واشنطن ـ أحمد عبدالله
قال قائد القوات الاميركية في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال ان قوات حلف شمال الاطلسي «لا تتقدم حاليات نحو اي انتصار بعد الا انها ستفعل وسوف تنتصر في نهاية المطاف».
ورفض ماكريستال في تصريحات ادلى بها في كابول واذيعت في واشنطن اول من امس ان يحدد ما يقصده بعبارة «نهاية المطاف» او المدى الزمني الذي ستستغرقه المواجهات المسلحة مع حركة طالبان.
وفسر ماكريستال ذلك بقوله «لا توجد لدي طريقة لتحديد المدى الزمني لتحقيق الانتصار وليس لدي تعريف لهذا الانتصار. الشعب الافغاني هو الذي سيحدد الامرين. وفي كل الاحوال فانني اعتقد انه خلال 18 شهرا سنتمكن من قلب اتجاه الزخم والمكاسب التي يحققها المتمردون».
وقال ماكريستال «لا اتفق مع من يقولون ان حركة طالبان تشكل تهديدا لوجود الحكومة الافغانية. ثمة مبالغات كثيرة في قدرات الحركة ولكنها لا تهدد وجود الحكومة المركزية او الشعب الافغاني».
وقال الجنرال ان المنطقة التي ستحدد مسار الامور في المواجهة في افغانستان هي المثلث الجنوبي الذي يبدأ من نهر هلمند ثم شرقا الى قندهار وجنوبا الى مدينة سبين بولداك على الحدود الافغانية ـ الباكستانية. وشرح ماكريستال ذلك بقوله «المنطقة تسكنها اغلبية كبيرة من الباشنون وقد كانت تاريخيا معقل طالبان».
وتابع «ان تلك المنطقة تتسم بأهمية اقتصادية كبيرة اذ ان بها نحو 85% من سكان محافظتي هلمند وقندهار. واذا ما تمكنا من ضرب طوق امني مثل حدوة الحصان لحماية الاهالي من طالبان فان تلك المنطقة ستتحول الى مركز اقتصادي وسياسي هام من شأنه ان يغير الكثير».
وكان ماكريستال قد قال من قبل ان خطته التي عرضها على البيت الابيض في اكتوبر الماضي تنص على تدريب 400 الف عنصر امني افغاني في القوات المسلحة والشرطة. غير ان البيت الابيض خفض الرقم بعد وصفه بانه مبالغ فيه. واقر ماكريستال بان ادارة الرئيس باراك اوباما «ادخلت تعديلات على الخطة الاصلية». غير ان ماكريستال اوضح انه يتفق تماما مع رؤية الادارة.
وشرح الجنرال ذلك بقوله «الرقم الذي سندربه تغير ولكن الرقم النهائي سيتحدد خلال مشوارنا وبصورة مرنة». وكانت تقارير اميركية قد اشارت الى ان القوات الاميركية بدأت دون ابطاء عملية تشكيل قوات الامن الافغانية. وقالت تلك التقارير ان قوات حلف ناتو تعتزم وضع خطة عاجلة لتسليم المسؤوليات الامنية الى القوات الافغانية بدءا بالمناطق الاقل تعرضا لعمليات طالبان.
الى ذلك، وصف كاي إيدي الممثل الخاص للأمم المتحدة في أفغانستان رفض البرلمان الأفغاني لثلثي أعضاء حكومة الرئيس حامد كرزاي بـ «النكسة السياسية». ونقل راديو هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) امس عن إيدي قوله إن قرار البرلمان سيطيل مدة غياب حكومة تؤدي مهامها.