بعدما تأكد ان الانتخابات البلدية حاصلة في موعدها وانطلاقا من جبل لبنان في 2 مايو، حيث ان الرئيس نبيه بري ينصح الجميع بتصديق ان الاستحقاق الانتخابي حاصل في موعده والاستعداد له جديا، معتبرا انه اذا كان من تأجيل تقني فإنه سيكون لشهر كحد أقصى، وان المعادلة أصبحت الآن كالآتي: انتخابات في موعدها والا فإنها ستطير الى وقت طويل، فإن الصورة السياسية لهذه الانتخابات تختصر في نقطتين:
1 ـ لا معارك انتخابية على الساحة الاسلامية بعدما وقع السيد حسن نصرالله والرئيس نبيه بري اتفاقا شاملا يبقي القديم على قدمه في أكثر البلديات الشيعية، وبعدما توصل النائبان وليد جنبلاط وطلال ارسلان الى توافق في المناطق الدرزية، في حين يمسك الرئيس سعد الحريري بزمام المبادرة على الساحة السنية وفي بلديات المدن الكبرى، لاسيما في العاصمة بيروت. وفي حين يرجح التوافق في طرابلس وعماده التحالف الثلاثي بين الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وتيار المستقبل دون اغفال الرئيس عمر كرامي، فإن مدينة صيدا تكاد ان تكون مسرح المعركة البلدية الوحيدة على الساحة السنية، وفي سياق معركة تصفية الحسابات المتواصلة بين تيار المستقبل وتحالف سعد البزري.
2 ـ المعارك في الانتخابات البلدية كما كانت في الانتخابات النيابية تدور على الساحة المسيحية وتكاد تنحصر فيها، لكن في ظل انكسار حدة المعارك وطابعها السياسي وتراجع ملحوظ لأجواء التعبئة والخطاب السياسي الذي ساد العام الماضي. فالأحزاب السياسية المسيحية تقلل من الشأن السياسي لهذه الانتخابات وتغلب فيها الشأن الانمائي والبعد المحلي، ما يفرض تقديم الاعتبارات العائلية على الحزبية والقيام بتحالفات سياسية موضعية تبعا لوضع كل بلدة وقرية.
وعلى الرغم من ذلك، تبقى الأنظار متجهة الى المدن الكبرى التي لا تخلو فيها المعارك من أبعاد سياسية وتقوم معاركها على أساس تحالفات سياسية في الدرجة الأولى وأبرزها: زحلة (البقاع)، جزين (الجنوب)، جونيه (كسروان)، الجديدة - السد (المتن)، الشياح - عين الرمانة (بعبدا)، جبيل، البترون، زغرتا، وفي أكثر هذه المدن، تخاض الانتخابات البلدية من خلفية الانتخابات النيابية. فالفريق الذي خسر العام الماضي يحاول الآن رد الاعتبار والثأر «بلديا»، والفريق الذي ربح سيحاول الحفاظ على تفوقه والتأكيد على ان ربحه لم يكن ظرفيا وعابرا.
والأسئلة الأساسية المطروحة عشية الانتخابات هي:
- هل يتواجه الرئيس ميشال سليمان والعماد ميشال عون مجددا (في كسروان وجبيل) من جديد وبشكل غير مباشر؟
- هل تعيد زحلة صورة ونتائج الانتخابات النيابية؟
- هل يواجه سليمان فرنجية تحديا لزعامته في زغرتا؟
- كيف ستكون تحالفات المتن: ماذا عن الطاشناق، ماذا عن ميشال أو الياس المر؟
- هل تصلح الانتخابات البلدية ونتائجها مقياسا للوضع السياسي وميزان القوى وحال الأحزاب والقيادات على الساحة المسيحية؟