تبنت حركة طالبان الهجوم النوعي الذي نفذه انتحاري في قاعدة عسكرية أجنبية بأفغانستان أمس الاول وأسفر عن مقتل 8 من رجال وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي.آي.ايه).
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد لرويترز إن مسؤولا عسكريا أفغانيا فجر سترة ناسفة خلال اجتماع لمسؤولي وكالة المخابرات المركزية في إقليم خوست بجنوب شرق البلاد.
وكتب يقول في رسالة بالبريد الالكتروني «هذا الهجوم القاتل نفذه فرد شجاع من الجيش الأفغاني حين كان مسؤولو المخابرات الأميركية منشغلين بالبحث عن معلومات عن المجاهدين» وأوقع هذا الهجوم أكبر عدد من القتلى في صفوف الـ «سي.آي.ايه»، وكان الأكثر جرأة خلال الحرب ويبرز المدى الذي وصلت اليه عمليات طالبان وقدرتها على التنسيق في وقت بلغ فيه العنف أعلى مستوى منذ الإطاحة بحكومتها عام 2001، كما كان ثاني هجوم يشنه فرد من الجيش الأفغاني خلال يومين على القوات الأجنبية التي من المفترض أن تدربه مما ألقى بظلال من الشك على خطط لتعزيز الجيش والشرطة الأفغانية لإتاحة الفرصة لعودة تلك القوات لأوطانها في نهاية الأمر.
وعندما سئل مجاهد المتحدث باسم طالبان عن كيفية تمكن الانتحاري من شن الهجوم على قاعدة عسكرية أجنبية أجاب «بما أن الرجل كان ضابطا فلم يواجه صعوبة تذكر»، وقال مسؤلو دفاع اميركيون إن عدة أشخاص أصيبوا أيضا خلال التفجير لكن لا يوجد من ضمن القتلى جنود من القوات الأميركية أو قوات حلف شمال الأطلسي.
بدورها أقرت وكالة المخابرات المركزية الأميركية أن سبعة من العاملين فيها قتلوا كما أصيب ستة آخرون في هجوم على قاعدة في أفغانستان أمس الأول.
وقالت الوكالة في بيان إنها لن تكشف عن أسماء القتلى ولن تقدم تفاصيل عما كانوا يفعلونه لصالح الوكالة مشيرة إلى «حساسية مهمتهم وغيرها من العمليات الأخرى المستمرة».
مقتل 5 كنديين بينهم صحافية
بموازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الكندية أن 5 كنديين وهم 4 جنود وصحافية قتلوا عندما أصابت قنبلة السيارة المدرعة التي كانت تقلهم في إقليم قندهار بجنوب البلاد، واستهدف التفجير الذي وقع على بعد 4 كيلومترات خارج قندهار الدورية بينما كانت تتفقد مشاريع إعادة إعمار، وكانت الصحافية الكندية القتيلة وهي ميشيل لانج (34 عاما) في مهمة تابعة لخدمة «كان وست» الإخبارية. وكانت تقوم بأول مهمة لها في أفغانستان وكانت موجودة هناك منذ 11 ديسمبر، وهي ثالث ضحـية من الصحافيين الذين يلقون حتفهم في أفغانستان هذا العام.
وبهذا الهجوم الذي تبنته طالبان ايضا يرتفع عدد القتلى من الجيش الكندي في أفغانستان إلى 138 قتيلا. وأرسلت كندا قوة قوامها 2800 فرد إلى أفغانستان لكن هذه المهمة أصبحت لا تلقى مساندة شعبية بشكل متزايد من الكنديين ومن المقرر سحبها في نهاية 2011.
مقتل مدنيين في غارة جوية
الى ذلك، قال متحدث باسم حاكم إقليم هلمند إن غارة جوية شنتها القوات الأجنبية في الإقليم أمس الاول أسفرت عن مقتل مدنيين لكن عدد الضحايا مازال غير معروف.
وقال داود أحمدي «نصبت طالبان كمينا لدورية تابعة للقوات الأجنبية. وبعد نصب الكمين قصفت طائرات المنطقة مما سبب سقوط قتلى من المدنيين». ولم يذكر المزيد من التفاصيل.
وأضاف أن المسؤولين مازالوا يتحرون الأمر لمعرفة عدد القتلى في الهجوم الذي وقع على مشارف لشكركاه عاصمة إقليم هلمند وهو من معاقل مقاتلي طالبان.
ورفض مسؤول صحافي للقوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي(الناتو) التعقيب على الحادث على الفور.
لاڤروڤ يشارك في مؤتمر لندن
من جهة اخرى، أعلن الناطق الرسمي بلسان وزارة الخارجية الروسية أندري نيستيرينكو أن وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف سيشارك في مؤتمر لندن الدولي حول أفغانستان المزمع عقده في 28 يناير 2010. وأضاف نيستيرينكو أن بريطانيا وأفغانستان ستترأسان المؤتمر الذي دعيت 61 دولة و7 منظمات دولية للمشاركة فيه حسبما ذكرت وكالة أنباء نوفوستي الروسية. وأشار إلى أن لاڤروڤ سيمثل روسيا التي تعد مشاركا فعالا على صعيد جهود المجتمع الدولي الهادفة إلى تحقيق الاستقرار على الساحة الأفغانية.