قبل يومين من «الاجتماع الدولي» حول اليمن الذي تستضيفه لندن غدا اعلن قائد التمرد الزيدي في شمال اليمن، عبدالملك الحوثي في شريط صوتي بث أمس، الانسحاب الكامل من الأراضي السعودية التي سيطر عليها المتمردون منذ نوفمبر الماضي، ووقف العمليات ضد المملكة.
وقال الحوثي فيما وصفه بـ «المبادرة» تجاه السعودية «نعلن قيامنا بالانسحاب الكامل من كل المواقع السعودية».
في غضون ذلك، تجتمع 21 دولة بينها الولايات المتحدة غدا في لندن للتأكيد على دعم اليمن في جهوده ضد تنظيم القاعدة الذي تبنى محاولة تفجير طائرة اميركية اثناء رحلة بين امستردام وديترويت يوم عيد الميلاد.
واطلقت لندن على اللقاء اسم «اجتماع دولي» للدلالة على مكانته التي لا ترقى الى مستوى «قمة» او حتى «مؤتمر»، وهو لن يستمر الا نحو ساعتين وليس من المفترض ان يصل الى نتائج ملموسة.
أما الهدف المعلن للقاء فهو تأكيد «الدول الصديقة» دعمها وتضامنها مع اليمن في حربه الصعبة ضد الإرهاب.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية ان اجتماع لندن سيتطرق الى «المساعدة التي يجب تقديمها للحكومة اليمنية من اجل تحسين وضع الأمن واستئصال القاعدة فضلا عن تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية».
ويعقد الاجتماع حول اليمن في ظل تدابير امنية مشددة آخرها رفع بريطانيا مستوى الإنذار من مخاطر وقوع اعمال ارهابية من «مرتفع» الى «خطير»، وهو مستوى الخطورة الرابع على سلم من 5 مستويات.
وستتمثل الولايات المتحدة في الاجتماع على الارجح بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون، كما سيتمثل الاتحاد الاوروبي والدول المجاورة لليمن لاسيما مجلس التعاون الخليجي.
اما اليمن فسيتمثل برئيس الوزراء علي محمد مجور الذي سيؤكد لمحادثيه تصميم صنعاء على محاربة القاعدة وهو يأتي الى لندن متسلحا ببعض الانجازات على الارض أبرزها مقتل القائد العسكري للتنظيم في غارة نفذها الطيران اليمني.
بدوره، اتهم وزير خارجية اليمن ابو بكر القربى مرجعيات شيعية خارج وداخل ايران بدعم الحوثيين في اليمن محملا حكومة طهران مسؤولية الدعم من داخل إيران.
وقال القربى في مقابلة مع صحيفة «الحياة» السعودية أمس «ان من يدعم الحوثيين بالمال هم مراجع شيعية داخل ايران وخارجها».
وأشار إلى أنه «بالنسبة الى المراجع الشيعية داخل إيران فالحكومة الايرانية تتحمل المسؤولية لانه لا يمكن ان يقبل ان تكون هناك مصادر لتمويل المتمردين او الارهابيين من اي دولة من الدول».
وقال القربى ان اليمن يطلب المعونة فيما يتعلق بالقاعدة وفيما يتعلق بالتنمية «لكن في القضايا الداخلية نحن ننظر الى معالجتها.
من جانبها نقلت أسبوعية «الميثاق» الرسمية الصادرة امس عن نائب وزير التخطيط اليمني هشام شرف قوله ان احتياجات التنمية في اليمن تحتاج إلى 50 مليار دولار خلال السنوات العشر المقبلة لتصبح دولة تحقق التنمية وتحسن الخدمات الأساسية لمواطنيها.
وأضاف «أن مؤتمر لندن الدولي حول اليمن سيعمل على توحيد رؤية المجتمع الدولي تجاه التحديات الأمنية والاقتصادية والتنموية التي تواجه اليمن».