يحيي العالمان العربي والإسلامي هذه الأيام ذكرى المولد النبوي الشريف، حيث تعم الاحتفالات أرجاء البلدان بهذه المناسبة العطرة، وتحتل مدينة القاهرة الصدارة في مظاهر الاحتفال فتنتشر فيها مظاهر الاحتفال الرائعة، بدءا من إقامة سرادقات الإنشاد الديني والابتهالات في مدح نبي الرحمة، ومرورا بتسيير مواكب الطرق الصوفية التي تطوف الأحياء التي يشع منها عبق التاريخ مثل الحسين والسيدة زينب والقلعة، وانتهاء ببيع الحلوى وعروس المولد بالرغم من ارتفاع أسعارها هذا العام إلى 40% عن العام الماضي متأثرة بارتفاع أسعار السكر والمواد التي تدخل في تصنيع الحلوى.
فمع إطلالة شهر ربيع الأول من كل عام يحتفل المصريون بذكرى مولد النبي محمد صلى الله عليه وسلم ويتخذ الاحتفال طيلة هذا الشهر المبارك أشكالا عديدة كإقامة السرادقات في الميادين والشوارع وإقامة مجالس الذكر وتلاوة القران الكريم إضافة لازدهار عروض الفنون الشعبية.
وتقام على هامش الاحتفالات بالمولد في المحافظات المصرية شعائر غاية في الطرافة تبدأ بالوفاء بالنذور لدى «العتبات المقدسة» لدى المصريين ويقصد بها أضرحة الأولياء مثل السيد البدوي بمحافظة الغربية دلتا مصر وسيدي الدسوقي بمحافظة كفر الشيخ وغيرها من المزارات الدينية التي يقصدها البسطاء.
ولعل من ابرز مظاهر احتفالات المولد النبوي في المدن هو ازدحام الشوارع والميادين بباعة «حلوى المولد» وعروس المولد التي تصنع من قوالب الحلوى في صورة عروسة وحصان، ويرجع بعض المؤرخين تاريخ ظهور عروسه المولد في مصر إلى العصر الفاطمي أما البعض فيؤكد أنها عادة مصرية خالصة رابطين بينها وبين معرفة المصريين بعروس النيل منذ العصور الفرعونية.
أما القرى التي تنتشر فيها الطرق الصوفية وأضرحة الأولياء والعارفين فتخرج «دورة المولد» في صبيحة يوم الثاني عشر من شهر ربيع الأول في صورة كرنفالات شعبية ينظمها رجال الطرق الصوفية ويتقدمها الخيالة وراكبو الإبل المزدانة بقطع القماش المزركشة يليها أتباع الطرق الصوفية حاملين الدفوف والسيوف يتبعهم أصحاب الحرف المختلفة فيطوفون أرجاء القرى ويصلون إلى المدن أحيانا ويبدأون من أمام أضرحة العارفين وينتهون عندها في حركة دائرية حول القرية.
وبمناسبة المولد الشريف لابد من قيام كل أسرة بارسال حلوى المولد والعشاء أي اللحوم والخضراوات لكل بناتها المتزوجات وتتلقى كل فتاة مخطوبة حلوى المولد والعشاء من خطيبها أيضا.