بيروت ـ عمر حبنجر
مع «الحماوة» المتزايدة للاجواء الانتخابية عشية انطلاقها في جبل لبنان غدا وتعاظم السجالات الدولية والاقليمية حول صواريخ سكود المزعوم ارسالها الى حزب الله، برز ملف المحكمة الدولية مجددا من خلال استماع المحققين الدوليين الى عناصر من حزب الله وسط تجديد الامين العام للحزب السيد حسن نصرالله عدم ثقته بالتحقيق الدولي او بالمحكمة، مكررا في حديث تلفزيوني تلويحه بالرد على اسرائيل وفق قاعدة «المطار بالمطار» و«المرفأ بالمرفأ»، معتبرا ان حزب الله لم يستخدم السلاح يوما لتغيير معادلات سياسية ولن يستخدمه، في وقت اكد فيه رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الذي انهى زيارة لبيروت امس ان اللبنانيين يواجهون التهديدات الاسرائيلية بالوحدة الداخلية وليس بالسلاح.
نصرالله تناول موضوع المحكمة في حديثه الى قناة «الراي» وتطرق الى سماع بعض الشهود الحزبيين، بعد تأخير ناجم عن تأخر حضور المحققين الدوليين بسبب الغبار البركاني فوق اوروبا، معربا عن امتلاك شواهد وادلة وحجج اكثر لعدم الثقة بالتحقيق وبالمحكمة.
وقال: سبق ان احببنا اعطاء فرصة للجنة التحقيق الدولية لمعالجة الثقة، لكن للاسف حتى اليوم لم يعالج شيء لكن لايزال هناك وقت.
وكشف نصرالله عن توجه لمطالبة القضاء اللبناني بتوقيف الشاهد محمد زهير الصديق بجرم شهادة الزور او التحريض على الفتنة، واذا لم يكشف من وراء الصديق ومن أمّن له المكان في لبنان واوروبا والامارات العربية المتحدة، فلا اعتقد ان احدا من حزب الله او من اصدقائنا يقبل ان نستمر بالتعاون، مكررا الالتزام بالرد على اغتيال عماد مغنية.
نصرالله وضع الاثارة الاميركية لموضوع صواريخ سكود في دائرة التهويل على لبنان وسورية، محذرا من ان اي حرب جديدة ستكون مغامرة كبيرة.
مجلس الأمن على الخط
وكان مجلس الامن الدولي اجرى مشاورات مغلقة بشأن متابعة تطبيق القرار 1559، طبقا لتقرير الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، الذي تضمن تحذيرا من ان الوضع الحالي لحزب الله يمثل تهديدا اساسيا لسلامة وامن اللبنانيين وللسلطات الحكومية، ودعا قادة الحزب الى استكمال عملية التحول الى حزب سياسي بما يتلاءم مع وثيقة الطائف التي باتت ملزمة لجميع الاطراف اللبنانية، واشار الى تسلمه تقارير تتحدث عن التحديث الهائل الذي اجراه الحزب لقدراته العسكرية بحصوله على صواريخ بعيدة المدى.
مندوب لبنان في مجلس الامن نواف سلام طالب مجلس الامن بالعمل الجدي لوقف الانتهاكات الاسرائيلية وضمان انسحاب اسرائيل من كل الاراضي اللبنانية، معتبرا ان مسألة السلاح منوطة معالجتها بالحوار الوطني اللبناني.
لارسن ورؤيوية بري
ناظر القرار 1559 تيري رود لارسن تحدث عن تقارير عدة تتحدث عن تدفق السلاح الى لبنان وهو ما يمثل خرقا للسيادة ولامن لبنان.
لارسن دافع، في حديث لجريدة «النهار» البيروتية عن مهمته في لبنان، زاعما ان الاسرائيليين بذلوا مساعي عدة بعضها لدى الاميركيين للتخلص من هذا القرار بينما اعتبرته بعض القوى اللبنانية مؤامرة صهيونية، مشددا على بندين رئيسيين يجب تنفيذهما، الاول هو ترسيم الحدود اللبنانية ـ السورية، والثاني هو نزع الاسلحة وحل الميليشيات، مشيدا بالابداع الرؤيوي لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اطلق مفهوم الحوار التوافقي من اجل التوصل الى استراتيجية دفاعية للبلد، واصفا القرار 1559 بأنه صرخة دولية تقول: ارفعوا ايديكم عن لبنان، وانه يشكل آلية حماية لبنان ضد اي صفقة على حسابه، محذرا من ان ترسانة حزب الله غير الخاضعة للسلطة الرسمية امر شاذ وخطير، وان الميليشيات في اي بلد هي امر شاذ ايضا، لافتا في رده على سؤال حول مصادر السلاح الى لبنان بالقول: ان هذا السلاح لا يأتي من القمر.
سليمان: لا وجود لـ«السكود»
من جهته، نفى الرئيس اللبناني ميشال سليمان وجود صواريخ سكود لدى حزب الله، مشيرا عبر المؤسسة اللبنانية للارسال الى ان الحزب صرح بأنه يمتلك صواريخ لكن ما يتكلمون عنه حاليا لا وجود لدليل على صحته، وانهم لو كانوا يملكون ادلة بالفعل لعرضوها على وسائل الاعلام.
وكانت مصادر ديبلوماسية غربية ربطت طي ملف «السكود» بإعلان صريح عن حزب الله بنفي وجوده لديه.
ويؤمل ان يفي نفي سليمان بالغرض في ضوء إصرار الحزب على متابعة سياسة الصمت حيال هذا الموضوع.
وقال سليمان ان إسرائيل تضخم الأخطار المحيطة بها، تهربا من التزاماتها الدولية، وان اسرائيل تعلم انها لا ترعبنا بهذه الأقوال والأعمال.
الانتخابات البلدية
وعن الانتخابات البلدية التي تبدأ مرحلتها الأولى في جبل لبنان غدا، أشار معوض الى ان قنوات التنسيق مستمرة مع «القوات اللبنانية» حول الأمور، مؤكدا ان اللقاء مع الوزير السابق سليمان فرنجية هو لتجنيب منطقة زغرتا (شمال لبنان)، معركة انتخابية بغض النظر عن الخلافات والخيارات الوطنية.
وفي الجبل أقام النائب وليد جنبلاط مأدبة عشاء للوزيرين السابقين وئام وهاب وناجي البستاني.
وفي صيدا أعلن رئيس لائحة التوافق محمد السعودي ان التوصل الى مرحلة اللمسات الأخيرة بات قريبا مرجحا إعلان اللائحة نهاية الأسبوع.