- للكويت أيادٍ بيضاء على لبنان .. وأنا أول من كتب أطروحة دكتوراه في القانون الدولي العام عنها
- أحدهــم يؤكـد وآخر ينفي وجود «سكود» وكأن الحرب تبدأ وتنتهي بالكلام
بيروت ـ داود رمال
أطلق وزير الشؤون الاجتماعية د.سليم الصايغ في حديث لـ «الأنباء» جملة مواقف تعبر عن توجهات حزب الكتائب من التطورات الراهنة بدءا بالانتخابات البلدية التي هي «ذات طابع انمائي صرف»، وموضوع اكتمال المشروع التاريخي للمسيحيين في لبنان «عبر الدولة اللبنانية والتوافق مع الآخرين»، وضرورة ان «يكون للصراع المسيحي ـ المسيحي ضوابط الديموقراطية» مرورا «بزيارة سورية التي تمت بقرار حكومي لان المهم ليس الذهاب الى الشام انما العودة الى بيروت»، وكشف لاول مرة عن لقائه نظيرته السورية في القاهرة مؤخرا واستعداده «لاستقبالها في بيروت» مع دعوته لاخذ التهديدات الاسرائيلية بجدية لان «احدهم يؤكد وآخر ينفي وجود صواريخ سكود وكأن الحرب تبدأ وتنتهي بالكلام»، كما انه «لا يمكن ان تكون قوى على الارض اللبنانية خارج اطار الشرعية» وصولا الى الكويت «التي كان اول من كتب اطروحة دكتوراه عنها والتي لها اياد بيضاء على لبنان وزيارتها قائمة دائما».
نلاحظ ان هناك توافقات بين القوى السياسية المتعارضة في الموضوع البلدي الى ماذا يؤشر هذا الامر؟
هناك في لبنان اليوم توافقات ولكنها هذه التوافقات ليس لها طابع سياسي بل طابع عائلي ومحلي، ويعبر عن خصوصية الانتخابات البلدية التي تعنى اساسا بقضية التنمية المحلية والتي تحت هذا العنوان تخترق كل الاصطفافات السياسية من اجل تغليب مصلحة القرية او الحي او المدينة على كل مصلحة اخرى، وهذا الامر معروف في كل انحاء العالم.
وهذه الانتخابات بغياب احزاب مكتملة النضوج في لبنان وبغياب احزاب خارقة وعابرة لكل المناطق والطوائف في لبنان، فاننا لا نستطيع التكلم عن نظام حزبي في لبنان وبالتالي لا نستطيع القول ان الاصطفاف كما في الغرب هو على اساس برنامج سياسي فقط او على اساس فكرة سياسية، نحن في مرحلة انتقالية للديموقراطية في لبنان ولاستعادة الاحزاب الدور الذي كانت تلعبه قبل الحرب، ان الانتخابات البلدية تأخذ طابعا محليا صرفا.
هل ستنعكس الاجواء التوافقية بين هذه القوى تسريعا لعجلة العمل الحكومي لبت الملفات المطروحة؟
ليس هناك من اي تأثير على اي شيء، لان هذه التوافقات ليست فوقية انما هي توافقات محلية تأخذ عناوين حزبية، ولكن لا تعبر عن ارادة سياسية شاملة، والصراع السياسي يحصل اساسا في المناطق المسيحية لان المناطق الاخرى حسمت وضعها بتوافقات كبرى، وبالنتيجة هذه التوافقات في المناطق السنية والشيعية والدرزية أتت كتوافقات كبرى لها تعبير محلي، انما في المناطق المسيحية هناك ثلاثية او رباعية للتمثيل الحزبي الكبير وبالنتيجة العائلات منقسمة بين الاحزاب والقرى والبلدات منقسمة، ومن الصعب ان تأتي التوافقات فوقية، بل هي توافقات على الارض قريبة من هموم الناس وينتهي مفعول هذه التوافقات بانتهاء الانتخابات البلدية، يعني الاتفاق بين حزب الله وحركة امل ليس بجديد هو اتفاق سياسي له خصوصيته الشيعية، هذا لا يؤثر على المناخ العام والتوازنات في لبنان، واما التوافقات في المناطق السنية فهي كذلك تأتي نسبة الى القوى السياسية والتي يعبر عنها تيار المستقبل وبعض القوى الأخرى الكبيرة المحلية مثل طرابلس وصيدا أو بيروت. هذه القوى معروفة الاصطفافات والتحالفات اليوم في مجلس النواب، انما تغيير المعادلة الذي قد يكون بجديد ولن يكون هو على المستوى المسيحي حيث يؤدي الإدراك والوعي عند التيار «الوطني الحر» و«الكتائب» أو «القوات»، بأن يتفقوا في قرية معينة على الانتخابات البلدية من دون الاتفاق على القضايا السياسية والوطنية الكبرى، قد يكون هذا عاملا فيما يسمى مسألة بناء الثقة بين الأطراف المسيحية حتى يستطيعوا إنتاج توافق عام وشامل.
كسر الجليد
ألا يمكن الاستثمار على هذا الجو لتعزيز المصالحة المسيحية، وألا يمكن لحزب الكتائب من موقعه الحالي لعب دور محوري في المصالحة المسيحية؟
هذا كسر للجليد وترتيب لبعض الأوضاع، ويضيق هامش التحرك في المناورة السياسية بين الأحزاب، اذ ان الشعب سيعطي اشارة قوية بأنه غير معني بالخلافات الكبرى، وما يهمنا المسائل القريبة من مشاكلنا ومن همومنا اليومية وستعطي البلدان والقرى اشارة قوية لكل القوى السياسية بأن عليهم الاعتناء بأمورها قبل كل شيء، نحن كقوة سياسية موجودون ان في القرارات المركزية أو المحلية، ويهمنا كثيرا ان نقدر على لعب الدور، ليس لتوحيد المسيحيين، انما ايجاد قواسم مشتركة لمعارك سياسية تهم الطوائف المسيحية بخصوصيتها.
