شدد اللواء عبدالفتاح حرحور، محافظ شمال سيناء، على أن ما يتم حاليا في رفح هو عملية إخلاء توافقي وبالرضا وليس تهجيرا، مضيفا: «لا يجوز أن نسمي ما يحدث في رفح أنه تهجير فهو إخلاء لمناطق ذات طبيعة خاصة لأسباب أمنية، بهدف حماية المدنيين والقضاء على الإرهاب».
واعتبر حرحور، خلال حديثه لبرنامج «الحدث المصري» على قناة «الحدث» امس الاول، أن «الوضع برفح مطمئن وليس ملتهبا، كما يريد البعض تصويره»، كاشفا أن الأهالي يتقبلون القرار الخاص بنقلهم إلى مناطق بديلة بكل تفهم. وتابع: «الجميع يدرك في رفح أن مصلحة مصر أهم وأغلى من أي اعتبارات أخرى».
وأشار محافظ شماء سيناء إلى أن إخلاء المنازل لم يكن وليد اللحظة، موضحا أنه تم عمل استبيان للأهالي لتحديد نسبة الموافقة والرفض على الإخلاء، وبينت النتائج أن 65% من الأهالي موافقون على الإخلاء وأخذ تعويض فيما 29% منهم وافقوا على الإخلاء لكنهم طالبوا الحكومة بقطعة أرض بديلة، أما النسبة الأخرى فطالبت بتوفير شقق سكنية.
وشرح أن قيمة التعويض عن المنازل التي يتم إخلاؤها تقدر بـ 1200 جنيه للمتر المربع بالنسبة للمبنى الخرساني و700 جنيه للمتر المربع لمباني الحوائط الحاملة، مضافا لها مبلغ 100 جنية كقيمة تعويضية لكل متر مربع من الأرض المقام عليها المبنى.
ولفت إلى أنه وفقا للإحصائيات الرسمية، فعمليات النقل ستشمل 802 منزل يقطنها 1156 أسرة من بينها 87 منزلا سبق تدميرها بسبب وجود أنفاق بداخلها، ولن يتم صرف تعويضات لأصحابها.
الى ذلك، واصلت الحملات الأمنية عملها في تطهير ومداهمة البؤر الإرهابية بشمال سيناء، والتركيز على مناطق جنوب العريش، والشيخ زويد وفي رفح حتى الحدود الدولية مع قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع استكمال إخلاء منطقة الشريط الحدودي. وقالت مصادر أمنية امس: إن قوات الأمن تقوم بتمشيط تلك المناطق بالتنسيق والتواصل مع أهالي ومشايخ كل منطقة، حيث تتم مداهمة البؤر الإرهابية وضبط الخارجين عن القانون والمشتبه فيهم، بالإضافة إلى تمشيط مختلف مناطق المحافظة.
إلى ذلك، قدم مارك سيفرز القائم بأعمال السفارة الأميركية في القاهرة سابقا صورة لسياسات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي تجاه الوضع الداخلي ومكافحة الارهاب، أبرز فيها التزامه بإعادة الاستقرار الى مصر وإنعاش اقتصادها، مؤكدا دوره الحيوي في ظل الاضطرابات الحالية التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط.
وأشار سيفرز الى أن السيسي رد بحزم على الهجوم الذي شنه الارهابيون على موقع عسكري في سيناء مؤخرا، والذي أسفر عن مقتل 30 جنديا، كما توعد بشن «حرب شاملة» ضد الإرهاب، وهو الامر الذي اعتبره دليلا على جدية القيادة المصرية الجديدة في التعامل مع التهديدات الإرهابية.