قال الرئيس المصري محمد حسني مبارك امس ان مصر تتعرض لحملات هجوم من قوى عربية واقليمية لم يسمها فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، محذرا من ان بلاده قادرة على الهجوم على هذه القوى بالمثل.
ورفض مبارك في كلمته امس بمناسبة عيد الشرطة الجدل الدائر حول الإنشاءات التي تقيمها مصر على الحدود مع قطاع غزة واعتبرها من مظاهر سيادة البلاد ولا تقبل الجدل فيها «مع احد ايا كان».
وقال «رغم جهود مصر المتواصلة لإحياء عملية السلام ولتحقيق الوفاق الفلسطيني فإننا نتعرض لحملات مكشوفة من قوى عربية وإقليمية لم تقدم يوما ما قدمته مصر لفلسطين وشعبها وتكتفي بالمزايدة بالقضية الفلسطينية والمتاجرة بمعاناة الفلسطينيين».
وتابع «لدينا من المعلومات الموثقة الكثير والذين يقومون بهذه الحملات وينظمون مهرجانات الخطابة للهجوم على مصر في دولة شقيقة بيوتهم من زجاج ولو شئنا لرددنا لهم الصاع صاعين لكننا نترفع عن الصغائر».
واضاف مبارك «إننا قد نصبر على حملات التشهير والتطاول ولكن ما لا نقبله ولن نقبله هو الاستهانة بحدودنا أو استباحة أرضنا أو استهداف جنودنا ومنشآتنا».
واكد أن «مصر لا تقبل الضغوط أو الابتزاز ولا تسمح بالفوضى على حدودها أو بالإرهاب والتخريب على أرضها».
وتابع «يقولون إن ما حدث في العريش وفي رفح سحابة صيف. وأقول لهم ما أكثر سحابات الصيف في تعاملكم معنا وما أكثر ما نلاقيه منكم من مراوغة ومماطلات وأقوال لا تصدقها الأفعال وتصريحات ومواقف متضاربة ترفع شعارات المقاومة وتعارض السلام. فلا هم قاوموا ولا سلاما صنعوا».
واضاف مبارك إن «الإنشاءات والتحصينات على حدودنا الشرقية عمل من أعمال السيادة المصرية لا نقبل أن ندخل فيه في جدل مع أحد أيا كان أو أن ينازعنا فيه أحد كائنا من كان».
وقال «إنه حق مصر الدولة بل وواجبها ومسؤوليتها وهو الحق المكفول لكل الدول في السيطرة على حدودها وتأمينها وممارسة حقوق سيادتها تجاه العدو والصديق والشقيق على حد سواء».
من جهة أخرى، أكد مبارك أنه لا يسمح بأي تهاون فيما يتعلق بأمن مصر القومي، قائلا: «مخطئ من يتغاضى عن تصاعد النوازع الطائفية من حولنا في المنطقة العربية وافريقيا والعالم».
وحذر مبارك في الكلمة التي ألقاها بأكاديمية مبارك للأمن «من مخاطر المساس بوحدة الشعب والوقيعة بين مسلميه وأقباطه»، مؤكدا عدم تهاونه «مع من يحاول النيل منها أو الإساءة اليها».
ودعا مبارك إلى «ضرورة توجيه خطاب ديني مستنير من رجال الازهر والكنيسة يدعمه نظام تعليمي والإعلام والكتاب والمثقفون ليؤكد قيم المواطنة وأن الدين لله والوطن للجميع».
وأكد أن التصدي للإرهاب والتطرف والتحريض الطائفي يمثل تحديا رئيسيا لأمن مصر القومي، لكنه ليس التحدي الوحيد الذي نواجهه في منطقتنا والعالم من حولنا.