- حسين سالم اجتمع مع ضباط من الاستخبارات الإسرائيلية في لندن وطالبهم بضرورة مساعدته في إنقاذ مبارك وإلا..
- عنصر من المخابرات البريطانية قال لحسين سالم بعد اطلاعه على خطة تهريب مبارك: هذه لعبة أطفال
القاهرة: كشفت صحيفة «روزاليوسف» المصرية امس عن تفاصيل ما قالت إنها «محاولة لتهريب الرئيس المخلوع حسني مبارك» يوم الجمعة الماضية من مستشفى شرم الشيخ الدولي إلى إسرائيل.
وأوضحت الصحيفة أن وقائع عملية التهريب بدأت الأسبوع الماضي عقب لقاء جمع رجل الأعمال المصري الهارب حسين سالم مع عدد من ضباط الاستخبارات الإسرائيلية «الموساد» في لندن، وطالبهم سالم بضرورة مساعدته في «إنقاذ مبارك» من محبسه بمستشفى شرم الشيخ الدولي، مبررا ذلك بأن القضية ستكشف أسرارا خطيرة وأن إسرائيل ستنال جزءا منها إلا أن الضباط حينها لم يعطوه ردا قاطعا.
وتابعت الصحيفة أن سالم أقنع ضباط الموساد بالعملية بعدما أكد لهم أنه يمتلك العناصر المدربة على تنفيذها، ومن ثم أعطى الضباط خطة متكاملة لتنفيذ العملية بدقة والتي استشار في إعدادها طاقم حراسته الشخصي المكون من ضباط سابقين في الموساد وكان على رأس مستشاريه ضابط برتبة عقيد يدعى «روني».
وأضافت الصحيفة أن الضباط أقنعوا سالم بالخطة وأكدوا له أنها قابلة للتنفيذ على أرض الواقع، نظرا لأنهم سيطلبون من بعض عملاء الموساد العاملين في أوروبا حاليا التوجه إلى شرم الشيخ لتنفيذ الخطة، وذلك بعد تحديد يوم الجمعة الماضي عقب الصلاة موعدا لتهريب مبارك.
وكانت الخطة معتمدة على اختراق مستشفى شرم الشيخ أثناء تجمع المواطنين أمامها وهو ما سيحدث فوضى تمكن القائمين على الخطة من تنفيذها بنسبة نجاح تفوق الـ 85%، وفقا لما أقنعوا به حسين سالم.
وقالت الصحيفة: إن سالم أجرى اتصالا بعنصر في المخابرات البريطانية يعد صديقا له منذ أعوام طويلة وأطلعه على العملية وطلب رأيه الشخصي غير أن الرجل أخبره بأنها مجرد «لعب أطفال»، ونصحه بأن يصرف النظر عن ذلك الخيال حيث يمكن أن يؤدي لكارثة تتسبب في تدهور العلاقات بين مصر وإسرائيل وربما بريطانيا ضمنيا لأن العملية خطط لها على أرض بريطانية على حد تعبير الرجل لسالم.
وأشارت الصحيفة إلى أن الضابط البريطاني سلم تفاصيل الخطة لمصادر بريطانية وبشكل أو بآخر انتقلت المعلومة إلى القاهرة ولكنها وصلت متأخرة 5 ساعات عن الموعد المحدد لتنفيذ العملية وهو ما يؤكد سلامة الموقف المصري مع عدم القبض على مجموعة التنفيذ ظهر الجمعة.
وتابعت الصحيفة أن حسين سالم بدأ في تنفيذ الخطة ضاربا عرض الحائط بنصيحة صديقه البريطاني، حيث قام باستئجار طائرة عمودية «هليكوبتر» عن طريق شركة طائرات عمودية مقرها مدينة إيلات الإسرائيلية تؤجر الطائرات لأغراض السياحة، وقام بعدها بنزع العلامات المميزة لها ودفع للشركة المالكة مبلغ 650 ألف دولار على أساس أنه يتم ضمنيا دفع تأمين على الطائرة في حالة فقدانها.
