، في وقت بدت المدينة الاستراتيجية وكأنها تستعد لحرب شوارع مع تراجع فرص التوصل الى تسوية تجنب المدينة المعارك.
وستمثل السيطرة على الحديدة التي يسكنها نحو 600 ألف شخص، في حال تحققت، أكبر انتصار عسكري لقوات الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا في مواجهة الانقلابيين الحوثيين، منذ استعادة هذه القوات خمس محافظات من أيدي الحوثيين في 2015.