بعد 5 سنوات من تنحي الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن الحكم، كشف مصدر بالتلفزيون المصري بحسب «اليوم السابع» كواليس ليلة التنحي وكيف كان حال قيادات التلفزيون وقتها، بعد تصاعد الأحداث في الشارع، حيث قال إن «الارتباك والخوف والترقب» كانت حال قيادات التلفزيون المصري ليلة 10 فبراير، حيث لم يتصور أحد أن الأمر سيتصاعد بهذه السرعة وهو ما جعل القيادات بالتلفزيون يصدرون قرارا بإعطاء الموظفين إجازة مفتوحة والجلوس في منازلهم لحين استقرار الأوضاع باستثناء عمال الكاميرات والمخرجين ومذيعي النشرات.
وأضاف المصدر: ان التلفزيون وقتها كان يعمل بطاقة 10% فقط من موظفيه والـ 90% كانوا في منازلهم يتابعون الأحداث من خلال مشاهدة التلفزيون».
وتابع: «الحرس الجمهوري تسلم التلفزيون لتأمينه من الداخل والخارج قبل ليلة التنحي بساعات وكانت هناك إجراءات مشددة يخضع لها أي موظف يدخل المبنى مع غلق جميع الأبواب باستثناء باب خلفي والذي خصص للطوارئ فقط».
وأشار المصدر إلى أن كل ما كان يشغل بال قيادات التلفزيون والأمن هو حماية المبنى لأنه كان مستهدفا، كما أن المتظاهرين في هذا الوقت كانوا يحرصون على التواجد بشكل مستمر أمام المبنى نظرا لوجود كاميرات القنوات الفضائية حتى يتم تصويرهم وظهورهم في البرامج وقتها.
وأشار المصدر الى أن الحالة الأمنية وصلت لأشدها ليلة التنحي، خاصة بعدما أرسل الرئيس مبارك قرارا بإقالة المشير محمد حسين طنطاوي لقطاع الأخبار لإذاعته في التلفزيون ولكن بعد وصول القرار بدقائق تم إخفاؤه من قبل رئيس قطاع الأخبار وقتها عبد اللطيف المناوي الذي كان يحرص وقتها على الحفاظ على هيبة الدولة، في حين أن باقي قيادات ماسبيرو كان «لا حول لها ولا قوة».
وتابع المصدر أنه بعد خطاب التنحي حدث انقسام بين العاملين بالتلفزيون فمنهم من كان متعاطفا مع مبارك ومنهم من كان سعيدا بقرار تنحيه، موضحا أنه بعدها عادت الحياة للتلفزيون وعاد الموظفون لعملهم ولكن استغرق الأمر وقتا طويلا لإعادة تنظيم الأوضاع داخل المبنى، مؤكدا أن لحظة خروج عبد اللطيف المناوي من المبنى كانت من أصعب اللحظات حيث تجمهر العاملون أمام مكتبه وقام رجال الأمن بحمايته لحين خروجه من المكتب ووصوله إلى سيارته.
وكشف المصدر أن وزير الإعلام وقتها أنس الفقي كان يتواجد في هذه الفترة بشكل مستمر داخل المبنى وكان يخرج فقط للذهاب إلى قصر الرئاسة لمتابعة الموقف والاطلاع على كل ما هو جديد ويعود بعدها إلى التلفزيون.