بيروت ـ زينة طبارة
استهجن القيادي في تيار المستقبل النائب السابق مصطفى علوش، ما أثير ويثار من ضجيج اعلامي حول استدعاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لبعض كوادر حزب الله بهدف استكمال التحقيقات، معتبرا ان ما يجري مازال محصورا ضمن اطار استدعاء الافراد بصفتهم الشخصية وليست الحزبية، وانه لا يمكن لأحد أن يتوقع ما قد يأتي به مضمون البيان الاتهامي للمحكمة الدولية، وهذا ما اكد عليه المدعي العام الدولي القاضي دانيال بلمار، معتبرا ان ما يسوقه البعض على مستوى التحقيقات قد يكون مبنيا على وقائع لديه، كما قد يكون مبنيا على تحليلات وتكهنات، انما ما يجب على الجميع الاقرار به أن التعاون مع المحكمة الدولية هو للكشف عن الحقيقة وليس للانتقام من احد، وذلك احقاقا للحق وتحقيقا للعدالة.
واكد علوش في تصريح لـ «الأنباء» ان القضية ليست قضية تيار المستقبل كما يحاول البعض اشاعته، لأسباب باتت معروفة الاهداف والابعاد، انما هي قضية لبنانية بامتياز، مذكرا بتصريحات أدلى بها بعض قياديي حزب الله، حيث اعلنوا فيها ان قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تعني الحزب كما تعني كل فريق لبناني آخر، معتبرا بناء على ما سبق ان تعاون حزب الله مع التحقيقات الدولية هو لتسهيل الكشف عن الحقيقة، وان أي قرار سلبي قد يتخذه حيال التعاون سيضع لبنان في موقف حرج، كون المحكمة الدولية أقرت تحت البند السابع، الامر الذي يرى فيه علوش ان أي تمنع لأي فريق كان عن التعاون مع المحكمة قد يعرض لبنان لعقوبات هو بالغنى عنها.
وعن مطالبة البعض بمحاكمة ما سمي بشهود الزور كأساس لاعتبار المحكمة الدولية ذات صفة للتعاون معها، لفت علوش الى ان مسار التحقيق الدولي محاط بسرية تامة ولا يمكن لأحد معرفة ما لدى المحكمة من معطيات ووقائع وحيثيات، الامر الذي يؤكد ان شهود الزور اليوم قد يكونوا شهودا أساسيين غدا، خصوصا ان امكانية التلاعب سواء بالشهادات أو بالوقائع ضئيلة جدا كون التحقيقات الجارية حريصة كل الحرص على فصل الخيط الابيض عن الاسود بدقة وشفافية بهدف الوصول الى حقيقة لا ريب فيها. واعرب علوش عن اعتقاده ان الاشهر القليلة المقبلة قد تكون حبلى بالكثير من التطورات على مستوى التحقيق الدولي، معتبرا ان كل تقدم في التحقيقات قد يؤدي الى تبدل في المناخ السياسي اللبناني، وان تداعيات التحقيقات ستعقبها تداعيات سياسية، وذلك لاعتباره ان هناك من يسعى الى عرقلة مسار المحكمة الدولية بهدف التعتيم على ما قد تظهره التحقيقات من حقائق.
سحب التمثيل قرار متسرع
على صعيد آخر، وعن سحب الرئاستين الاولى والثانية تمثيلهما في ذكرى حل حزب «القوات اللبنانية»، أعرب علوش عن اعتقاده انه وعلى الرغم من ان قرار سحب التمثيل يعود لرؤية الرئيسين سليمان وبري للامور، الا انه كان قرارا متسرعا نوعا ما، اذ كان من الافضل انتظار الخطاب الرسمي لحزب «القوات اللبنانية» الذي ألقاه رئيس هيئتها التنفيذية د.سمير جعجع، خصوصا انه كان خطابا ممتازا تميز بالهدوء وبعدم التعرض لأي من الجهات الاقليمية.
الحريري يدير أزمة مفتوحة
وختم علوش بالقول ان المسار اللبناني غير ثابت، وذلك مرده الى غياب الوحدة في السلطة التنفيذية نتيجة لحسابات البعض القائمة على مبادئ طائفية بحتة، وهو ما حذر منه الرئيس الحريري ابان تشكيله الحكومة الحالية بأنه لا يمكن للبنان ان يقوم في ظل التناقض والتضارب السياسي داخل الحكومة، معتبرا ان انعدام القرار يؤدي الى تردي الامور، وبالتالي الى جمود التقدم نحو العبور الى الدولة، لافتا الى ان الرئيس الحريري يدير أزمة مفتوحة بين يديه ويتعاطى مع تفاصيلها بدقة وحكمة انطلاقا من مسؤولياته كرئيس لحكومة كل لبنان.