*حالة انتظار: تقول شخصية بارزة في 14 آذار «اننا اليوم في حالة انتظار، انتظار: المحكمة، وإيران والسلام». وتسارع إلى نفي الطابع الرهاني للكلام، وإلى رفض أي اتهام بحسابات الاستقواء، لكنها تؤكد أن «براغماتية السياسة تفرض انتظار هذه الملفات الثلاثة، لتبيان ما قد يكون في لبنان. حين تتبلور تلك المتغيرات، علينا أن نكون حلفاء موحدين، ضمن الفريق الذي نشكله الآن. عندها قد تنقشع رؤى جديدة، وقد تكون هناك فرص أو مخاطر. وعلينا أن نكون معا لمقاربتها وللتعامل معها».
*تمتين توافق سليمان وبري: في تقاطع جديد بين الرئيس ميشال سليمان والرئيس نبيه بري، يضاف الى تقاطعات كثيرة بينهما هذه الأيام، عبر الرئيس بري أمام كبار المسؤولين الأتراك خلال زيارته الى أنقرة عن تحسن العلاقات وتطورها بين سورية ولبنان وبين سورية والسعودية، وطالب بضرورة اشراك مصر في هذه الحلقة بغية تمتين قنوات الحوار والتعاون بين هذه البلدان. وهذه المطالبة تشبه ما كان الرئيس سليمان قد طرحه أثناء زيارته الأخيرة الى السعودية من توسيع لمعادلة «س.س» لتصبح معادلة «س.س.م» (في اشارة الى مصر).
*جنبلاط ينضم لمنتقدي الحملة ضد سليمان: انضم النائب وليد جنبلاط «متأخرا» الى الرئيس نبيه بري في دعم الرئيس ميشال سليمان، فانتقد الحملة «غير المفهومة» على رئيس الجمهورية «الذي هو رئيس توافقي أجمعنا جميعا على انتخابه». ودعا الى طي هذه الصفحة «لعله يمكن اللبنانيين من التصدي للملفات الكبرى».
* زيارات ريفي والحسن لدمشق: التنسيق الأمني بين سورية ولبنان جار طبقا لما اتفق عليه بين الرئيسين الأسد والحريري، وبناء على ذلك زار اللواء أشرف ريفي والعقيد وسام الحسن دمشق في زيارات منفصلة وعلى فترات متفاوتة، والتقيا اللواء علي المملوك والعميد رستم غزاله وجرى بحث في الملفات الأمنية ذات الاهتمام المشترك من دون التطرق الى «التبليغات السورية» المتروكة للقضاء. واضافة الى ذلك طرحت عرضا القضية المثارة في بيروت بشأن الاتفاقية المعقودة بين حكومتي الولايات المتحدة الاميركية ولبنان. وفي رأي مصادر مراقبة ان من يرعى الحملة على اللواء ريفي يراهن على انه قادر في «الوقت الضائع» على تسجيل «انتصار» سياسي أقله لجهة اثارة الشكوك حول الاتفاقات المعقودة بين لبنان والجهات الدولية وصولا الى المطالبة بالعودة عنها والغاء مفاعيلها، على رغم انها تزامنت مع زيارة رئيس «فرع المعلومات» في قوى الأمن الداخلي العقيد وسام الحسن دمشق. وفي هذا المجال يسأل المواكبون: «هل من دلالة لزيارة العقيد الحسن الى دمشق في وقت تصاعدت الحملات على اللواء ريفي قبل ان تهدأ في اليومين الأخيرين ربما لأسباب لا يجهلها من كان يقود الحملة ضد المدير العام لقوى الأمن الداخلي، والا ما معنى خفض سقف الهجوم وكأنه يتحضر لطي الملف في الوقت المناسب».
*متغيرات المشهد الجنبلاطي: تعتقد مصادر معارضة ان جنبلاط الذي أعاد تموضعه جزئيا في المرحلة الماضية سيغادر بعد زيارته الى دمشق موقعه في الأكثرية النيابية بعد ان غادر موقعه في 14 آذار، وان كان سيبقى على علاقة جيدة مع الرئيس الحريري لاعتبارات مختلفة. ولذلك ترى المصادر ان هناك متغيرات سنشهدها داخليا في المرحلة المقبلة:
1- ان جنبلاط سيحسم خياراته بالكامل، وهو سيكون في الموقع المتحالف مع المعارضة، وفي الحد الادنى ستكون معظم خياراته تلتقي مع قيادات المعارضة، مع ما يفترضه ذلك من ايجابيات على كثير من المسائل الداخلية وحتى الاستراتيجية مثل ربط بيروت بالبقاع وسورية استراتيجيا على غرار ما حصل بعد تحرير الجبل في الثمانينيات.
2- ان البلاد ستكون أمام مشهد سياسي جديد ليس فقط على مستوى الخيارات الأساسية المتعلقة بالمقاومة والعلاقة مع سورية، بل أيضا على مستوى الكثير من التفاصيل الداخلية.