تقييم حزب الله لكلام جنبلاط: تتجه الأنظار الى دمشق والى الرئيس بشار الأسد الذي في يده شخصيا قرار دعوة جنبلاط ومصالحته على قاعدة «التجاوز المتبادل» (تجاوز جنبلاط لمسألة اغتيال والده وتجاوز الأسد لإهانات جنبلاط واساءاته). ويبدو ان كلام جنبلاط الأخير خاضع لتقييم دقيق من القيادة السورية، في وقت أجرى حزب الله تقييما أوليا سيبلغه السيد حسن نصرالله الى جنبلاط في لقائهما القريب.
الباطنية الدرزية: شيء ما يخشاه جنبلاط، ولا يعلم أحد بخفاياه. منهم من يفسر الأمر بوضعه الأمني ومنهم من يقول إنه يقرأ في كتاب الباطنية الدرزية ولا أحد يقدر على فك رموزه. وما يفسر هذا الإيحاء إصراره على اصطحاب نجله تيمور في كل الزيارات الرسمية التي يقوم بها إلى الخارج وإدخاله المحافل الدولية لتعريفه على كل مفاتيح السياسة. الواضح أن وليد جنبلاط قرر أن يشق درب وريثه من بوابة دمشق، وخياره مبني على قناعات شخصية ومخاوف ثابتة في عقله الباطن من نظام تعود على أن يخضع من يدير له ظهره، لكن الطريق الثانية في يد تيمور. وإذا كان الخيار الأول لا يرضي حتما قاعدة 14 آذار وجزءا من ابناء الطائفة الدرزية الذين أبدوا امتعاضا في المجالس السرية من تقلبات زعيمهم، وأخذهم في كل مرحلة الى دفة ما، لا يعرف أحد خبايا العقل الدرزي، وما يضمره عقل وليد جنبلاط، أو ماذا يقرأ في كتاب مستقبل ولده، حتى إن البعض يجزم بأن ما يقوله جنبلاط اليوم قد لا يعبر عن حقيقة نواياه.
لهجة سوداوية: النائب نديم الجميل (الذي عوض غياب القيادة الكتائبية والرئيس الجميل والنائب سامي الجميل) رأى ان لهجة البيان سوداوية فيما يخص الأخطار على لبنان، وطلب تناول سلاح حزب الله في سياق الحديث عن الاستراتيجية الدفاعية، الا ان جعجع أشار الى انه لا ضرورة لتقديم الموقف على الشكل «مادامت ثوابتنا معروفة ومادمنا باقين عليها، ومن الأفضل ان نقدم موقفنا بروح ايجابية تفرض علينا مراعاة علاقات رئيس الحكومة مع أطراف حكومة الوحدة الوطنية وحزب الله». ونستطيع ان نقول موقفنا في هيئة الحوار مادمنا نشدد أيضا على تطبيق القرار 1701 (علم ان انه جرى شطب عبارة من مسودة البيان تدعو الدولة الى الحرص على «سد الذرائع» أمام أي عدوان اسرائيلي في البند السابع من المبادرة، والاكتفاء بما تضمنه البند الخامس حول مسؤولية الجيش اللبناني والحكومة من صد العدوان وتقدير الموقف. وكانت شطبت من المسودة الأولية قبل يومين من لقاء البريستول بعد التشاور عبارة تشير الى ان الخطر الداخلي على لبنان يكمن في التفلت من نقاط الإجماع الداخلي، بهدف ابقاء مبادرة قوى 14 آذار في مناخ ايجابي.
غياب الجميل: النائب السابق غطاس خوري سأل عن سبب غياب الرئيس السابق أمين الجميل عن الاجتماع. ورد نائب رئيس الكتائب شاكر عون بأنه يمثله، وقال منسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار ان غياب الرئيس الجميل لا يعني مشكلة مع الكتائب بوجود عون والنائب نديم الجميل وغيرهما. وقال الرئيس الجميل في حديث تلفزيوني ليلا ان غيابه كان مقررا، وان نائبه مثله وليس النائب نديم الجميل، وان الاعتراض هو على آلية العمل القائمة الآن التي باتت تمثل خطرا على 14 آذار. وتحدث عن تفاهم جرى مسبقا على الانطلاق قريبا نحو عقد خلوة تراجع المرحلة الماضية وتضع خطة للمرحلة المقبلة، وانتقد ضمنا الأمانة العامة لـ 14 آذار.