- عمرو موسى: لم يطلب أحد إدراج قضية الصدر على جدول القمة
بيروت ـ عمر حبنجر
رفعت حملات تشنها المعارضة بمختلف اطرافها، على الرئيس التوافقي ميشال سليمان حرارة السجالات الداخلية، اعنف هذه الحملات صدرت عن الوزير السابق وئام وهاب الذي خرج من لقاء الرابية امس مع العماد ميشال عون ليطالب رئيس الجمهورية مباشرة بالاستقالة بداعي ان هناك «عطلا لدى الرئيس» بحسب قوله.
هذه الحملة ستضاعف من شلل الوضع الحكومي. وقد انعكست على اجتماع مجلس الوزراء برئاسة سعد الحريري في السراي، وربما تنعكس ايضا على جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية برئاسة الرئيس سليمان اليوم الخميس.
الحريري: لغط سياسي مرفوض
وتقول أوساط سياسية متابعة ان هذه الحملة ليست بعيدة عن العاصمة السورية التي عبر القريبون منها عن انتقادهم للتوقيت الذي اختاره الرئيس ميشال سليمان لطرح مسألة سلاح حزب الله على طاولة الحوار.
وقد دخل رئيس الوزراء سعد الحريري على خط هذه الحملة واصفا اياها باللغط السياسي الذي لا يوصل إلى أي مكان، وهي بلا جدوى، وقال من برلين ان رئيس الجمهورية هو رئيس كل لبنان، وقد قام بخطوات جبارة منذ توليه المسؤولية، والحملة عليه مرفوضة.
آخر مظاهر الحملة على الرئيس سليمان مقال في صحيفة «الاخبار» القريبة من المعارضة، تحت عنوان: «لسان سليمان مع دمشق وقلبه مع واشنطن».
وكان رئيس المجلس نبيه بري حمل على اختيار سليمان لرئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة لعضوية لجنة صياغة البيان الختامي لهيئة الحوار، بعدما حال الاخير دون ذكر المقاومة في البيان استنادا الى كون موضوعها كان خارج التداول في تلك الجلسة، وقد غادر بري بعد انتهاء الجلسة دون ان يبقى الى جانب رئيسي الجمهورية والحكومة للتداول في النتائج كما درجت العادة، وذلك تعبيرا عن استيائه.
كما بلغ الامر بالوزير السابق وئام وهاب، المعارض القريب من دمشق، حد التهكم على الرئيس سليمان عبر الادعاء بأنه لولا 7 مايو لما وصل إلى رئاسة الجمهورية.
وامس بالذات، خرج وهاب من لقاء مع العماد ميشال عون في الرابية ليطالب الرئيس سليمان بالاستقالة، معلنا فشل الرئيس التوافقي للبنان.
وقال: بعد سنتين من الحكم يبدو وكأننا في آخر ايام الرئاسة، واضاف: ان الرئيس التوافقي في لبنان ليس بناجح، مشيرا الى انه لا يهاجم موقع رئاسة الجمهورية، بل الرئيس، مؤكدا ان تصريحه هذا هو رأي شخصي لا يلزم العماد ميشال عون، منتقدا اتفاق الطائف الذي اخذ صلاحيات رئيس الجمهورية.
بري: «حملة حب»
غير أن الرئيس بري عاد أمس - وبعد لقائه الرئيس - الى تقدير موقف سليمان خلال جلسة الحوار الوطني واصفا حملة المعارضة عليه بحملة الحب.
واضاف: ان هذا الموضوع يُعطى اهمية اكثر مما يستحق، ويهمني ان اقول أمرا فقط، انه على طاولة الحوار ليس فخامة الرئيس من شطب كلمة المقاومة، انما هو من كان قد هيأ مسودة للبيان الذي كان يجب ان يصدر وكانت تتضمن عبارة «الجيش والشعب والمقاومة» وهذا النص موجود ايضا في البيان الوزاري، وهذا الامر من اولى البديهيات، ونحن على طاولة الحوار، أول ما يجب ان نسعى اليه هو اساليب التوافق، وليس اساليب الاختلاف والتباين.
بيد ان بري لم يفصح عن المقصود، ولو انه يقصد الرئيس فؤاد السنيورة الذي رفض ان يدرج في البيان الختامي اي كلام لم يطرح على الطاولة.
سليمان والمعارضة ودمشق
ولاحظت اوساط قريبة من بعبدا ان خطوات للرئيس سليمان، كان يجب ان تحظى بعرفان الحاملين عليه الآن، وتمثلت في الاعتذار عن المشاركة بالقمة العربية في ليبيا أو في التعيينات التي حصلت مؤخرا.
غير ان المصادر القريبة من بعبدا تؤكد لـ «الأنباء» ان العلاقة بين الرئيس سليمان ودمشق، على افضل حال.. ولفتت الى ان العاصمة السورية لا تعطي شيئا اذا بدا ان الامر مطلوب من الطرف الآخر، وهي تفضل ان تظهر للعيان انها تعطي للآخرين في التوقيت والظرف الملائم لأجندتها السياسية، وهذا ما يدركه الرئيس سليمان تمام الادراك ويجيد التعامل مع دمشق على اساسه وبما يخدم المصالح المشتركة بصرف النظر عن المزايدات المعروفة.
وفي تقدير المصادر انه اذا قررت دمشق ان تعطي موقفا في لبنان فستعطيه للرئيس سليمان وحده.
لبنان والقمة العربية
وفي موضوع مشاركة لبنان بقيمة ليبيا، قال رئيس مجلس النواب نبيه بري: بالنسبة الينا انتهى هذا الموضوع وطريقة الدعوة الليبية التي وجهت الى لبنان، نرى فيها اهانة كبيرة للرئيس ميشال سليمان واهانة لكل لبنان ايضا. وقال انه سيقول للامين العام للجامعة عمرو موسى الذي وصل الى بيروت امس الكلام المناسب.
واضاف بري يقول: من جهتنا نقول اننا مرتاحون الى موقف الرئيس سليمان، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري والوزراء، حتى الآن، لأن قضية الإمام الصدر ورفيقيه هي في حجم كرامة وطن وليست في حجم «أمل» والطائفة الشيعية وحسب، وأنا لن أتخلى عنها حتى لو هي تخلت عني، وأقسم ألف مرة ان ما جرى مع الإمام الصدر، لو جرى مع البطريرك الماروني نصرالله صفير أو مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني لفعلت الأمر نفسه.
في هذا الوقت وصل الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى بيروت ظهر امس، موضحا ردا على سؤال عن قضية الإمام موسى الصدر ورفيقيه «ان احدا في لبنان من المسؤولين لم يطلب ادراج هذه القضية على جدول القمة العربية في ليبيا».
في المقابل، رد وزير الخارجية الشامي على ما قاله موسى، فقال: القضية قد ادرجت ضمن بنود جدول اعمال القمة العربية، وذلك في مؤتمر وزراء الخارجية العرب الذي انعقد مؤخرا في القاهرة.
اقرأ ايضا:
العونيون والقواتيون أكثر المتحمسين لـ «البلدية»
معلوف لـ «الأنباء»: 14 آذار أصبحت من الماضي ووثيقتها السياسية لم تأت بجديد
تيمور جنبلاط على طريق «الزعامة المتوارثة»
أخبار وأسرار لبنانية