تسارعت اعمال العنف الدموية العائدة بشكل شبه يومي الى بغداد مع اقتراب الانتخابات البرلمانية في مارس المقبل. ففيما لم تنته العاصمة العراقية من تضميد جراح ضحايا انفجارات الاثنين الاسود ودفن قتلاه، استيقظ البغداديون امس على صوت انفجار مدو آخر استهدف واحدا من الرموز الامنية للحكومة وهو دائرة الادلة الجنائية في ساحة التحريات بالكرادة وسط بغداد. وأدى انفجار سيارة مفخخة يعتقد ان انتحاريا كان يقودها صباح أمس الى مصرع اكثر من 18 وجرح 81 آخرين بينهم عدد من العاملين في الدائرة المذكورة.
وقال مصدر أمني عراقي «ان سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من ساحة التحريات وسط بغداد انفجرت مستهدفة ادارة الادلة الجنائية مما أدى الى اضرار مادية بالغة بالمباني واحتراق عدد من السيارات بالاضافة الى سقوط الضحايا». ولم يشفع للضحايا الاجراءات الأمنية المشددة التي تطبق في المنطقة نظرا لأنها تضم عددا كبيرا من الدوائر الحكومية والأمنية، وأدت شدة الانفجار إلى انهيار المبنى الخاص بمديرية الأدلة الجنائية، بحسب مصدر في الشرطة العراقية قال ان عدد ضحايا الانفجار ارتفع إلى 19 قتيلا و81 جريحا بالاضافة إلى تضرر عدد كبير من المنازل القريبة واحتراق عشرات السيارات.
على صعيد متصل، قال مصدر طبي إن المستشفيات القريبة من موقع الانفجار اكتظت بالضحايا مما حدا بذوي الضحايا إلى نقل مزيد من الجرحى إلى مستشفيات أخرى وسط شكاوى من ضعف الامكانيات الطبية. واعلنت مصادر امنية أن بين القتلى، خمسة من عناصر الشرطة «قضوا بينما كانوا عند مدخل المقر في حين قتل 13 من المارة واصحاب المحلات التجارية الواقعة في الشارع».
وتابعت المصادر الامنية ان «المبنى الصغير الحجم انهار بفعل الانفجار لكن الاشخاص الذين كانوا بداخله اصيبوا بجروح فقط بعضها بالغة».
في حين اكد مصدر برلماني اصابة حيدر الجوراني النائب عن كتلة «مستقلون» ضمن ائتلاف دولة القانون بجروح بينما كان قرب مكان التفجير.
واشار الى نقله الى المستشفى لكنه اكد عدم معرفته بدرجة الاصابة.