وفي ذات الوقت، أقنعه ضباط الموساد الإسرائيلي التابعون لطاقم حراسته بأنهم حصلوا على الدعم من الموساد حيث أصبح شريكا على حد تعبيرهم له في تنفيذها، وفي المقابل دفع سالم لهم مبلغ 3 ملايين دولار أميركي وضعت في حسابات بأسمائهم في بنوك بريطانية نظير تنفيذ وإدارة العملية.
وأردفت الصحيفة أنه في يوم الخميس 26 مايو طار بالفعل عدد من عملاء الموساد يتبعون فرقة سالم إلى شرم الشيخ وكان عددهم سبعة أشخاص، حيث اتصل سالم بإدارة منتجعاته في شرم الشيخ من خلال خط تلفون دولي بريطاني وطلب منهم مساعدة مجموعة سياح أجانب تريد النزول في المدينة بغرض السياحة، وهم لم يكونوا على علم بالعملية.
ووفرت إدارة المنتجعات سيارة مستأجرة للطاقم، وبطريقة أو بأخرى وفر حسين سالم مسدسات خفيفة لهم تسلموها أمام جامع حسين سالم بشرم الشيخ قبل صلاة الجمعة الماضية.
ووفقا لـ «روزاليوسف»، فإن الخطة كانت ترتكز على إثارة الجماهير ممن يصلون بالمسجد، وتشير المعلومات التي عزتها الصحيفة إلى مصادرها الخاصة، إلى أن فريق التنفيذ كان يتكلم اللغة العربية باللهجة المصرية بطلاقة وأنهم أقنعوا المصلين بضرورة الذهاب إلى مستشفى شرم الشيخ حيث يقبع مبارك عقب صلاة الجمعة للتظاهر والمطالبة بإعدامه.
وبالفعل صارت الجماهير المتحمسة صوب المستشفى وراحوا يهتفون ضد مبارك، وفي اللحظة المتفق عليها أقنعوا المحتشدين بضرورة اقتحام المستشفى وكان الطاقم المدرب في الصفوف الأولى إلا أن فرق الحراسة المصرية كانت قد ركبت منذ أيام قليلة دعامات فولاذية على البوابة الرئيسية للمستشفى، وهو الأمر الذي أفشل المخطط بأكمله.
وأوضحت الصحيفة أن الخطة كما وضعت كانت تعتمد على كسر البوابة وبعدها سيصعد الفريق الإسرائيلي إلى غرفة الرئيس المخلوع عن طريق رسم «كروكي» لها ذكرت به جميع التفاصيل وأنهم تدربوا علي التضاريس من خلال صور التقطت من هاتف جوال لم يحدد صاحبة غير أنه من المرجح بحسب الصحيفة التقاط تلك الصور عن طريق سوزان مبارك زوجة الرئيس نفسها أثناء إقامتها معه التي يتضح أيضا أنها كانت دائمة التحدث والتشاور مع حسين سالم عبر هاتف كان قد تحدث منه «مبارك» من قبل مع الموساد الإسرائيلي ونتنياهو وعدد من السياسيين بالعالم في فبراير الماضي. وعقب التوصل إلى مبارك كان من المفترض أنهم سيبدلون ثيابه ويلبسونه «باروكة» وفي الفوضى التي كانوا سينشرونها بالمستشفي عبر إطلاق الأعيرة النارية، من ثم كانوا سينقلونه لمنطقة مكشوفة خارج شرم الشيخ وهي المنطقة التي تحصل فيها شركة الطيران الإسرائيلية على تصاريح السياحة العادية حيث تنقل عادة سياحا أجانب من وإلى إيلات الإسرائيلية وبعدها كانوا سيهربون مبارك إلى إسرائيل تمهيدا لنقله خارجها بواسطة علاقات صديقه حسين سالم.