أعلن مسؤولون في الإدارة الأميركية ان المسافرين الواصلين إلى الولايات المتحدة من 14 دولة بينها باكستان والسعودية ونيجيريا واليمن سيخضعون للتفتيش الذاتي المكثف عبر أجهزة الكشف الكامل للجسد بدءا من أمس على خلفية محاولة تفجير طائرة الركاب الأميركية في ديترويت التي تبنتها القاعدة.
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المسؤولين أن من سيخضع لهذا التفتيش الخاص هم المسافرون الذين يحملون جوازات سفر أو ينتقلون على متن رحلات آتية أو تمر عبر دول مدرجة على أنها «دول راعية للإرهاب» على حد قول الصحيفة، وهي كوبا وإيران والسودان وسورية.
أما الدول الـ 10 من الدول الأخرى «ذات الاهتمام» التي تعاني من وطأة الإرهاب فتضم 7 دول عربية هي: الجزائر والعراق ولبنان وليبيا والسعودية والصومال واليمن، إلى جانب 3 دول أخرى هي: أفغانستان ونيجيريا وباكستان.
وأشارت الصحيفة إلى أن هؤلاء المسافرين سيخضعون للتفتيش الذاتي عبر أجهزة متطورة بينها أجهزة الكشف الكامل للجسد في الدول المتوافرة لديها أو عبر أجهزة أخرى تكشف آثار المتفجرات إضافة إلى تفتيش مضاعف لحقائبهم.
ولفت المسؤولون إلى أن المسافرين الآخرين المتجهين إلى الولايات المتحدة سيخضعون لمثل هذه الإجراءات لكن بشكل عشوائي أو في حال وجود أي شك بأحدهم. كذلك أعطى رئيس الحكومة البريطانية غوردون براون أمس الأول الضوء الأخضر لوضع أجهزة لفحص الجسم بالكامل في المطارات البريطانية فيما كانت هولندا أعلنت الأسبوع الفائت أنها ستبدأ استخدام هذه الأجهزة على المسافرين المتجهين إلى الولايات المتحدة.
ويلاحظ أنه باستثناء كوبا، فإن باقي الدول إما عربية أو إسلامية.
مسؤول آخر في وزارة الخارجية الأميركية أوضح لـ «سي.ان.ان»، رافضا الكشف عن هويته نظرا لحساسية طبيعة المعلومات، ان الدول المدرجة في القائمة هي أماكن «حيث توجد لدينا مخاوف بشأن وجود تنظيمات مرتبطة بتنظيم القاعدة».
وشارك في وضع هذه القائمة كل من وزارة الخارجية الأميركية ووزارة الأمن الداخلي والوكالات والأجهزة الاستخباراتية الأخرى.
وبخلاف الإجراءات السابقة التي اتخذتها إدارة أمن النقل والمواصلات الأميركية، فإن الإجراءات الأخيرة ليست محددة بمدة زمنية، ومن المقرر أن يستمر العمل بها إلى أجل غير مسمى، رغم أن الإدارة ستجري بين الفينة والأخرى عملية مراجعة وتقييم لهذه الإجراءات بما يتفق ومعلومات أمنية واستخباراتية جديدة، بحسب ما كشف عنه مصدر فيدرالي في مكافحة الإرهاب لـ «سي.ان.ان».
وقالت التعليمات، الموجهة إلى كل شركات الطيران المحلية (الأميركية الداخلية) والدولية، ان أي شخص يسافر إلى الولايات المتحدة الأميركية جوا «من دول راعية للإرهاب أو دول أخرى ذات علاقة، أو يمر بها، مطالب بالخضوع لإجراءات التفتيش والتدقيق الصارمة».
جاء ذلك قبل إعادة فتح المحطة «أ» في مطار «نيوارك ليبرتي» الدولي بولاية نيوجيرسي الأميركية بعد ساعات على إغلاقه إثر تسجيل خرق أمني سببه رجل سار باتجاه خاطئ ودخل منطقة محظورة ولم يخضع للتفتيش عند إحدى نقاط الخروج.
وأفادت صحيفة «ذي ستار ليدغر» الأميركية ان عملية إعادة تفتيش الركاب الذين منعوا من السفر استؤنفت وقسموا إلى مجموعات من 25 شخصا.
وأكدت الصحيفة ان تحقيقات جرت للتعرف على هوية الرجل. وكانت السلطات أقفلت المحطة بعدما خرق الرجل الإجراءات فبدأت عملية بحث عنه.
وأكدت الإدارة انه لم يسمح لأي طائرة بمغادرة المحطة وبقي آلاف الركاب عالقين وأعيدوا إلى الخارج لإعادة تفتيشهم.
وقالت المتحدثة باسم الإدارة آن ديفيس ان السلطات راجعت كل كاميرات المراقبة ولكنها ليست واثقة مما اذا كان الرجل تخطى الحاجز ثم خرج أو انه لم يخضع أبدا للتفتيش.