بيروت ـ عمر حبنجر
المعارك البلدية تحولت من علامة استفهام الى حقيقة واقعة متكررة، وهمّ يومي يعيشه اللبنانيون بكل تفاصيله، ومحاوراته ومساوماته وحتى منافساته، حتى نهاية مايو المقبل. على انه ظهر في الوقت ذاته منافس من خارج المجال الانتخابي يتمثل في المستجدات الأمنية في منطقة الحدود اللبنانية – السورية الشرقية، حيث اندلعت «اشتباكات ذاتية» داخل مواقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين (القيادة العامة) بسبب ظاهر يتمثل في نقل أحد الضباط الى مكان آخر، وآخر ضمني يؤثر على قرب وضع قرار هيئة الحوار اللبناني حول سحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، موضع التنفيذ.
انشقاق أم تمرد؟
ميدانيا الوضع في قوسايا وكفر زيد عاد الى طبيعته أمس، لكن تداعياته مستمرة في ظل اتهامات أطلقها مسؤول إعلام «القيادة العامة» أنور رجا من دمشق تحمل شعبة المعلومات في الأمن الداخلي مسؤولية ما حصل. لكن المعلومات اللبنانية الرسمية ردت الاشتباكات الى محاولة انشقاق قائد المدرعات العقيد دريد شعبان متمردا على عزله من منصبه، الا انه استسلم للجيش اللبناني مع 4 عناصر، وافيد عن مقتل احد عناصر القيادة العامة.
مديرية التوجيه في الجيش اللبناني أعلنت في بيان لها عن توقيف 5 أشخاص لهم صلة بالحادث، وأكدت متابعة المداهمات لتعقب المتورطين والقبض عليهم.
المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ردت بدورها على الاتهامات التي أطلقها أنور رجا، وقالت في بيان لها ان الفلسطيني دريد شعبان سيطر على أحد مواقع القيادة العامة على خلفية إقالته من موقعه، ما أدى الى حصول الاشتباك وتم بالنتيجة توقيف 4 أشخاص من جماعة شعبان الذي سلم نفسه الى الجيش.
واشارت المديرية العامة للأمن الداخلي الى الثقة العمياء بما يصدر عن الجيش حول خلفيات وأسباب الحادث، مؤكدة بأنها ليست بحاجة لشهادة من أحد، وهي تحتفظ لنفسها بحق مقاضاة رجا بسبب إدلائه بمعلومات كاذبة.
أبورامز يكذب رجا
وكان المسؤول عن «القيادة العامة» في لبنان ابورامز مصطفى نفى رواية رجا، من خلال الاعلان ان أسباب حادثة قوسايا اشكال داخل أحد المعسكرات بين عناصر القيادة العامة.
النائب كبارة
نائب طرابلس محمد كبارة عقب على احداث قوسايا وكفر زبد بين مسلحي القيادة العامة بالقول ان ما جرى يشكل تحديا للدولة.
واضاف: مرة جديدة يثبت ان هناك من يريد العبث بالأمن الوطني، ويتأكد من جديد ان وجود السلاح غير الشرعي هو خطر على لبنان. وقال: لقد حذرنا سابقا من استمرار المراوغة في تطبيق قرارات الحوار الوطني لجهة انهاء الوجود المسلح الفلسطيني خارج المخيمات. واعتبر ان ما حصل في قوسايا يحمل دليلا واضحا على رغبة القيمين على هذه القواعد العسكرية والجهات التي تغطيها وتمولها وتدعمها بالمال والسلاح والتدريب في ان تبقى هذه المعسكرات جاهزة لادوار تطلب منها، واضاف «لا نفهم كيف نطمئن الى ان النوايا اصبحت صافية وان التعامل مع لبنان اختلف بينما نرى ان هذه الاوكار المسلحة ناشطة بدعم صريح وغطاء مباشر من داخل الحدود ومن خلفها؟».
