أثرى الدراما العربية بالكثير من «العلامات المضيئة»، ولقبه البعض بـ «نجيب محفوظ الدراما»، إنه الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة الذي رحل عن عالمنا امس بمستشفى وادي النيل بالقاهرة، عن عمر يناهز 69 عاما وبعد أزمة صحية ألمت به طيلة الشهرين الماضيين.
ودخل أسامة أنور عكاشة، الذي يعد رائد السيناريو في العالم العربي، غرفة العناية المركزة مؤخرا، بعد تعرضه لأزمة صحية، نتيجة تجمع مياه على الرئة، وأمر الرئيس حسني مبارك بعلاجه على نفقة الدولة، لكنه توفى على إثرها، حسب الموقع الرسمي لاتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري.
وكان الكاتب الكبير يعاني من مرض بالكلى، وأجري عام 2007 جراحة لاستئصال الكلى اليمنى، بمركز الكلى الدولي بالمنصورة.
ولد صاحب «ليالي الحلمية» في 27 يوليو 1941 في مدينة طنطا بمحافظة الغربية، وحصل على ليسانس آداب قسم الدراسات النفسية والاجتماعية من جامعة عين شمس 1962.
خبر الوفاة جاء مفاجئا رغم التطمينات عن حالته في الأيام الماضية خصوصا على لسان طبيبه المعالج د. عزالدين الصاوي، بالإضافة إلى تأكيدات نجله هشام الذي أشار أن حالته في تحسن مستمر رغم وجوده في غرفة العناية المركزة.
عكاشة الذي رحل عن سبعة عقود تقريبا استطاع أن يكون رائدا بين المؤلفين وكتاب السيناريو العرب ووضع لمساته التي حولت المسار التقليدي للدراما المصرية، من خلال معالجته للعديد من المواضيع الحياتية العامة التي تصيب المجتمع المصري بشكل ثاقب، خصوصا صراع المال والسلطة والتغيرات الاجتماعية، بالإضافة إلى بصماته في طريقة عرض المسلسلات بأجزاء متتابعة من خلال «ليالي الحلمية»، وأتت أعماله لتحتل التلفزيون والمسرح والسينما متفوقة على ما عداها.
آخر تصريحات عكاشة كانت الكلمات التي قالها بعد رحيل رفيق دربه الكاتب الكبير محمود السعدني فوصفه بأنه «آخر ظرفاء العصر.. فهو دنيا كاملة من البهجة والسخرية والفرح.. هو قوال مصر بلا منازع.. بل أفضل قوال في تاريخنا»، وأكثر كلماته تأثيرا عن السعدني كانت: «أشعر باليتم الآن من فقده.. فهو رجل لا تمل جلسته.. وتخرج منها وقد زادت معارفك وخبراتك وثقافتك، وفوق كل ذلك متعتك.. بل تتغير حالتك النفسية للأفضل.. وتود ألا تتركه أبدا».
يعرف عن أسامة أنور عكاشة عشقه الشديد لمدينة الإسكندرية المصرية الساحلية رغم أنه لم يولد بها، لكنه كان يقيم بها بصورة شبه متواصلة وينجز بها أهم أعماله.
يعرف عنه أنه ناصري التوجه، لكنه لم يعد يؤمن بفكر الرئيس جمال عبد الناصر وطالب بحل جامعة الدول العربية وإنشاء «منظومة كومنولث للدول الناطقة بالعربية» مبني على أساس التعاون الاقتصادي، وكان لمواقفه من بعض التيارات السياسية والدينية التأثير الكبير على انتشار أعماله واشتهر عموده الأسبوعي في «الأهرام» المصرية التي لم يغب عنها طوال عقدين كاملين، وآخر أعماله التلفزيونية كان مسلسل المصراوية الذي بث في سبتمبر 2007، والذي حاز جائزة أفضل عمل في ذلك العام ويجسد المسلسل تاريخ الشعب المصري منذ العام 1914.
ومن أهم المسرحيات التي قدمها عكاشة هي مسرحية «ولاد الذين» بطولة الفنان محمود الجندي، ومنة شلبي، وياسر فرج، وتامر عبد المنعم، وتدور أحداثها حول الطبقة الفاسدة التي تتمتع بالنفوذ والسلطة ويطلق عليها اسم مارينا، التي تتاجر بكل شيء لتحقيق مصالحها الشخصية، بالإضافــة إلى ذلك يتناول العرض مشكلات البطالة، والرشوة الجنسية، واغتيــال الــحرية، كــما قدم عدة مسرحيات أخرى ومنهــا «الليلة 14»، و«فى عز الضهر»، و«النــاس اللـــى في التالت».
من أعماله الدرامية الروايات
الراية البيضا ـ وقال البحر ـ ريش على مفيش ـ لما التعلب فات ـ عصفور النار ـ رحلة أبو العلا البشرى ـ ومازال النيل يجرى ـ ضمير أبلة حكمت ـ الشهد والدموع ـ ليالى الحلمية ـ أرابيسك ـ زيزينيا ـ امرأة من زمن الحب ـ أميرة في عابدين ـ كناريا وشركاه ـ عفاريت السيالة ـ أحلام في البوابة ـ المصراوية
رواية همس البحر ـ رواية تباريح خريفية ـ رواية وهج الصيف.
واقرأ ايضاً:
«كريمو» عقّد السلمان نفسياً و«بلشتي» سبّب له المشاكل
موقف محرج لإلهام شاهين في «دبي»
فتحي عبدالوهاب ابن عادل إمام
كواليس
غلاف ألبوم دوللي شاهين فكرة زوجها
مخيون يتعرض لـ «علقة» ساخنة على يد كومبارس