- يلدريم: عقوبات الولايات المتحدة تتحول إلى حرب اقتصادية عالمية
ندد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس بـ «التهديدات» الأميركية بشأن القس الأميركي المعتقل، التي أدت إلى تصعيد الخلافات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي وساهمت في تراجع الليرة التركية بشكل سريع.
وقال اردوغان أمام تجمع في مدينة أونيه المطلة على البحر الأسود «من الخطأ التجرؤ ومحاولة إخضاع تركيا عبر إطلاق التهديدات من أجل قس». وأضاف «أخاطب أولئك في أميركا مجددا: عار عليكم، عار عليكم. تستبدلون شريككم الاستراتيجي في الحلف الأطلسي بقس».
وفي افتتاحية في صحيفة «نيويورك تايمز» تحت عنوان «كيف ترى تركيا الأزمة مع الولايات المتحدة» أمس، حذر ادروغان من أن شراكة الولايات المتحدة مع تركيا قد تكون في خطر بعد فرض عقوبات أميركية سرعت تراجع الليرة إلى مستوى قياسي مقابل الدولار.
ومع بلوغ العلاقات بين البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي «الناتو» أدنى مستوى لها منذ عقود على خلفية عدة مسائل بينها اعتقال أنقرة للقس الأميركي آندرو برانسون اثر تهم تتعلق بالإرهاب، أكد اردوغان أن بلاده قد تبدأ بالبحث عن حلفاء جدد.
وكتب «إذا لم تبدأ الولايات المتحدة باحترام سيادة تركيا وإثبات أنها تتفهم المخاطر التي تواجهها بلادنا، فقد تكون شراكتنا في خطر».
وأضاف «على الولايات المتحدة التخلي عن الفكرة الخاطئة بأن علاقتنا قد تكون غير متكافئة وأن تدرك حقيقة أن لدى تركيا بدائل قبل فوات الأوان».
وتابع أن «الفشل في التراجع عن هذا التوجه أحادي الجانب والذي يفتقد الاحترام سيدفعنا إلى البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد».
وذكر أن تركيا والولايات المتحدة شريكان استراتيجيان وحليفان في الناتو منذ 60 عاما، وأنهما جابها معا الصعوبات المشتركة في فترة الحرب الباردة وما بعدها.
وأضاف: «هرعت تركيا لمساعدة الولايات المتحدة في كل وقت على مدى أعوام.. قواتنا قاتلت معهم في كوريا»، مشيرا إلى أن إدارة كينيدي تمكنت في 1962، من إقناع السوفييت بسحب صواريخهم من كوبا، مقابل سحب صواريخ جوبيتر الأميركية من إيطاليا وتركيا.
وأشار إلى أن بلاده أرسلت قواتها إلى أفغانستان من أجل إنجاح مهمة الناتو، عندما كانت الولايات المتحدة تنتظر أصدقاءها وحلفاءها من أجل الرد على من نفذوا هجمات 11 سبتمبر الإرهابية.
وتلقى أردوغان دعما قويا من زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي أكبر أحزاب المعارضة، كمال قليجدار أوغلو قال فيه: «كل تغريدة لترامب تمس كرامة شعبنا، وهذا أمر غير صائب ولا نقبله إطلاقا.. كما لا نقبل من دولة نعدها حليفة لنا أن تتعامل مع تركيا بأسلوب عدائي».
جاء ذلك في مؤتمر صحافي بمدينة إسطنبول أمس، أكد فيه على أهمية تطابق الرؤى وإجماعها في تركيا حيال تغريدات ترامب ضد تركيا.
ولفت أوغلو إلى أهمية بذل مزيد من الجهود من أجل تخطي هذه المشكلة، قائلا إن الطريق لحلها هو اتباع سياسة تتصف بالعزيمة والصبر والاتزان.
وقدم مجموعة من المقترحات من أجل حل المشاكل العالقة بين أنقرة وواشنطن، ومنها دعوته لتغيير السياسات الخارجية بنسبة 180 درجة، والابتعاد عن الألفاظ العدائية، وعدم وجود مصطلحي دولة صديقة ودولة عدوة في السياسية الخارجية بل «مصالح مشتركة».
من جهته، حذر رئيس البرلمان التركي، بن علي يلدريم من تحول «العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة إلى حرب اقتصادية عالمية».
وأضاف يلدريم في تغريدة له نشرها في حسابه على موقع «تويتر»، أن «المواقف العدائية التي استهدفت إيران ثم روسيا والآن تركيا في منطقة أوراسيا الواعدة، لن تعيق التعاون والتضامن بين دولنا».