بيروت ـ زينة طبارة
رأى عضو كتلة المستقبل النيابية النائب تمام سلام ان التمثيل في مجلس بلدية بيروت ينحصر بموجب النظام الديموقراطي، في القوى السياسية الاكبر التي فرزتها نتائج الانتخابات النيابية، معتبرا انه وبالرغم مما تقدم وبالرغم من عدم فوز التيار الوطني الحر بأي مقعد نيابي عن بيروت، لم تتردد القوى البيروتية وعلى رأسها الرئيس الحريري في مشاركة العماد عون في المجلس البلدي للمدينة، انما بحصة رمزية كون تياره ليس له اي تمثيل نيابي عن بيروت، مستغربا مطالبة عون بالمشاركة في المجلس البلدي تارة على قاعدة النسبية وطورا على قاعدة الفرض ورفع الصوت عاليا، مذكرا بأن بيروت قسمت خلال الانتخابات النيابية السابقة الى ثلاث دوائر انتخابية، لارضاء العماد عون جراء ادعائه آنذاك بأن المناطق المسيحية من بيروت غير متاحة لابنائها فرصة انتخاب ممثليهم بسبب طغيان الصوت السني، ومع ذلك رفض ابناء المناطق المسيحية ان يكون التيار العوني ممثلا عنهم، واعادوا بالتالي انتخاب من كان يمثلهم قبل التقسيم الانتخابي المذكور.
واستغرب النائب سلام في تصريح لـ «الأنباء» مطالبة العماد عون تمثيله بمقعد سني في المجلس البلدي لبيروت، اضافة الى مطالبته بغالبية المقاعد المسيحية فيه، معتبرا ان تلك المطالب لعون ليست سوى مطالب تعجيزية تهدف الى نسف التوافق وذلك لاسباب عديدة واهمها ثلاثة: 1 ـ خروجه من الانتخابات بهدف التستر على حجمه الحقيقي، 2 - ارباك البيروتيين واظهارهم بصورة مزيفة على انهم يرفضون التوافق، 3 - ارغام الرئيس الحريري على التفاوض معه بهدف اظهار نفسه على انه الممثل الوحيد للمسيحيين والناطق الوحيد باسمهم وذلك اثر عدم توصله الى تفاهم مع الوزير ميشال فرعون.
وردا على سؤال لفت النائب سلام الى ان اصرار الرئيس الحريري على مفاوضة العماد عون من قبل مسيحيي قوى 14 آذار، هو خيار في محله الطبيعي كون المفاوضة تتمحور حول المقاعد المسيحية للمجلس البلدي، وليس على المقاعد الخاصة بالمسلمين، لافتا الى ان العماد عون مخطئ ان كان يظن انه بتصرفه هذا يستطيع فرض معادلة غير منطقية على الانتخابات البلدية في بيروت، وذلك لاعتباره (اي سلام) ان اهالي بيروت مسلمين ومسيحيين لم يوفروا مناسبة انتخابية الا وقالوا فيها كلمتهم لجهة اختيارهم لممثلين، مع حرصهم الدائم على تقسيم المجلس البلدي لمدينتهم انما وفق منطق ديموقراطي سليم وليس وفق منطق الفرض بالقوة.
وختم النائب سلام مؤكدا ان المجالس البلدية تحتاج الى وجود انسجام وتكامل بين اعضائها وليس الى وجود انقسامات ونزاعات تعرقل المسار الانمائي للمدن والقرى، الامر الذي من اجله يدعو سلام الى تشكيل لوائح كاملة تتنافس على المجلس البلــدي، وذلك لاعتباره ان التوافق على غرار الحكومات الائتلافية والتوافقيــة يشل العمل البلدي ويؤدي بالتالي الى التراجع على المستويين الحضاري والانمائي، معربا ردا على سؤال عن اعتقاده بأن الانتخابات البلدية في بيروت قد تذهب الى خوض معركة انتخابية جراء تمسك العماد عون بمواقفه غير المنطقية مدعوما من حزب الله وذلك من باب مسايرة هذا الاخير له ليس اكثر.