مرافقة الحريري إلى دمشق
هل ستكون في عداد الوفد المرافق لرئيس الحكومة الى دمشق، وهل من لقاء قريب بين الرئيسين الأسد والجميل؟
لم يطلب مني الذهاب الى سورية، وأنا تسنى لي اللقاء مع وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية في قمة وزراء الشؤون الاجتماعية في القاهرة، وتباحثنا بطريقة مباشرة وغير مباشرة وفي لقاءات جانبية مختلف المواضيع السياسية والاجتماعية التي تهم البلدين، وقلت لها رأيي بكل صراحة وبالنتيجة ليس لدينا ما نخفيه في هذا المجال، ليس المهم الذهاب وطريقة الذهاب الى الشام انما المهم العودة وطريقة العودة الى بيروت، وهذا ما نردده دائما هناك ملفات كبرى وأساسية عالقة بين لبنان وسورية، لقد أحرق لبنان عام 2006 لأنه كان هنالك 3 سجناء لبنانيين في اسرائيل، لدينا المئات من المسجونين اليوم في سورية ونعتبر وقحين إذا طالبنا باسترجاعهم، أقل الإيمان ألا يكون هناك معياران وقياسان في قضية استرجاع كرامة الوطن لأنها واحدة لا تتجزأ، لا مع العدو ولا مع الصديق ولا مع الشقيق، وقرار الذهاب الى سورية هو قرار تأخذه الحكومة وحزب الكتائب يلتزم بقرارات الحكومة، انما إذا كان موضوع الذهاب الى سورية سياسيا فنحن لدينا ملفات أساسية علينا طرحها، وأنا مستعد ان استقبل في بيروت وزيرة الشؤون الاجتماعية السورية كذلك.
الى ماذا تؤشر اثارة اسرائيل لموضوع صواريخ «سكود» وهل تتخوفون من حرب اسرائيلية جديدة؟
لا أحد يستطيع «الضرب بالرمل»، لكن هناك عقل أمني وعسكري اسرائيلي لديه هاجس حقيقي وهو التكيف مع أي تغيير في المعادلة العسكرية الاقليمية ومعادلة توازن القوى، وهؤلاء الجماعة يعتبرون ان لديهم مؤشرات على تغيير توازن القوى، وقد تكون صواريخ «سكود» هي احد المؤشرات، لذلك علينا ان نأخذ بكل جدية قضية التهديدات الاسرائيلية ونتعامل معها بكل جدية بعيدا عن المزايدات وبعيدا عن النعوت التي توجه الى كل من يتكلم بهذا المنطق بأنه يسوق للمنطق الاسرائيلي، نحن لا نفعل ذلك، ولكن كفانا كعرب ان نخوض حروبا لا نعرف اين تبدأ ولا نعرف كيف تنتهي، ، نحن نتمنى ان يمتلك الجيش اللبناني آلاف صواريخ الـ «سكود» ولكن موقفنا معروف في الاستراتيجية الدفاعية وهو انه لا يمكن ان تكون قوى على الارض اللبنانية خارج اطار الشرعية اللبنانية مهما قيل من كلام لتسويق منطق آخر ومهما اخذ من اعذار ومبررات، نريد استخراج مكامن القوة في لبنان بما فيها المكامن لدى حزب الله على قاعدة ان يتم وضعها تحت ادارة وسيطرة وضبط الدولة اللبنانية.
أطروحتي عن غزو الكويت
كيف هي علاقتكم من موقعكم كوزير مع الكويت وهل من زيارة قريبة لكم الى هذا البلد الشقيق؟
الكويت دولة عزيزة وشقيقة، واطروحة الدكتوراه التي قدمتها في القانون الدولي العام كانت عن الكويت لقد كنت اول من كتب في العالم عن غزو الكويت من منطلق قانون دولي عام، واول من ذهب الى لندن واستخرج الارشيف البريطاني عن قضية الصحراء وقضية شط العرب وترسيم الحدود وقضية سيادة الكويت على اراضيها منذ عهد الشيخ مبارك عام 1870 وما بعد لجهة المراسلات السرية التي حصلت بين البريطانيين والكويتيين الذين اعترفوا بها كدولة قائمة خاصة منذ عام 1899 وما بعده.
أنا على علاقات اكاديمية دائمة وعلمية واضحة، مع الكويت، وانا كلما اكتشفت هذه الدولة في الكتب وفي قراءاتي وجدت هذه الارادة العجيبة التي استطاعت ان تبني من قطعة ارض على الشاطئ، قطعة من الصحراء دولة مهمة جدا لها دور كبير في العالم العربي والعالم اجمع، للكويت اياد بيضاء على لبنان ودائما تتبع الحيادية والتوافقية وكانوا دائما راعين لكل مبادرات السلام والحوار التي حصلت في تاريخ لبنان، نتمنى للكويت ان تعود للعب هذا الدور الرائد لتقريب وتفعيل عملية السلام، لاحقاق المبادرة العربية للسلام ولاخراج لبنان من ازمته القاسية التي يمر بها. زيارة الكويت قائمة دائما والطريق امامنا ومازلنا في اول الطريق في هذه الوزارة.