بيروت ـ محمد حرفوش
تعاني جبهة العمل الاسلامي حالة من الارباك والبلبلة، وسط خلافات داخلية كانت قد تفاقمت في اعقاب وفاة مؤسسها فتحي يكن، وتركزت على مسائل تتصل بكيفية تعاطيها مع المستجدات السياسية الداخلية في لبنان، اضافة الى الشكل التنظيمي لادارة عمل الجبهة في المرحلة المقبلة، حيث تم اعتماد منذ غياب يكن اسلوب القيادة الجماعية، ما يعكس صراعا داخليا على رئاسة الجبهة التي تأسست في اغسطس 2006، وهي تضم، حركة التوحيد الاسلامي بقيادة الشيخ بلال شعبان، مجلس القيادة برئاسة هاشم منقارة، لقاء الجمعيات والشخصيات الاسلامية برئاسة الشيخ عبدالناصر جبري، مجموعة قوات الفجر المنشقة عن الجماعة الاسلامية برئاسة عبدالله الترياقي، اضافة الى العديد من المشايخ والشخصيات الاسلامية في مختلف المناطق.
وقد اهتزت الاوضاع داخل الجبهة، حين اقامت احتفالين في عكار، الاحتفال الرسمي من تنظيم رئيس مكتب عكار ماهر عبدالرزاق، واحتفال مــواز اقامه الشيخ هاشم منقارة في برقايل (عكـــار ايضا) حضره الشيخ عبدالناصر جبـــري، وهذا ما يؤشر الى الخلافات المكبوتة بين اطراف وشخصيات الجبهة، وتردد ان بعض قيادييها يتهم آخرين بمحاولة استغلال الخلافات الداخلية للوصول الى تكريسه او تسميته رئيسا.
واشارت المعلومات الى تجاذبات تتركز ايضا على ملف الجبهة المالي، حيث يسعى كل طرف الى زيادة موازنته الخاصة من اموال الجبهة العامة، وعلى ملكية جريدة «الثبات» الناطقة باسمها.
وتحدثت المعلومات عن دخول حزب الله وجهات اقليمية على خط استيعاب تلك الخلافات لمنع انزلاقها الى حدود الانشقاق، وذلك عبر التمني بابقاء القيادة الجماعية لتسيير اوضاع الجبهة حاليا، وتأجيل البحث في موضوع رئاستها، بانتظار التوافق على آلية وتصور موحد حيال هذا الموضوع.