تعقدت الازمة الايرانية الداخلية بين المعارضة والنظام وخاصة بعد احداث عاشوراء، وهذا ما جعل ابرز زعماء المعارضة مير حسين موسوي امس يؤكد استعداده «للشهادة» في معركته ضد اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد، مطلقا في الوقت نفسه مبادرة لحل الأزمة الراهنة من خمس نقاط «أن تعلن الحكومة مسؤوليتها أمام الشعب والبرلمان والسلطة القضائية وأن تعمل في إطار القانون، وإعداد قانون للانتخابات يضمن منافسة انتخابية نزيهة وعادلة، والافراج عن جميع السجناء وإعادة الاعتبار لهم، وضمان حرية الصحافة والتعبير والسماح للصحف الموقوفة بالعودة مجددا للعمل في أجواء صحية، والاعتراف بحق الشعب في التجمعات القانونية والسماح لأحزاب بالعمل الحر وفق القانون».
كما نفى موسوي ان يكون المحتجون على نتيجة الاقتراع الرئاسي الذي جرى في 12 يونيو يتحركون بالتواطؤ مع الغرب، واكد انهم «اوفياء للدستور»، اي لا يسعون الى قلب النظام.
وكتب رئيس الوزراء الاسبق في بيان هو الاول منذ التظاهرات العنيفة التي جرت في عاشوراء «لا ارفض فكرة ان اصبح شهيدا مثل الذين قدموا هذه التضحية بعد الانتخابات لتلبية مطالبهم الوطنية والدينية».
واضاف موسوي الذي كان ابن شقيقه احد ثمانية اشخاص قتلوا في التظاهرات المعادية للحكومة التي جرت خلال عاشوراء ان «دمي ليس اغلى من دمائهم».
وكتب موسوي «اقول بوضوح وعلنا ان الاوامر باعدام او قتل او سجن كروبي (مهدي كروبي زعيم اخر في المعارضة) وموسوي واشخاص مثلنا لن تساهم في تسوية المشكلة».
وكان رجل الدين النافذ عباس فائز طبسي قد صرح الثلاثاء بأن قادة المعارضة في ايران «اعداء الله» ويستحقون الموت طبقا للشريعة.
ودعا موسوي الرئيس احمدي نجاد الى وقف القمع للخروج من «الازمة الخطيرة» التي تواجهها البلاد.
وقال انه على الحكومة «تحمل مسؤولياتها تجاه المشاكل التي خلقتها في البلاد»، مطالبا خصوصا «باطلاق سراح السجناء السياسيين والاعتراف بحق الشعب في التجمع».
وتابع: «اقول بوضوح انه طالما ليس هناك اعتراف بوجود ازمة خطيرة في البلاد فليست هناك امكانية للخروج من المشاكل»، داعيا الى «حكومة تتسم بالنزاهة والرأفة تعتبر تعدد اراء واصوات الشعب فرصة وليس تهديدا».
واكد موقع «كلمة.اورغ «ان موسوي موجود في بيته في احد احياء طهران وانه لم يغادره منذ عدة ايام، نافيا ما اعلنته وكالة الانباء الرسمية مساء الاربعاء عن رحيله الى شمال ايران مع كروبي.
ورفض زعيم المعارضة اتهامات السلطات له ولحركة الاحتجاج بالتواطؤ مع الغرب.
وقال موسوي «لسنا اميركيين ولا بريطانيين. لم نوجه حتى الآن اي رسالة الى قادة دول كبرى» في اشارة الى رسالة وجهها احمدي نجاد الى الرئيس الاميركي باراك اوباما بعد انتخابه في نهاية 2008.
واضاف «اعتقد انه من الضروري ان نؤكد انه لدينا في الحركة الخضراء هوية اسلامية ووطنية ونعارض اي هيمنة اجنبية. نحن اوفياء للدستور»، نافيا بذلك ان تكون المعارضة لنتيجة الانتخابات الرئاسية تحولت الى حملة لقلب النظام.