بيروت ـ خلدون قواص
دعا مفتي لبنان الشيخ د.محمد رشيد قباني قادة ورجالات لبنان الى السعي لإلغاء الطائفية من النفوس والنصوص بعد السعي الى ترسيخ الدين وقيمه واخلاقه في النفوس والنصوص، واكد ان إلغاء الطائفية في لبنان لا يعني إلغاء الدين مطلقا.
وقال خلال احياء الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد المفتي الشيخ حسن خالد، بحضور ممثلي رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة وحشد من الشخصيات: لماذا قتلوا او اغتالوا المفتي الشهيد؟ هذا السؤال الصريح الواضح لا يتضمن اتهاما لاحد فلسنا نحن بالذين نظن، ولا نحن بالذين نتهم، وانما ذلك هو من شأن القضاء لبيان الحقيقة في ذلك. واضاف: نسأل هذا السؤال لان الجريمة تكررت من بعد ذلك في حق غيره، وتتكرر بين وقت وآخر الى اليوم في لبنان، فقد اصبح لبنان ساحة للثأر والانتقام من الرأي الآخر.
واضاف قباني: الدين والطائفية ضدان لا يجتمعان، وبالطائفية توقظ اسباب الفتنة والاقتتال والتشرذم والانقسام.
وتابع قائلا: ليست الانتخابات ولا المحاصصات الوظيفية هي اهم الاخطار في لبنان، ان التردي الاخلاقي في المجتمع هو الخطر الاكبر الذي يتهددنا، والتربية السليمة والاخلاق هركمان اساسيان من اركان بناء الدولة القوية في كل امة. واوصى اللبنانيين قائلا: اوصيكم بأن تحرصوا على الا يكون لبنان آخر شهداء لبنائكم، مرة ثانية اوصيكم واشدد على هذه الوصية بأن تحرصوا على الا يكون آخر الشهداء لبنانكم. وتحدث خلال الحفل الذي اقيم في قاعة الرئيس الشهيد رفيق الحريري في مسجد محمد الامين في وسط بيروت ممثل رئيس مجلس الوزراء النائب محمد قباني، مؤكدا ان الاسلام الذي آمن به وجسده المفتي الشهيد هو اسلام الايمان الحقيقي اسلام الاعتدال والانفتاح والوحدة الوطنية، هو الموقف الوطني الذي جسده اتفاق الطائف بالتأكيد على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.
من جانبه، دعا نائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبدالامير قبلان الى تعزيز الوحدة الاسلامية في لبنان، مؤكدا ان الاغتيالات التي حصلت هي من صفة اهل الشر والحسد، واشار الى ان العيش المشترك في لبنان يجب الحفاظ عليه وتعزيزه لما فيه خير لبنان واللبنانيين.
بدوره استذكر شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن الدور الاسلامي والوطني الذي قام به المفتي الشهيد الذي كان رائدا من رواد الوحدة الاسلامية ونموذجا للانفتاح والحوار الاسلامي. وباسم بطريرك الروم الملكيين الكاثوليك تحدث الاب ميشال سبع، فقال: تعز الشهادة على ارض الوطن وترخص اذا كان الاغتيال بيد عدو ظاهر، لكن ان يكون الاغتيال على ارض الوطن دون عدو ظاهر فهذا اصعب الصعاب واكثر الوجع ايلاما.