- القاهرة تعرب عن قلقها البالغ بشأن تداعيات استفتاء كردستان العراق
عواصم - خديجة حمودة ووكالات
عاد الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى أرض القاهرة قادما من العاصمة الإماراتية أبوظبي، بعد زيارة استغرقت يومين، شهدت التباحث حول تعزيز علاقات التعاون بين البلدين وبحث القضايا والملفات المشتركة.
وقبيل مغادرة أبوظبي، أكد نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال استقباله للرئيس السيسي أهمية التصدي بحزم للتطرف والتعصب والكراهية بين شعوب المنطقة.
وبحث الشيخ محمد بن راشد والرئيس السيسي خلال جلسة مباحثات ثنائية عقدت في دبي عددا من القضايا ذات الاهتمام المشترك، إضافة إلى تعزيز العلاقات.
وشدد حاكم دبي على متانة العلاقات الأخوية المصيرية التي تجمع البلدين والشعبين، كما حيا الدور القومي الذي تضطلع به مصر خاصة فيما يتعلق بالأمن القومي العربي وصون المصالح العربية والعمل على تعزيز أسس السلام والاستقرار في المنطقة.
وفي سياق متصل، أشاد محمد بن راشد بالنمو الاقتصادي الملحوظ الذي تشهده مصر والتطور اللافت في مستوى الخدمات العامة على مستوى المحافظات والمدن المصرية، وتوفير أفضل مقومات العيش الكريم للشعب المصري.
وشدد حاكم دبي والرئيس السيسي على أهمية تعزيز التكاتف بين الإمارات ومصر والسعودية والبحرين من أجل ترسيخ قيم السلام والتسامح والاستقرار في المنطقة، بعيدا عن التطرف والتعصب والكراهية بين شعوب المنطقة وشعوب العالم.
من جهته، أعرب السيسي عن سعادته بزيارة دبي، مشيدا بما حققته دبي والإمارات وشعبها من تطور وتقدم ملموس على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي خلال السنوات الماضية، بما يجعلها مثالا يحتذى للتنمية المستدامة بالمنطقة العربية، كما أشار إلى ما تتميز به العلاقات بين البلدين من خصوصية، وإلى المكانة الخاصة التي تتمتع بها الإمارات، قيادة وشعبا، في قلوب المصريين، لاسيما في ضوء الروابط المتشعبة التي تجمع بين البلدين.
وفي نهاية اللقاء، قام الشيخ محمد بن راشد بإهداء الرئيس نسخة من كتابه «تأملات في السعادة والإيجابية».
وكان السيسي قد حضر أمس المجلس الأسبوعي لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والذي يحضره كبار الشخصيات من الشيوخ والوزراء والعديد من الشخصيات العامة وكبار المسؤولين والإعلاميين ورجال الأعمال والمواطنين، بالإضافة إلى عدد من السفراء المعتمدين في أبوظبي.
وتبادل الجانبان الأحاديث الودية حول العلاقات الأخوية التي تجمع البلدين والشعبين وتاريخ هذه العلاقات التي أرسى دعائمها المغفور له صاحب السمو للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والتي شهدت خلال العقود المنصرمة وبتوجيهات من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان المزيد من التطور والعمق في المجالات كافة.
حب متبادل
وخلال لقاء صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد والرئيس السيسي مساء امس الاول بث «تلفزيون أبوظبي» كلمة وجهها اللواء الركن محمد بن سالم كردوس العامري الضابط الكبير في الجيش الإماراتي قال فيها: «نحن معكم وفداء لمصر وننفذ وصية الشيخ زايد بن سلطان حاكم الإمارات الراحل وسمو الشيخ محمد بن زايد بالدفاع عن مصر، وأن نكون فداء لها»، فقاطعه السيسي قائلا: «ونحن أيضا فداء لكم».
فتابع العامري: «لن نتأخر يوما من الأيام في الدفاع عن مصر ومناهجنا أصبح يدرس ضمن دروسها الدفاع عن مصر، والشيخ محمد بن زايد في كل منبر ولقاء يلح علينا ويطلب أن نكون دائما جاهزين للدفاع عن مصر».
وأضاف الضابط الإماراتي موجها حديثه للسيسي: «أرواحنا معك وقلوبنا معك ولو عشنا هنا لا نشرب ولا نأكل في هذا البلد إلا وجبة واحدة في الشهر فنحن معك».
وتابع: «لقد صمدت والشعب المصري صمد والجيش المصري صمد وسيصمد معك، لأنك على حق وليس على باطل والحق دائما منتصر، ولكن يحتاج إلى صبر والصبر من الله. ونحن معكم في خندق واحد حتى نقول لا إله إلا الله محمد رسول الله على كل إرهابي وخاين وسنبقى معكم».
استفتاء الأكراد
إلى ذلك، أعربت وزارة الخارجية امس عن القلق الشديد من تداعيات عملية الاستفتاء في كردستان العراق داعية الأطراف العراقية إلى ضبط النفس وعدم اتخاذ إجراءات أحادية.
وأكدت «الخارجية» في بيان أهمية الدفع بالحوار البناء كأساس للتوصل الى تسوية بشأن القضايا العالقة بين العراقيين وكذلك الامتناع عن أي مواقف قد تغذي مناخ الفوضى والتوتر في المنطقة.
وأشارت الى تأثير ذلك على تقويض جهود مكافحة الإرهاب وتحرير المدن العراقية من قبضة داعش، واعتبرت ان الحوار البناء هو أساس لأي تسوية شاملة ومرضية بشأن القضايا العالقة بين بغداد وأربيل، مؤكدة تمسك مصر بوحدة العراق وسلامته الإقليمية وبما يحفظ مقدرات الشعب العراقي «بكافة أطيافه».