مفتي البقاع
وتعليقا على الاشتباكات طالب مفتي زحلة والبقاع الشيخ خليل الميس الفلسطينيين في لبنان بأن يوقفوا العبث الامني الذي حصل في منطقة البقاع الاوسط وان تكون البندقية باتجاه فلسطين بتحريرها من العدو الصهيوني، داعيا الحكومة اللبنانية الى تعزيز الجيش والقوى الامنية الاخرى والى دعمها بكل وسائل القوة والمنعة ليبقى الجيش هو الاقوى والاقدر على الساحة اللبنانية لتتمكن الدولة من بسط سلطتها على جميع المناطق اللبنانية بحيث لا يكون هناك سلاح على الارض اللبنانية الا السلاح الشرعي الذي تقره الحكومة ومؤسساتها الرسمية. وعلى صعيد الانتخابات البلدية تضاءلت فرص تأجيل الانتخابات لدى بعض الاطراف السياسية الى العدم، وقال نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري: لقد اصبح بعد اليوم الشاطر بشطارته للفوز بالانتخابات وليس الشاطر بتشاطره في اختراع الذرائع لتأجيل الاستحقاق.
الوزير بارود
لكن وزير الداخلية زياد بارود عبر عن ذهوله وانزعاجه من سقوط الاصلاحات النيابية في اللجان النيابية المشتركة، مشيرا الى ان المسؤولية في سقوط الاصلاحات كانت مشتركة وعامل الزمن مؤثر جدا، وقال: انا مستاء لا اكثر ولا اقل. واعتبر بارود انه على الاقل يجب النظر الى النصف الملآن من الكوب كاقرار الكوتا النسائية والاوراق المطبوعة مسبقا والنسبية، مشيرا الى ان لدى هذه الاصلاحات فرصة الاقرار قبل حلول الانتخابات البلدية، والا فستؤجل الى ما بعد ست سنوات.
بري يشجع النساء على الترشح
بدوره رئيس مجلس النواب نبيه بري ترأس اجتماعا لماكينة حركة امل الانتخابية اكد فيه على التحالف مع حزب الله والعمل ضمن ماكينة انتخابية واحدة، مشجعا على حث النساء على الترشح لهذا الاستحقاق البلدي.
وكانت الماكينة الانتخابية المشتركة لحزب الله وحركة امل اجتمعت في منزل المعاون السياسي لبري النائب علي حسن خليل، وحضور المعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، والوزير جبران باسيل ممثلا التيار الوطني الحر، بهدف التنسيق الانتخابي البلدي.
نصر الله استقبل جنبلاط
النائب وليد جنبلاط الذي التقى السيد حسن نصرالله وشكره على جهوده بخصوص زيارته دمشق قال من جهته انه لم يحرك بعد الماكينة الانتخابية، واضاف قد يترك الامر في الشوف الى تفاهم العائلات مع التأكيد على اختيار النوعية، وترك جنبلاط الباب مفتوحا للتوافق مع الآخرين.
عراضات انتخابية
من جانبه النائب عقاب صقر (المستقبل) قال «علينا ان نجري هذه الانتخابات في موعدها ونترك الاصلاحات تقر شيئا فشيئا تمهيدا للانتخابات المقبلة، وكل ما عدا ذلك من عراضات ومن ادعاءات بالاصلاح ومن احتجاجات استعراضية تدخل في اطار نسف موعد الانتخابات البلدية».
اما النائب نواف الموسوي (حزب الله) فقد اكد من جهته ان حزب الله متمسك بالاصلاحات، ولذلك عندما طرح تعليق مناقشة مشروع قانون البلديات الى ما بعد الانتخابات البلدية تمسكنا بمتابعة مناقشة المشروع في مجلس النواب.
بدوره دعا عضو في كتلة الكتائب النيابية الى اقرار بند وحيد في قانون الانتخابات يلحظ خفض ولاية المجالس البلدية من 6 الى 4 سنوات، بينما نعى النائب نبيل نقولا (كتلة عون) الاصلاحات، وقال اننا نواجه عملية غش للشعب اللبناني، ونحن غير مستعدين كي نكون شهود زور على موضوع الاصلاحات.
واقرأ ايضاً:
الحريري من إسبانيا: سأزور دمشق قريباً
بلديات 2010
أسود لـ «الأنباء»: تحالف عازار - رزق المحتمل في جزين لرد «اللطمة» واسقاط القرار الحر وليس لإنقاذ المدينة
سليمان فرنجية قرر الابتعاد عن الحلبة السياسية في هذه الفترة
الأنظار تتجه إلى موقف جنبلاط على طاولة الحوار الأسبوع المقبل
قاووق: المقاومة في لبنان وفلسطين في أعلى مستويات التعاون والتنسيق
مكاتب الأمم المتحدة تنتقل من بيروت إلى ضبية